تحــريـك ورشـــة الطريــق السيــار قالـمة – عنـــابـــة
عاد النشاط من جديد إلى كل مقاطع الطريق السيار الذي يربط بين ولايتي قالمة و عنابة بعد ركود استمر أكثر من سنتين بسبب إجراءات تقنية و إدارية اعترضت عدة مواقع و عطلت العمل بها. و شوهدت الآليات الضخمة على مشارف مدينة قالمة و هي تشق المحور الذي يربطها بمدينة هليوبوليس عبر وادي سيبوس.
و فتحت الآليات ممرات واسعة وسط بساتين الأشجار المثمرة لتشكيل طريق المستقبل الذي يعول عليه كثيرا لإنهاء أزمة سير خانقة بين قالمة و الولايات الساحلية الواقعة شمالا كعنابة و الطارف و سكيكدة.
و كان من المقرر أن تنطلق الأشغال بكل المقاطع و الجسور و الأنفاق في ديسمبر 2014 غير أن المشاكل الميدانية حالت دون ذالك و خاصة في مجال نزع الملكية و تحويل الشبكات المختلفة و إجراء التحقيقات الميدانية لتحديد الملاك المعنيين بالتعويض.
و يتكون المشروع الكبير من مسار مزدوج و منشآت فنية على نهر سيبوس و محولات عن مداخل المدن الكبرى و نفق طويل تحت مرتفعات الفج بين بلديتي قلعة بوصبع و نشماية.
و حددت مدة المشروع عند تسجيله في بداية عام 2014 بنحو 24 شهرا لكن الواقع يشير إلى تجاوز هذه المدة بكثير لأن اغلب المقاطع مازالت في مراحلها الأولى و خاصة قرب مدينة قالمة و مرتفعات الفج.
و يعول سكان ولاية قالمة كثيرا على الطريق الجديد لتسهيل دخول الطريق السيار شرق غرب عبر منفذ بتراب ولاية عنابة و توديع أزمة السير الخانقة عبر الوطني 21 الذي تجاوزه الزمن و لم يعد قادرا على الاستجابة للتحولات الاقتصادية و الاجتماعية المتسارعة التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة. و لن يكون الطريق الجديد منفذا إلى السيار شرق غرب فقط بل نحو ولاية عنابة أيضا و الطارف و الحدود التونسية و يستفيد منه سكان عدة ولايات شرقية مجاورة حيث تعد ولاية قالمة منطقة عبور استراتيجي بين الولايات الصناعية الواقعة شمالا كعنابة و سكيكدة و مناطق التبادل التجاري الواقعة جنوبا كقسنطينة و أم البواقي.
و قد أسند المشروع الضخم لمجمع شركات جزائرية كل واحدة منها حائزة على صفقة إنجاز مقطع محدد، و تشرف على المشروع مكاتب دراسات وطنية و أجنبية تعمل جاهدة لتذليل الصعوبات الميدانية و تدارك التأخر الحاصل في أكبر مشروع طرقات يسجل بولاية قالمة حتى الآن.
فريد.غ