سجلت أسعار اللحوم الحمراء في الفترة الأخيرة ارتفاعا جنونيا، حيث وصل سعر الكيلوغرام من العجل إلى 1500 دينار، فيما أوعز الاتحاد الولائي للفلاحين المشكلة إلى الغلاء الجنوني لأثمان العلف وسيطرة «بارونات الاستيراد» على هذا السوق، وهو ما أدى إلى إفلاس العديد من المربين.
ووصلت أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات قياسية لم تعهدها من قبل، وسط تذمر كبير من طرف المستهلكين، حيث تراوح ثمن الكيلوغرام من لحم العجل إلى ما بين 1400 و 1500 دينار، بعد أن كان لا يتجاوز سقف الألف دينار في أسوء الأحوال، فيما لامس كيلو لحم الغنم 1300 دينار، و أكد جزارون بأنه تم تسجيل عزوف من طرف المواطنين على اقتنائها مع تسجيل ندرة لدى الممونين.
وذكر أحد مربي العجول ببلدية ديدوش مراد في اتصال بالنصر، بأن سوق الأبقار يعرف ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة، حيث تجاوز سعر الثور 60 مليون سنتيم، مع تسجيل ندرة كبيرة في العجول والأبقار بسبب الخسائر التي تكبدها المربون، بعد أن ارتفعت أسعار العلف والمواد الأولية بشكل جنوني، حيث أشار إلى أن تجميد رخص استيراد العلف قد أزّم من الوضع أكثر، و أثر سلبيا على نشاط مربين كما أدى إلى إفلاس آخرين.
الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين بقسنطينة سليمان عوان، أوضح بأن الغلاء الفاحش للمواد الأولية المستوردة كالصوجا والذرة وكذا الأدوية، قد تسبب في ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل قياسي، حيث ذكر بأن تحكّم من أسماهم بالمضاربين و بارونات الاستيراد في أثمانها، قد أضرّ كثيرا بهذا النشاط الذي يعرف نزيفا قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
و شدّد الأمين الولائي على ضرورة مراقبة نشاط هؤلاء الأشخاص، وتحديد هوامش ربح بيع هذه المواد من طرف الدولة، لاسيما وأنهم يتحججون بانهيار قيمة الدينار مقابل العملة الصعبة، مشيرا إلى أن سعر بقرة الحليب قد ارتفع إلى 45 مليون سنيتم، بسبب تحويلها بطريقة غير قانونية إلى الذبح، في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن ينخفض ثمنها، بعد أن التهبت تكاليف تربيتها.
ودعا المتحدث إلى ضرورة وقف استنزاف حظيرة الأبقار والمواشي، بسبب التراجع الخطير في أعدادها خلال الفترة الأخيرة، كما أكد بأن الأسعار ستسجل ارتفاعات أكثر في حال استمرار الوضع القائم، مضيفا أن عملية استنزاف الأبقار الحلوب ستؤثر على شعبة إنتاج الحليب خاصة وأن الملبنات تعاني حاليا من نقص كبير في كميات هذه المادة الأساسية.
لقمان/ق
