احتضنت بلدية بني حميدان أمس تظاهرة الربيع القسنطيني للمثقف في طبعتها العاشرة، تزامنا وعيد النصر، بحضور وجوه أدبية وثقافية.
و أبرز الدكتور عبد الله حمادي في مداخلة قدمها بثانوية بني حميدان التي جرت فيها التظاهرة تفاعل الشعراء الجزائريين مع يوم 19 مارس. وأهم ما قدّموه في هذا اليوم المجيد، يوم الفرحة الكبرى للجزائر، ويوم انكسار واستسلام فرنسا، حيث قدّم مقتطفات من كتابات كتاب جزائريين أمثال مالك حداد ومحمد العيد آل خليفة وأحمد سحنون، والذين اعتبروه يوما للثأر قبل أن يكون يوما للفرحة، فكانت المسافة بين التاسع عشر مارس والخامس من جويلية 1962 بمثابة جسر العبور من الزمن الغابر إلى الزمن القادم. ودعا رئيس المجلس الشعبي، عبد الحق شروانة، المثقفين إلى غرس الوعي في الأجيال الجديدة و تقدير الثمن المدفوع من قبل الشهداء الأبرار للحصول على الاستقلال واستكمال رسالتهم، بالتفاني في العمل والتحلي بالمسؤولية.
وفسح المجال لقراءات شعرية حيث انتقل عبد الغني ماضي من المديح النبوي إلى الماساة السورية و نبيلة عبودي التي اختارت التغني بوحدة الوطن العربي، وكذا نور الدين درويش الذي قدم طابعا مغايرا من الشعر الشعبي الذي اختصت به مدينة سيرتا أو قسنطينة قديما. وطرح الكاتب والناشط الثقافي عبد الرزاق بوكبة مسألة الأمن الثقافي ودعا إلى إعطائه الأهمية الكبرى، مشددا على ضرورة المحافظة على ثقافة المجتمع ونمط عيشه و جعل الأعراس والجنائز والتظاهرات الرياضية ذات هوية جزائرية. وفي ختام الفترة الصباحية أكد الكاتب رابح بوشارب محافظ ومنشط هذه التظاهرة أن الربيع القسنطيني ليس مجرّد تظاهرة عابرة، لأنه يهدف إلى ترسيخ مبادئ ثقافية وتاريخية ووطنية في نفوس وعقول الحاضرين، ليكون اختتام المجال الصباحي بعدة تكريمات. خُصِّصت الفترة المسائية لإلقاء قراءات شعرية و عرض مسرحي من أداء الفنان صابر عياشي حول معاناة ذوي الهمم، من خلال تجسيده لدور الحارس الذي يعاني من عجز حركي لكنه ورغم وضعه الصعب إلا أنه يعامَل مثل بقية الناس العاديين، فيتحمل أعباء ومسؤوليات شاقة.
ر-ب
