يجب الإيمـان بأهميـة الصحف المحليـة و استفـادتها من الدعـم ضرورة
دعا، أمس، الدكتور فضيل دليّو عميد كلية علوم الإعلام و الإتصال بجامعة قسنطينة 3، إلى ضرورة استفادة الصحف المطبوعة من دعم مالي تضمنه الدولة بواسطة قوانين تُسنّ بعد مناقشتها في البرلمان، و هو دعم قال إنه يجب أن يُركز أكثر على الجرائد المحلية، بالنظر إلى أهميتها الكبيرة في الإعلام الجواري الذي يضمن خدمة عمومية تلامس مباشرة انشغالات المواطن.
و أكد الأستاذ دليو خلال ندوة تكوينية أجراها لفائدة صحفيي النصر، تحت عنوان “الصحافة الجوارية من جغرافيا المسافات إلى جغرافيا العلاقات”، أن ما يُميز الصحافة الجوارية هو أنها تستجيب للتطلعات و الاحتياجات الواقعية لجمهور المُتلقّين، لذلك فإنها تُسجل نسبة مقروئية أكبر مقارنة بالجرائد الوطنية مثلما هو الحال في دول غربية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا، لكنه تطرّق إلى الصعوبات المالية التي تواجهها هذه الصحف و اضطرتها إلى اللجوء للتوزيع المجاني المُرتبط مباشرة بالإعلانات.
و دعا الدكتور دليو إلى استغلال البُعد الالكتروني من أجل تدعيم علاقة الجريدة المحلية بالقراء، مع أهمية ضمان التصفح الحر و المجاني، مشيرا إلى الأهمية التي تكتسيها يومية النصر في مجال الإعلام الجواري، خصوصا أن لها تاريخا عريقا و قامت مع بداية الانفتاح الإعلامي، بإصدار يوميات مسائية و أسبوعيات كان من بينها النهار و العناب و العقيدة و الأوراس.
و يرى عميد كلية الإعلام أنه من المفترض دعم الصحف الورقية «بشفافية» و “مهما كانت انتماءاتها”، نظرا للخدمات التي تقدمها، و يكون هذا الدعم، يتابع ضيف النصر، بالتنسيق مع مدراء المؤسسات الإعلامية المحلية من خلال مجالس منتخبة و بعد مناقشته في البرلمان، قبل سنّ قوانين تضمن استفادة المؤسسات الإعلامية منه، دون أن يتأثر بالمتغيرات السياسية أو بأية “ضغوطات”.
و أضاف الأستاذ دليو أن هذا الدعم المالي المعمول به بالغرب، يجب أن يعتمد على معايير تأخذ بعين الاعتبار حجم الخدمة التي تؤديها هذه الصحف لجمهور المُتلقّين، و التي تكون أكبر بالنسبة للجرائد المحلية، التي دعا إلى وجوب “الإيمان بأهميتها”، خصوصا أنها تلقى منافسة من جرائد لا تحترم أخلاقيات المهنة، بما يتطلب، كما قال، تدخّل سلطة الضبط للحد من هذه الممارسات، مع وضع قانون أخلاقيات مهنة “فاعل”، و ضمان التوزيع العادل للإشهار، بعيدا عن “المحسوبية”.
ياسمين.ب/تصوير: الشريف قليب