توقيــف 8 فلاحين استعملــوا مياهــا قــذرة في سقــي الفواكــه والخضــروات بعنابة
تمكنت فرقة حماية البيئة بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، مؤخرا من توقيف 8 فلاحين، يقومون بسقي الخضر والفواكه بالمياه القذرة، عبر مناطق متفرقة ببلديات الحجار، برحال، عنابة، وعين الباردة. وحسب رئيس خلية حماية البيئة جاءت عملية التوقيف، بناء على معلومات وردت إلى مصالح الدرك الوطني، تفيد بتعمد فلاحين بالمناطق المذكورة سقي البطيخ الأحمر والطماطم وبعض الأنواع من الخضر، من قنوات المياه القذرة دون مراعاة الأخطار التي قد تتسبب للمستهلك، وباستغلال المعلومات التي بحوزة رجال الدرك، قاموا بدوريات للبساتين المشبوهة، وأخذوا عينات من الخضر والفواكه المزروعة، وتم عرضها على المخبر الجهوي المختص في معاينة وتحليل النباتات، حيث أكدت النتائج قيام هؤلاء الفلاحين باستخدام المياه القذرة في السقي عن طريق ربط حقولهم بمضخات داخل قنوات الصرف الصحي، وعلى ضفاف وادي « سلطانة» والذي يحوي مياها قذرة تدفع بها مختلف الوحدات الصناعية المتواجدة بالمنطقة وكذا من بعض التجمعات السكنية المجاورة، راحوا يستعملون المياه القذرة مع نقص المياه الموجهة للسقي . وعلى ضوء ذلك قامت مصالح الضبطية القضائية بإنجاز ملفات القضائية في حق هؤلاء الفلاحين المتورطين في هذه العملية، كما تم مصادرة العتاد فلاحي المستخدم في السقي منها مضخات، و أنابيب للسقي، و تم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار، الذي أحالهم بدوره على قاضي التحقيق أين يجري التحقيق معهم بتهمة خرق قوانين السقي، عن طريق سقي الأراضي الفلاحية بالمياه القذرة، استنادا للقانون رقم 05 - 12 المؤرخ في 4 أوت 2005 المتعلق بقانون المياه.
من جهتها تدخلت السلطات المعنية وقامت بإتلاف المساحات المسقية التابعة للفلاحين الموقوفين تحتوي على محاصيل البطيخ بنوعيه الأخضر والأصفر، إضافة إلى الطماطم وخضروات أخرى.
وعالجت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، حسب خلية الاتصال، في إطار المحافظة على البيئة و الصحة العمومية للمواطن والقضاء على ظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بالمياه القذرة، خلال سبعة أشهر من سنة 2017 تسع قضايا متعلقة بالسقي بالمياه القذرة عبر كامل إقليم الاختصاص بولاية عنابة. حيث قامت وحدات المجموعة استنادا لذات المصدر، بتفعيل الإجراءات الردعية في حق الفلاحين المتورطين نظرا لخطورة الفعل الإجرامي الذي يؤثر سلبا على صحة المواطن الأمر الذي يتسبب لهم في العديد من الأمراض، حيث أن بعض الفلاحين يلجئون إلى السقي بالمياه القذرة تجنبا للتكلفة التي يفرضها استعمال المياه الصالحة للسقي غير مكترثين بصحة المستهلك. كما قام أفراد فرقة حماية البيئة للدرك الوطني بعنابة، بتوعية الفلاحين عبر كامل إقليم الاختصاص من جهة، كما يعملون على تكثيف الرقابة على المناطق والمحيطات الفلاحية للوقوف على مطابقتها للشروط الصحية من جهة أخرى.
تجدر الإشارة إلى تسجل المصالح الطبية بعنابة، في الفترة الأخيرة استقبال حالات تسمم جماعي، بسبب تناول فاكهة البطيخ الأحمر «الدلاع»، بينت المعاينات الطبية إصابتهم بالحمى والإسهال الحاد، متبوع بأعراض أخرى، وأرجعت المصالح الطبية، سبب التسمم إلى سقي هذه الفاكهة بالمياه القذرة وكذا تعريضها لأشعة الشمس القوية، محذرة المواطنين تجنب استهلاك هذا النوع من الفواكه الموسمية، التي يكثر عليها الطلب في فصل الصيف، إلا عند التأكد من مصدره وبيعه في ظروف صحية.
حسين دريدح