لحـوم تُنقَـل في العـراء إلى قصـابات السـويقـة و الجــزارين
تعرف المدينة القديمة بقسنطينة، وتحديدا بحيي الجزَّارِين والسويقة، تهافتا غير مسبوق للزبائن على اللُّحوم الحمراء مع دخول شهر رمضان، إلا أن الكثيرين يجهلون مصدرها و أماكن ذبحها، وما إذا عرضت على الطبيب البيطري، إضافة إلى ظروف نقلها التي وقفت النصر على أنها تتم في العراء، دون مراعاة شروط النظافة و الحفظ.
ويلاحظ المارَّة بسيدي بوعنابة وحتى البطحة، طريقة نقل اللحوم من شارع «طريق جديدة» الرئيسي نحو مجموعة الجزَّارين المنتشرين على طول الدَّرب المذكور، دون مراعاة أدنى شروط النقل والنظافة والحفظ، حيث لا يتوانى شباب في نقل الذبائح بعربات حديدية يظهر بشكل واضح اتساخها، وكثيرا ما يكون جزء من الذبيحة متدلِّيا ويلامس الأرض، مع تعرضها لغبار الشَّارع والحرارة، فيما تجلب اللحوم داخل شاحنات لا تراعي هي الأخرى أدنى شروط النظافة والحفظ، وغير مزودة بحاوية مبرِّدة، غير أن الإقبال على هذه اللحوم يبقى كبيرا.
سألنا بعض مرتادي الجزَّارين عن سبب شرائهم اللحوم من هذا المكان، فردُّوا بأنَّ السعر المنخفض قليلا مقارنة بما يجدونه لدى التجار في جهات أخرى من المدينة، دفعهم إلى ذلك، كما أن اللحوم طازجة، حسب الزبائن، رغم أنها مجهولة المصدر و تُعرض في الهواء الطلق على طاولات لا تُحترم فيها شُروط الحفظ والبيع، فيما يقول أحد الباعة الذين تحدثنا إليهم إن نوعية ما يُعرض تبقى، حسبه، أفضل من المستورد، مضيفا أن الزبائن لا يشتكون من المرض بعد تناول لحم الغنم أو البقر الذي يباع في السويقة والجزَّارين، في حين أن هذين الأخيرين يُصنفان في خانة أكثر الأحياء الشعبية التي تسجل بها المخالفات المتعلقة ببيع لحوم الذبح غير الشرعي.
ودعت مصالح التجارة، سواء المديرية المحلية أو الوزارة الوصية، عبر رسائل نصية قصيرة مبرقة للجزائريين، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إلى ضرورة توخِّي الحذر وعدم اقتناء الأغذية خصوصا سريعة التلف، وعلى رأسها اللُّحوم بأنواعها، والتأكد من وجود وسم الطبيب البيطري عليها، وإلا عدم اقتنائنا وتناولها.
فاتح خرفوشي