تحضر ولاية قسنطينة، لإجراء مناورات افتراضية تحاكي وقوع كارثة طبيعية متمثلة في زلزال، وذلك في إطار تفعيل مخطط تنظيم النجدة الولائي، خاصة وأن والي الولاية قدم تعليمات تقضي بتحسين الإمكانات المتوفرة ضمن المخطط الولائي للنجدة، بغية تحسين التعامل مع أي طارئ طبيعي كان مستقبلا.
وأشرف أمس، والي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة، على اجتماع تنسيقي في إطار التحضير لإجراء مناورة افتراضية تحاكي وقوع كارثة طبيعية «زلزال» في إطار تفعيل مخطط تنظيم النجدة الولائي، بمعية أعضاء اللجنة الأمنية، الأمين العام للولاية، الوالي المنتدب لمقاطعة علي منجلي، مدير الحماية المدنية، رئيس الديوان، مدراء الهيئة التنفيذية ومختلف المعنيين.
وقدم في بداية الاجتماع، مدير الحماية المدنية لولاية قسنطينة، عرض سيناريو مفصل للمناورة الافتراضية بوقوع زلزال بالمنطقة الجنوبية الغربية للولاية وتحديدا ببلدية الخروب، خلّف خسائرَ بشرية ومادية معتبرة وتطلب تدخلاً واسع النطاق، بعد أن قدم عرضا عن مختلف الكوارث والأخطار المصنفة في الجزائر والقوانين التي رافقتها ونتج عنها منظومة وطنية لتسيير الكوارث، ليتم بعدها مناقشة التحديات المتوقعة خلال المناورة، من قبل أعضاء اللجنة الأمنية ومدراء مختلف المقاييس مثل صعوبة الوصول إلى مكان الحادث، الحاجة إلى إجلاء عدد كبير من الأشخاص و غيرها.
وأكد الوالي بعد التعرف على حيثيات ومعطيات المناورة الافتراضية، على أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف الفرق المشاركة للتغلب على هذه التحديات، والاعتماد على آليات تسيير الأزمات والكوارث بالمعايير العلمية والطرق الحديثة، كما أسدى تعليمات موجهة إلى رؤساء المقاييس تحيين كل الإمكانيات الموجودة ضمن المخطط الولائي للنجدة، وشدد على أن يكون هذا التمرين الافتراضي فرصة للتعرف على الإمكانيات المسخرة ومدى التجاوب والتدخل السريع في بداية الكارثة، يذكر أن هذا الاجتماع يندرج في إطار التعريف بجميع المقاييس ودورها خلال هذا التمرين الافتراضي الذي سيتم تطبيقه ميدانيا في تاريخ لاحق للوقوف على مدى جاهزية الولاية في مجال تسيير الكوارث و الأزمات.
وأجرت مصالح الحماية المدنية بقسنطينة، عدة مناورات سابقا للتعرف على إمكانياتها أثناء وقوع الكوارث، على غرار قيام الوحدة الثانوية للحماية المدنية قطوش الجمعي بلدية الخروب، بمناورة تطبيقية تخص سيناريو إطفاء حريق على مستوى مؤسسة نفطال» ببونوارة، وهذا للرفع من جاهزية الأعوان أثناء التدخل، وتدخل هذه المناورة في إطار البرنامج السنوي للمناورات الخاص بالمؤسسات على مستوى قطاع التدخل.
كما أجرت الوحدة الثانوية للحماية المدنية سيساوي سليمان ببلدية قسنطينة، سيناريو المناورة حول احتراق مخزن على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في المسالك البولية الكلى وزرع الكلى حي الدقسي، إضافة إلى مناورات أخرى تحاكي غرق ضحايا أو ولوج سكنات بعد تعرض أصحابها لاختناق بالغاز وغيرها من المناورات التي تحاكي مختلف الأخطار التي قد يواجهها سكان ولاية قسنطينة مستقبلا. وقال لقرع عبد الرحمان رئيس مصلحة الوقاية سابقا بمديرية الحماية المدنية بقسنطينة، إن مكتب الوقاية والدراسة، يقوم بالمشاركة في إعداد دراسات أمنية لمختلف المنشآت السكنية كانت أو مصانع مصنفة، ويتم على إثرها منح رخص البناء، وتتم العملية بالتنسيق مع المصالح الأخرى، وأوضح أن الدراسة تكون وفق تدابير أمنية تخص مسالك النجدة وكذا مسالك عبور سيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء، إضافة إلى الواجهات، وذلك لتسريع عملية الولوج إلى البناية المعنية بالخطر وإنقاذ الأشخاص، كما تشمل العملية التدابير الواجب العمل بها بخصوص شبكات الغاز والكهرباء ومراقبة وسائل الدفاع ضد الحريق سواء معاينة الشبكات أو إعداد مخطط نجدة، وكذا تكوين وتوفير أعوان أمن مكلفين بالحراسة والأمن وضمان التدخل الأولي أثناء حدوث الخطر.
وأوضح المتحدث، أن الحماية المدنية تدرس الأخطار الممكن حدوثها بالمؤسسات المصنفة وفق بطاقة تقنية توضح نوعية الإنتاج والسيناريوهات المحتملة عند حدوث كوارث ما يسهل فيما بعد عملية التدخل، معتبرا مكتب الدراسات بمديرية الحماية المدنية من أهم المكاتب لأنه يأخذ على عاتقه عملية إنجاز دراسات تقنية ومخططات في إطار مشاريع اقتصادية وسكنية واجتماعية.
حاتم / ب