إذاعــة قسنطينــة تنعـش روح المسـرح الإذاعـي
سيكون عشاق المسرح الإذاعي على موعد مع دراما بوليسية اجتماعية، من حوالي 60 حلقة، ستبث قريبا عبر أثير إذاعة قسنطينة الجهوية ، وذلك بحسب ما كشف عنه مدير الإذاعة الكاتب و الصحفي مراد بوكرزازة، مؤكدا للنصر، بأن السلسلة المقتبسة عن روايته « الأيادي السوداء» ستكون بمثابة فقاعة أكسوجين ستنعش روح المسرح الإذاعي و تعيده مجددا إلى الشبكة البرامجية هذه السنة.
وحسب بوكرزازة، فإن الوقت قد حان لإحياء هذا اللون الفني الذي كان و لا يزال من بين أهم ما أنتجته الإذاعة الجزائرية، خصوصا وأنه مسرح له جمهوره بدليل النجاح الذي حققته أول تجربة بثت هذه السنة، و يتعلق الأمر كما أوضح بسلسلة من سبع حلقات عنوانها « شموس لا تنطفئ» أعدت تزامنا مع أحداث 20 أوت، أشرف على إعدادها و مثل فيها رفقة كل من سلمى بوعكاز و معتز يونس بلهوشات و شهيناز قوادرية، وهي قصة محكوم عليهم بالإعدام، غادروا العالم لكنهم تركوا لنا مجموعة من الرسائل تتضمن تفاصيل تروي تجاربهم الإنسانية، العمل ترجمة لنصوص كتبها هو و أخرجها عمار غرارة من إذاعة أم البواقي، وهي تجربة وصفها بالناجحة ، حيث تعد امتدادا لأعمال أخرى كانت إذاعة قسنطينة قد أنتجتها في سنوات سابقة، على غرار تمثيليات قصيرة من أربع إلى خمس دقائق مثل فيها الكاتب رفقة سلمى بوعكاز، بثت خلال رمضان و استعرضا عبرها تفاصيل يوميات المواطن الجزائري و الصعوبات التي يواجهها أي موظف بسيط خلال شهر الصيام.
وحسب الصحفي و الكاتب، فإن هذه التجارب التمثيلية الإذاعية كانت ناجحة بشكل كبير خصوصا ما بث في شهر رمضان، وهي بالعموم نصوص خطها بنفسه و تناولت مواضيع آنية مثل فيروس كورونا وتأثيره على حياتنا، ناهيك عن يوميات أزواج جزائريين و كيف يمكن للعناد أن يعيد تشكيل مسار علاقة الأشخاص ببعضهم، و لعل نجاح هذا اللون يرجع كما قال، إلى كونه واحدا من بين أعرق الإنتاجات التي اشتهرت بها الإذاعة الجزائرية قبلا خصوصا في الفترات الليلية من البث، وهو تحديدا ما شجعه على بعث المسرح الإذاعي بعد حوالي عشر سنوات من تراجعه.
وحسب مراد بوكرزازة، فإن مسعى إحياء هذا النشاط الإذاعي، سيكلل قريبا بإنتاج دراما اجتماعية من حوالي 60 حلقة، أبطالها أصوات إذاعية و مسرحية مشتركة إذ من المتوقع أن ينضم إلى فريق تسجيل العمل المسرحيان الشابان صلاح الدين ميلاط و عدلان بخوش، و يتعلق الأمر بسلسلة مقتبسة عن روايته البوليسية الأولى « الأيادي السوداء»، قام بمعالجتها إذاعيا لتكون جاهزة للتسجيل في غضون عشرين يوما إلى شهر تقريبا على أن تبث في أقرب وقت، وهي قصة بوليسية تحكي عن طبيب بيطري خرج في أحد الصباحات ليؤدي عملا خارج المدينة لكنه لم يعد في آخر المساء، وهكذا تطرح تساؤلات كثيرة حول مصيره قبل أن تكتشف جثته و تباشر الشرطة تحريات للإجابة عن سؤال من يقف خلف الجريمة.
يسلط العمل الإذاعي كما قال المتحدث، الضوء على عدد من الظواهر في محاولة لفهم المجتمع الجزائري من الداخل، خصوصا مع تنامي ظاهرة العنف بكل أشكاله المادية و المعنوية، و محاولة قراءة الأسباب التي تقف خلف تزايد ظاهرة الاغتصاب في الجزائر و قسنطينة على وجه التحديد، ناهيك عن التعمق في الأسباب الاجتماعية والسياسية والنفسية و الاقتصادية التي تؤدي لمثل هذه الجرائم.
مدير إذاعة قسنطينة قال، بأن العمل سيتواصل بعد الانتهاء من دراما الأيادي السوداء، حيث سينطلق التفكير مباشرة في دراما شهر رمضان التي ستتضمن سكاتشات قصيرة تحاكي يومياتنا، متمنيا أن تلتحق إذاعات أخرى بالمبادرة لبعث هذا المسرح ذي الأهمية البالغة لدى المتلقين، و لقدرته على معالجة الظواهر الاجتماعية بما في ذلك العنف و المخدرات و الاختطاف و الاغتصاب ، ومحاولة فهم نفسية الضحية و الجاني
و عن تجربة الكتابة القصصية عبر منصة فيسبوك، وهو النشاط الذي منحه الروائي مساحة من وقته في الفترة الأخيرة، قال مراد بوكرزازة بأن التجربة ولدت لتحافظ على علاقة المحبة والصداقة التي تجمعه ككاتب بعدد من القراء و بزملائه في الساحة الأدبية، ناهيك عن أنها فكرة تبلورت و تجسدت خلال الحجر الصحي و ما خلفه الظرف من إحباط وسلبية في نفوسنا، ولذلك فقد قرر أن يكسر اليأس من خلال خلق لحظات جمالية يصدر عبرها للمتلقي طاقة ايجابية ، وليقول بأنه وسط الظلام هناك دائما نور في داخلنا نحن وحدنا قادرون على اكتشافه و تسويقه للعالم.
صاحب رواية ليل الغريب، قال بأن فيسبوك أصبح وسيلة لتعويض جلسات البيع بالإهداء أين كان الكاتب يلتقي قراءه، كما أن الكتابة عبر هذا الفضاء تفتح أبوابا أوسع للإبداع لأن تعليقا أو فكرة من أحد القراء و المتابعين قد يعطي لأحداث القصة منحنى مختلفا ويوقظ في الكاتب أحاسيس أعمق، وهي فائدة من فوائد النشر الافتراضي.
هدى طابي