طوق من الردوم و القمامة حول السوق الأسبوعية بحامة بوزيان
يشهد محيط سوق بلدية حامة بوزيان بقسنطينة، حالة من الفوضى وانتشار الأوساخ، كما تتسبب الحركية المسجلة به في عرقلة السيولة المرورية على مستوى الطريق الوطني المحاذي، فضلا عن وجود كميات كبيرة للردوم المرمية بالقرب من الفضاء المخصص لعرض السيارات.
ويعرف المكان حركية كبيرة خلال أيام الأسبوع التي تنظم فيها السوق، ما يسبب اختناقا مروريا كبيرا بنقطة الدوران القريبة منها، خصوصا وأن الباعة الفوضويين يتخذون من جزء من الطريق فضاء لعرض سلعهم المختلفة، على غرار الخضر والفواكه والألبسة، ما يجعل النشاط يمتد إلى خارج الحيز المخصص له، ويؤدي إلى عرقلة حركة المرور خصوصا بالنسبة لأصحاب المركبات الراغبين في الدخول إلى البلدية أو بالنسبة لمستعملي الطريق المتجهين إلى نقاط أخرى، بحسب ما لاحظناه الجمعة الماضية. وقد أكد لنا مواطنون بأن وطأة معاناتهم قد خفت مع فتح الطريق الاجتنابي بجبل الوحش، حيث كان المكان يشهد خلال السنوات الماضية، اختناقا مروريا أشد في فصل الصيف بسبب المركبات المتجهة نحو ولايتي سكيكدة وعنابة.
لكن الفوضى لم تمنع أصحاب سيارات النقل غير الشرعي و الأجرة من مزاولة نشاطهم بنقطة الدوران ما يفاقم من المشكلة، حيث يركنون بأي حيز فارغ من الموقع المذكور، ويسعون إلى حمل الركاب بأكبر سرعة ممكنة، هاتفين بالوجهات التي يعملون إليها، على غرار وسط المدينة وحي بوذراع صالح وغيرها، مع مراقبة مستمرة للطريق خوفا من ظهور رجال الأمن أو الدرك الوطني من أي مكان ومعاقبتهم بغرامات أو سحب وثائقهم، بسبب عرقلة حركة المرور أو حمل الركاب بشكل غير شرعي.
وتتراكم بمحيط السوق كميات كبيرة من القمامة بالإضافة إلى الردوم، التي أخبرنا بعض العاملين بالقرب من المرفق بأن مواطنين يقومون بالتخلص منها بشكل عشوائي بالموقع المذكور، حيث غالبا ما يتم تفريغها خلال ساعات الليل من طرف أشخاص يأتون على متن شاحنات، في وقت تنتشر فيه أيضا بقايا ريش الدواجن، التي يعرضها الباعة داخل السوق ويقومون بذبحها ونزع ريشها في السوق، في ظل انعدام تام لشروط النظافة ووسط الغبار المتصاعد من الأرضية الترابية، حيث وقفنا بالقرب من أحد الباعة الذي يسجل عليه تهافت كبير من الزبائن ولاحظنا بأنه يقوم بذبح الدجاج ثم يغمسه في دلو طلاء مملوء بالماء وموضوع على موقد يعمل بقارورة غاز، حتى يسهل عليه نزع ريشها باستخدام آلة مخصصة لذلك، وتسليمها للزبون.
ولا يخلو أي ركن من المكان من باعة الأطعمة السريعة المعروضة تحت شمس الصيف الحارقة، على غرار أصحاب طاولات البيتزا والشواء، بالإضافة إلى بعض الأطفال الذين يدفعون عربات صغيرة تستعمل غالبا في ورشات البناء، وبداخلها قارورات مياه معدنية بلاستيكية مجمدة تحمل الجهة الخارجية منها آثار أتربة علقت بها من أرضية السوق. أما بالقرب من المدخل العلوي للسوق قدوما من حي بكيرة، فتمتد طوابير طويلة من عشرات السيارات المركونة على طول ضفتي الطريق، حيث استغل عدد كبير من الشباب الفرصة ليفرضوا سيطرتهم عليها ويعلنوها حظائر يستوجب على الزائر أن يدفع أجرة مقابل ترك مركبته بها.
و تظل سوق حامة بوزيان رغم المشاكل المسجلة بها، مصدر رزق لعشرات العائلات والشباب، وخصوصا من سكان البلدية، حيث وجدوا فيها فرصة ذهبية لتحصيل ربح جيد من خلال النشاطات المختلفة التي تخلقها حركية المكان، خصوصا وأنها مقصد للمواطنين والباعة من عدة ولايات شرقية على غرار سكيكدة. وحاولنا الحصول على مزيد من المعلومات من رئيس بلدية حامة بوزيان، لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب تعذر الاتصال، في حين تجدر الإشارة إلى أن والي قسنطينة الأسبق، حسين واضح، أصدر السنة الماضية قرارا بغلق السوق الأسبوعية، بناء على معاينة أجرتها مصالح مديرية التجارة وأثبتت بأن المرفق لا يتوفر على شروط النظافة.
سامي.ح