5 سنــوات سـجنــا لقاتــل جــاره بسبــب 200 دينـــــار
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا لمتهم بقتل جاره بالمدينة القديمة بسبب مبلغ 200 دج، فيما التمست النيابة العامة في حق المتهم بعد إعادة تكييف الوقائع من جناية القتل العمدي، إلى الضرب و الجرح العمدي بناء على تقرير الطبيب الشرعي، عقوبة المؤبد.
و تعود وقائع القضية حسب ما جاء في جلسة المحاكمة، إلى تاريخ 21 جويلية 2009، عندما استقبلت مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد الجامعي على الساعة العاشرة و النصف ليلا الضحية (ب. ق. غ)، و الذي أصيب بجروح خطيرة على مستوى البطن، و بقي تحت الرعاية الطبية إلى غاية 27/07/2009 ، و كان الاعتداء عليه بواسطة سلاح أبيض، و بتاريخ 01/08/2009 تقدم الضحية إلى مصالح الشرطة و قدم شكواه ضد مجهول من أجل الضرب و الجرح العمدي بالسلاح الأبيض، حيث صرح الضحية بأنه بتاريخ 21/07/2009 كان متواجدا بمسكنه رفقة أفراد عائلته، حيث أخبرته زوجته أن شخصا يحاول الاعتداء على ابنه القاصر، فخرج مسرعا فوجد شخصا يحمل سلاحا أبيضا من نوع سكين كبير الحجم، و بمغادرته المكان تلفظ بكلمة غير لائقة اتجاه ابنه الذي حاول اللحاق به، فمسكه من يده و منعه من ملاحقته، و دون سابق إنذار وجه له ذلك الشخص ضربة بواسطة السكين على مستوى بطنه، نقل على إثرها للمستشفى، و سلمت له شهادة طبية تثبت عجزه عن العمل لمدة 30 يوما، ليتقدم ابن المتوفى إلى مصالح الشرطة لتقديم شكواه ضد المتهم (ع.ح) العامل بمقهى بشارع الفداء بالمدينة القديمة، و الذي هدده بالسلاح الأبيض لما طلب منه مبلغ 200 دج الذي أعاره إياه، و عندما تدخل والده باغته بالسكين، و أصابه على مستوى البطن.
و بعد توسيع التحريات، صرح المسمى (ب.ع.ر) بأنه بتاريخ الوقائع و بينما كان يعمل بالمقهى رفقة صهره المتهم، و في تلك اللحظة مر عليهما المدعو (ق.ش.ب) الذي يدينه بمبلغ 200 دج، و بعد مدة أخطره صهره بأنه كان عرضة للاعتداء من طرف ذلك الشخص و إخوته، و بخصوص الاعتداء على والده، فإنه ليست لديه أية معلومات، و عند سماع المدعو (د.م.ي)، صرح أنه لما كان بمنزل الضحية سمع ضجيجا فخرج مسرعا أين وجد المتهم بيده سكينا، و يهدد به الضحية الذي كان يقوم بتهدئة الوضع، و في تلك اللحظة سقط السكين من يد المتهم فاقترب الضحية ليلتقطه، غير أن المتهم كان أسرع منه، و التقط السكين، و طعن به الضحية، و عند سماع الشاهد الثالث أكد على أنه شاهد المتهم حاملا سكينا، و عند توجهه صوب المكان شاهد الضحية ساقطا على الأرض و الدم ينزف منه.
المتهم صرح بأنه بتاريخ الوقائع كان متواجدا بمقهى صهره، و بحضور أب الضحية الذي رافقه إلى المنزل ليسلم له مبلغ 200 دج، سبق و أن أعاره إياه، و لما كان في انتظاره رشقه بواسطة قارورة زجاجية، ثم اعتدوا عليه بعض شبان الحي مسببين له جروحا أقعدته عن العمل 15 يوما، و نفى اعتداءه على الضحية بالسكين، فيما أنكر المتهم كل التهم المنسوبة إليه.
و في ذات السياق، و خلال تقديم الأطراف أمام وكيل الجمهورية، تم تشريح جثة الضحية من طرف الطبيب الشرعي، و قد خلص في تقريره إلى أن وفاة الضحية كانت طبيعية حيث نتجت عن اختلال في عمل القلب، حيث قامت محكمة الجنايات بإعادة تكييف الوقائع من جناية القتل العمدي، إلى جناية الضرب و الجرح العمدي.
حسين دريدح