يعرف مشروع إنجاز السكنات الوظيفية للأساتذة الجامعيين بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، تأخرا ملحوظا في العديد من المواقع، كما لا تزال أشغال التهيئة الخارجية في مراحلها الأولى، فيما برر مصدر مسؤول من مديرية السكن التأخر المسجل بعدم وفاء بعض المقاولات بالتزامتها.
و لاحظنا في جولة قادتنا إلى موقع المشروع، الذي يحتوي على أزيد من 460 سكنا و الواقع بمحاذاة جامعة قسنطينة 3 بعلي منجلي، تباينا كبيرا في نسبة تقدم الأشغال بين موقع و آخر، بعد أن قامت مديرية السكن بتقسيم الحصص و أوكلت لكل مؤسسة مهمة إنجاز 50 مسكنا.
و وقفنا في زيارتنا للمكان، على تقدم كبير في الأشغال بالنسبة للعمارت العلوية التي تحتوي على 200 مسكن، حيث أكد لنا مسيرو الورشات بأن العملية في مراحلها الأخيرة و بأن نسبة الإنجاز تجاوزت 95 بالمائة، باعتبار أنه لم تتبق سوى روتوشات أخيرة تتعلق بأشغال النجارة فقط، فيما أكدوا بأن العائق في الاستلام النهائي للحصص التي قاربت على الانتهاء، هو تأخر إنجاز أشغال الطرقات و الشبكات المختلفة، التي أوكلت لمقاولة انطلقت مؤخرا في تجسيد أشغال التطهير فقط، بحسب تأكيد من تحدثنا إليهم.
أما بالنسبة للحصص المتبقية، فقد أكدت لنا مصادر عمالية بأن الورشة شبه متوقفة، على الرغم من بلوغها مراحل متقدمة، بسبب عدم تلقي المقاولات لمستحقاتها المالية، كما تحدثت عن عدم تسوية بعض الملاحق و الوضعيات المالية للمؤسسات المنجزة، لافتة إلى أن الأشغال المتعلقة بالخرسانة و الهياكل قد انتهت، في حين لم يتبق سوى الأشغال الداخلية بالشقق، بحسب تعبيرهم.
ولاحظنا خلال إطلاعنا على نوعية الإنجاز في الشقق التي انتهت الأشغال بها، بأن السكنات شيدت وفقا لمعايير جيدة، حيث أن كل شقة تحتوى على أربع غرف تتجاوز مساحتها الإجمالية 120 مترا مربعا، كما أنجزت بمواد ذات جودة عالية.
و ذكر مصدر مسؤول من مديرية السكن، بأن إنجاز السكنات يعرف تأخرا مقارنة بالآجال التعاقدية للمشروع، نظرا لعدم التزام بعض المقاولات المنجزة بمسؤولياتها، في حين أن المقاولة المكلفة بأشغال الطرقات و الشبكات المختلفة لم تستنفد آجالها القانونية، بحكم أنها تمتد إلى شهر ديسمبر من السنة الجارية، بحسب تأكيده.
و قد حاولنا الاتصال بمدير السكن للحصول على توضيحات منه، لكن تعذر علينا ذلك، علما أنه كان قد صرح في اجتماع مجلس الولاية شهر مارس الفارط، بأن جميع الحصص السكنية المعنية ستسلم قبل موعد الدخول الجامعي، غير أن تصريحاته بقيت مجرد حبر على ورق و هو ما أثار استياء الأساتذة الذين طالبوا بتسريع وتيرة الأشغال، حتى يتسنى لهم الالتحاق بسكناتهم في القريب العاجل.
للإشارة فإن الأساتذة الجامعيين احتجوا في العديد من المرات أمام ديوان الوالي و مقر جامعة العلوم الإسلامية، بحكم أن رئيسها السابق كان يترأس لجنة السكن الوظيفي الجامعي، كما حاولنا الحديث مع رئيس اللجنة الحالي البروفيسور عبد الحميد جكون لكنه تعذر علينا ذلك.
لقمان/ق