الرواية فسحتي لتعرية المجتمع وكشف خباياه
لم يكن فوز ناهد بوخالفة بجائزة آسيا جبار لأحسن رواية باللغة العربية لسنة 2018 مفاجئا، خاصة لدى أولئك الذين يعرفون ألقها الإبداعي وشغفها بالحرف الجميل، فهذه الروائية الشابة لها بصمتها الروائية، وهي تشق طريقها الإبداعي بخطوات محسومة ومحسوبة، وهي تستشعر ما ينتظرها من تحديات بعد هذا التكريم والعرفان، ناهد بوخالفة ابنة مدينة تبسة المتصالحة مع أقدارها أحيانا والمعاندة لظروفها في أحيان كثيرة، مدينة لهذا الألم الذي طوع ملكتها الإبداعية، وحررها من خوفها لخوض تجربة الكتابة الروائية التي مازالت عند فئة من مجتمعها حكرا على الرجل، ومن أجل الوقوف على رؤية هذه الروائية لفعل الكتابة وفوزها بالجائزة كان لنا معها هذا الحوار.
النصر: كيف كان شعورك وأنت تتسلمين الجائزة؟
ناهد بوخالفة: شعور مزيج بين الفرحة والخوف، كنت بين زهوة النجاح وخوف المسؤولية التي ستثقل كاهلي في نصوصي القادمة، لقد كانت فرحتي كبيرة وأنا أتسلم هذا العرفان بحضور وزراء وكتاب، هذا التكريم الذي له معانيه، خاصة وأنه يحمل اسم قامة أدبية كآسيا جبار التي رحلت عن عالمنا عام 2015 ولكنها ظلت خالدة بأعمالها الأدبية.
النصر: كيف جاءت فكرة المشاركة في هذه المسابقة؟
ناهد بوخالفة: فكرة المشاركة في المسابقة جاءت بايعاز من دار النشر دار البغدادي التي طبعت لي روايتي «سيران..وجهة رجل متفائل»، حيث اطلعت لجنة القراءة بهذه الدار على روايتي واقترحت ترشيحها للمسابقة.
النصر: ماذا تمثل لك الرواية؟
ناهد بوخالفة: هي فسحتي الشاسعة لتقليب هذا المجتمع على جنبيه، وتعريته والكشف عن خباياه لمحاولة معالجة الظواهر السلبية من جذورها، فالقارئ حين يتأثر بأحداث الرواية ويتعاطف مع ضحايا المجتمع فيها سيعرف تلقائيا مكامن الخطأ ويحاول تغييرها انتقاما لإنسانيته وعاطفته.
النصر: في رصيدك عدد من الروايات، ماذا تضيف لك الجائزة، وهل سبق وان حصلت على جوائز؟
ناهد بوخالفة: هذه الجائزة التي تسلمتها بالعاصمة تعد إضافة نوعية لرصيدي ومسيرتي مع الحرف، بحيث أضافت لي ثقة بحرفي أكثر، ومكانة ظاهرة بين الكتاب، كما أنها محفزة على الإبداع والمبدعين.
النصر: هل هناك روايات جديدة في الأفق؟
ناهد بوخالفة: هناك أعمال مؤجلة، لم أنته منها بعد لكنها مخطوطات تنتظر تحريرها من التثبيط ووضع لمساتها الأخيرة.. كما أن هناك أعمال روائية خرجت منها دون إتمامها ..بقيت كالقصور المهجورة، الكتابة بالنسبة لي عادة سيئة لم أعد باستطاعتي الاستغناء عنها، بحكم أنني بدأتها صغيرة جدا، ثم في مقتبل العمر توجهت لكتابة المقال اثر مشاركتي في جرائد محلية وعربية منذ ذاك الحين لحد الآن.
النصر: ما هي الموضوعات المثارة في روايتك الفائزة؟
ناهد بوخالفة: الرواية الفائزة ناقشت عديد القضايا، أولها التغيرات الثقافية في تبسة بين الحاضر والماضي، وبعض الأنظمة الحياتية التي خذلت المواطن وعرضته للكبت، ثم إلى المجون..فقدان المجتمع لحسه الذوقي الجمالي مع مرور الوقت.
النصر: شاركت في العديد من الملتقيات داخل الوطن وخارجه، هل وجدت فرقا بينهما؟
ناهد بوخالفة: الملتقيات تختلف باختلاف المجتمع الحاضن لها والمسؤولين..هناك مجتمعات تشجع المشهد الثقافي وتنعشه وهناك مجتمعات أخرى تكاد لا تهتم.
النصر: كيف نعيد لهذه التظاهرات بريقها برأيك؟
ناهد بوخالفة: هذا الأمر يحتاج أدمغة أدبية متمرسة، لها خبرة في إبقاء شعلة الأدب ملتهبة، وأن تسلم مقاليد الثقافة لمن يسهر عليها ويغذيها بأفكاره لتصمد، بعيدا عن التجارب التي تستنسخ فشلها.
النصر:لمن تقرأ ناهد؟
ناهد بوخالفة: قرأت للعديد من الكتاب والروائيين، ومنهم محمد شكري، وأحلام مستغانمي ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وجبران و باولو كويلو ، والبير كامي والكثير من الأدباء الجدد أمثال حنان براكني، نسرين بن لكحل..الخ القائمة طويلة طبعا.
النصر: الحركة الأدبية النسوية بتبسة عرفت نشاطا اكبر في السنوات الأخيرة ما رأيك؟
ناهد بوخالفة: الحركة التبسية تناضل لإثبات مكانة الأديب..لكن أحيانا الصراعات الإدارية تدخل المشهد في فترات ركود....
النصر : أي الأسماء الجزائرية ترشحينها للتألق في مجال الرواية؟
ناهد بوخالفة: هناك العديد من الأسماء محليا ووطنيا، وبولاية تبسة نجد الكاتبة نسرين قلم قدير ويستحق حيازة الريادة الروائية، بما أنها فازت مؤخرا في مسابقة بروايتها الجديدة سلفي.. أيضا استأذنا القدير الطيب عبادلية هو أيضا رائد منذ حقبة للرواية في تبسة.
النصر: من من الشعراء الذين تستهويك أشعارهم؟
ناهد بوخالفة: كل شعراء تبسة على اختلاف مستوياتهم أحبهم بحكم علاقتي شبه العائلية بهم ، لكن كشعراء يستهويني شعر خليل عباس عادل سوالمية نويجم نور الدين استاذنا محمد نحال والقائمة طويلة.
النصر: كلمة أخيرة
ناهد بوخالفة: أقول جميل أن الإعلام في الآونة الأخيرة حاضر في المشهد الثقافي بقوة، ينقل كل جديد ويؤرخ لكل حراك أدبي. حاورها: الجموعي ساكر