الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

"هذه تجربتي و هذي رؤيتي "

كتاب حوارات جديد الدكتور عبد الملك بومنجل
صدر منذ أيّام، عن منشورات خيال للنشر والترجمة، كتاب جديد، للكاتب والباحث والناقد عبد الملك بومنجل، وحمل عنوان “هذه تجربتي وهذي رؤيتي: حوارات في الشِّعر والنقد والفكر”. وهو عبارة عن مجموعة حوارات معه، مفتوحة على إشكالات الشِّعر والنقد والفكر في الزمن الراهن، نُشرت في فترات مختلفة وفي جرائد ومنابر عديدة.

تمّ تقسيم الكتاب إلى محاورَ خمس، أُدرِجَت في كلّ محور منها المادة التي تتصل به من حواراتٍ تتقاطع، بحكم طبيعة الأسئلة الحوارية، في بعض العناصر وتختلف في بعضٍ آخر. وقد وفّرَت هذه الخطة نقيصةَ التكرار للمادة نفسها، وكان من فضائل هذه الطريقة، أن يسّرَ للقارئ العبورَ إلى المحور الّذي يعنيه مباشرةً؛ فللسيرة فصلها، وللمذهب الشِّعري فصله، وللمذهب النقدي فصله، وللرؤية الفكرية فصلها، وللرؤية المفهومية فصلها؛ فتلك خمسة فصول هي مادة هذا الكِتاب الحواري.
وعن العنوان الّذي حمله الكتاب، يقول صاحب «جدل الثابت والمتغير في النقد العربي الحديث»: «اِخترتُ لهذا الكِتاب عنوانًا جامعاً دالّا على طبيعته ومادته؛ فطبيعة الحوارات أنّها مؤلفة من مادة كاشفة عن التجربة والمذهب والرؤية، لاسيما لمن كان صاحب رؤية في الحياة ولا يخبط في الأرض خبط عشواء؛ فجعلتُ عنوانَهُ الرئيس (هذه تجربتي وهذي رؤيتي)، وعنوانه الفرعي (حوارات في الشِّعر والنقد والفكر). وذلك أنّ الحوارات قد شملت هذه الحقول جميعها؛ إذ كتابة الشِّعر موهبتي الأولى، والنقد الأدبي مجال تخصصي، والفكر مجال اِهتمامٍ لديَّ يخلص للفكر أحيانا ويتخلل النقد الأدبي أحيانا أخرى. وربّما أوحت التجربة بالاِكتمال، وليس الأمر كذلك، وإنّما هي تجربتي إلى حد مطلع الثانية والخمسين من عمري؛ وربّما أوحت الرؤية بالثبات، وليس الأمر كذلك، وإنّما هي المبادئ الكُبرى التي توجِّه مواقفي وأفكاري ومنهجي في التعامل مع الأفكار والمذاهب والمناهج والمقولات».
يُضيف بومنجل في ذات السياق: «قد قُدِّر لي أن أُحظى بحوارات عديدة، صحفية وإذاعية وتلفزيونية، على مدار عقدين من الزمن، كانوا المحاوِرون فيها على قدر عال من الخبرة والثقافة والتمكن في موضوع الحوار، ويحتل أكثرهم اليوم رُتبا علمية جامعية عالية؛ وكان المحاوَر فيها حريصاً كلّ الحرص على أن يُقدِّم زبدة أفكاره وخلاصة تجربته وصميم رؤيته دون مجاملة أو تردد؛ فاجتمع من ذلك كمٌّ وافر من المادة الأدبية الفكرية، هي مزيجٌ من السيرة الذاتية والمعارف النقدية والرُؤى الفكرية، تلامس تجربة تربو على ثلاثة عقود، وتؤلف صورة جامعة لمذهبي في الحياة وفي الشِّعر والنقد والفكر ورؤيتي للوجود».
مؤكداً في هذا المعطى: «أحسب أنّ من يطّلع على هذه المادة مصفوفةً في كتاب جامع سيطّلع على زبدة ما أنتجتُه من دراسات نقدية وفكرية، وما أبديته من مواقف ورؤى في المقامات العلمية المختلفة، وسيلتقط من الأضواء ما يكفي لمعرفة الروافد المغذية لتجربتي الشِّعرية، والمبادئ الموجِّهة لمذهبي الشِّعري ورؤيتي النقدية والفكرية».
الكِتاب يُعتبر بمثابة المرجع الجامع للباحثين والطلبة يجدون فيه ضالتهم من المادة التاريخية والرؤيوية التي تلقي الأضواء على كثير من العناصر الضروري اِستحضارها في كلّ دراسة موضوعية. وهذا ما دفع الدكتور بومنجل لجمع المادة التي تضمنتها حواراته المختلفة في كتاب واحد، من أجل أن يُيسر به للمعنيين بمعرفة تجربته ومدارسة رؤيته، في الشِّعر والنقد والفكر، الوصولَ إلى غرضهم بأيسر سبيل. مُؤكداً من جهة أخرى أنّ الحوارات التي أُجريت معه، هي من الأهمية بمكان في تمثيل تجربته ورؤيته في مجالات الشّعر والنقد والفكر.
الدكتور بومنجل أعلى من شأن الحوارات ومن قيمتها وأهميتها، وهذا ما ورد في بعض مما جاء في مقدمة كتابه: «ربّما منح القارئ البحوثَ والمقالاتِ من الاِهتمام ما لا يمنحه الحوارات. وليس هذا من الصواب في شيء؛ فإنّ الحوار الواحد مع شخصية أدبية أو فكرية أو علمية أو سياسية، قد يُضيء لك من فكرها أو تجربتها أو مذهبها ما لا يُضيئه كِتاب أو مقال؛ فكيف إذا اِجتمعت الحوارات في كِتاب، وكانت خلاصةَ عقودٍ من الكتابة والإبداع، ومن البحث والتأمل، ومن التجربة متقلبةً بين الثابت والمتغيّر، ومتفاعلة بين مؤثر الموهبة ومؤثر البيئة ومؤثر الثقافة ومؤثر الدربة».
الدكتور بومنجل يرى أنّ حوارات الشخصية الأدبية إذا اجتمعت في كتاب، فإن ذلك يُعدُّ أنفس هدية يمكن أن تُقدَّم لمن يروم أن يؤلِّفَ صورة وافية عن تلك الشخصية، وأن يغنمَ رصيداً وافراً من الأفكار والرُؤى والمعارف والمواقف التي تُمثِّل التجربة الكاملة والرؤية الشاملة لتلك الشخصية؛ لاسيما إذا كان بين المحاوِر والمحاوَر تواطؤٌ على جدّية التناول، وعُمق الطرح، ووثوق الصلة بالقضايا الكُبرى التي هي محل جدل في السياق الزماني والمكاني الّذي جرى فيه الحوار.          
نوّارة لحـرش

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com