أحدث تساقط كميات معتبرة من الأمطار و حبات البرد بولاية قسنطينة ليلة أول أمس، حالة طوارئ، بعد أن تسببت السيول في غلق العديد من المحاور الأساسية و انسداد بعض الأنفاق، فيما غمرت المياه المحلات و البيوت بعدة أحياء، و استمر الاختناق المروري إلى غاية ساعة متأخرة من يوم أمس، فيما لم تسجل أي خسائر بشرية أو مادية.
تساقط الأمطار بدأ حوالي الساعة التاسعة ليلا، و قد اختلفت حدة الهطول من منطقة إلى أخرى، غير أن أكثر الأماكن التي مسها التساقط تمثلت في بلدية قسنطينة و بعض المناطق القريبة منها، و التي عرفت عبور عاصفة قوية من حبات البرد التي حولت المنظر إلى ما يشبه تساقطا للثلوج، حيث اكتست الأرض اللون الأبيض في ظرف بضعة دقائق، خاصة على مستوى زواغي و بوالصوف و وسط المدينة و بومرزق و حتى على مستوى بلدية عين اسمارة، أما بقية المناطق فقد شهدت تساقطا كثيفا للأمطار.
و بمجرد هدوء العاصفة بدأت الأضرار التي خلفتها في الظهور، حيث أغلقت الكثير من المحاور الرئيسية و باتت حركة المركبات شبه مستحيلة، فالنفق المؤدي نحو حي بوالصوف غمرته المياه تماما و تحول إلى شبه مسبح، و حوصرت داخله بعض السيارات التي لم يتمكن أصحابها من إخراجها و علقوا بداخلها لعدة ساعات، و هو ما حدث تقريبا بالنفق المؤدي نحو منطقة زواغي، حيث تسببت مياه الأمطار في انسداده و توقفت حركة المرور به، كما أغلقت الطريق الواقعة أسفل جسر بومرزوق و التي تربط بأحياء القماص و بن شيكو، فيما عاش سكان بومرزوق و الكيلومتر الخامس حالة طوارئ، بعد أن غمرت السيول بيوتهم و قضوا الليل في إخراج المياه من المنازل، و قد أرجع من تحدث إلينا من السكان سبب السيول الكثيفة إلى الحائط المرتفع الذي تم بناؤه ليفصلهم عن وادي بومرزوق و الذي منع مرور المياه فتحولت معظمها إلى داخل بيوتهم.
كما عرف الطريق الرابط بين مدينتي قسنطينة و الخروب انسدادا على مستوى حي سيساوي، حيث أغلقت الطريق لعدة ساعات، بسبب مياه السيول التي غمرت العديد من البيوت على مستوى الحي، ما أدى إلى غضب كبير وسط السكان، الذين عاشوا ليلة بيضاء، فيما قام قاطنون بحي بونفة بإغلاق الطريق الرابط بين الخروب و قسنطينة عبر منطقة شعاب الرصاص و منعوا مرور المركبات عبره، و ذلك احتجاجا على غمر مياه الأمطار لبيوتهم، فيما عرفت حركة المرور اختناقا كبيرا بالعديد من الأماكن الأخرى، بسبب البرك التي تشكلت على مستوى مختلف الطرق، مثلما حدث بالطريق الرابط بين قسنطينة و عين اسمارة، و كذا الرابط بين حي بن تليس و وسط المدينة و غيرها من المحاور.
و قد لاحظنا من خلال جولة قمنا بها صباح أمس في مختلف أرجاء المدينة، اختناقا مروريا كبيرا، حيث امتدت طوابير السيارات إلى عدة كيلومترات على مستوى بعض المحاور، بسبب البرك المائية التي تشكلت على الطرق و الأوحال التي جرفتها المياه، و ما زاد الأمر سوء هو تواصل تساقط الأمطار إلى غاية ساعة مبكرة من أول أمس، حيث تجمعت المياه في الكثير من الأماكن التي لا تتوفر على عدد كاف من البالوعات، أو بسبب انسداد هذه الأخيرة بالنفايات و الأوحال، و هو الأمر الذي تسبب في ارتداد المياه إلى داخل المحلات الواقعة في الطوابق السفلية من العمارات، خاصة في أحياء زواغي و بوالصوف.
و عملت أمس فرق من البلديات و مديرية الأشغال العمومية و كذا الحماية المدنية و مؤسسة «سياكو»، على فتح الطرق المغلقة من خلال إزالة الأوحال و امتصاص المياه، كما استمر العمل بنفق بوالصوف طيلة الليل و تم إخراج 4 سيارات عالقة فيه، ليتم فتحه حوالي الحادية عشرة صباحا، بينما عادت حركة المركبات بشكل عادي بنفق زواغي. و حسب المكلف بالاتصال بمديرية الحماية المدنية، فقد اقتصر تدخل مصالحها على امتصاص المياه و إخراج بعض السيارات المحاصرة، فيما أكد عدم وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، كما أكد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالشؤون التقنية، عدم تسجيل أي انهيارات أو حوادث.
عبد الرزاق.م