الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الخطاط منير طهراوي للنصر

  كتاباتي  تزين ثالث أكبر مسجد في العالم

يعتبر الخطاط والفنان الشاب منير طهراوي، الخط العربي لسان اليد، و بهجة الضمير، و سفير العقول، و وحي الفكر، وسلاح المعرفة، فأحبه عندما كان طالبا، و تفنن فيه، ثم صقل موهبته و شغفه به بالبحث و الدراسة الأكاديمية، ما مكنه من الإلمام بمختلف أنواعه و المشاركة في عدة معارض و مهرجانات داخل و خارج الوطن، و افتكاك عدة جوائز..و ركز طهراوي، 34 عاما، المتحصل على شهادة الماستر من كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر،  
و يعتبر أصغر خطاط ببلادنا، في حديثه مع النصر، على محطات هامة  في مساره..

  حاوره:  عبد العزيز نصيب

. النصر: كيف بدأت رحلة الخطاط منير مع الخط العربي؟
ـ منير طهراوي : بداياتي كانت أيام الدراسة الجامعية، فقد كنت شغوفا بالخط العربي بجميع أنواعه، و كنت آنذاك أكتب بخطوط مختلفة، كالكوفي القيرواني، و خط النسخ إلخ .. و نظرا لكثرة البحث و الاستكشاف في هذا الفن، استقر بي الحال، في البداية، على خط النسخ و الثلث، و كان لزاما حينها، أن أتعلم هذا الخط  وفق قواعده و على أصوله، مما دفعني إلى الالتحاق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، فكانت خطواتي الأكاديمية مع الأستاذ الفاضل محمد بحيري حفظه الله عام 2014،  عندها كانت الشعلة الوقادة في الغوص في أعماق هذا الفن العربي الأصيل، و كانت رغبتي في البحث و الاستكشاف، تدفعني دوما لتنمية و تطوير مستواي الفني و الاستسقاء من معين أصول القدامى من الخطاطين الذي يعتبر المورد الأساس لفن الخط العربي، و فهم أسراره، أمثال شوقي والحافظ عثمان وحمد الله الأماسي وياقوت المستعصمي رحمهم الله جميعا.
هناك نجاحات فردية لكن هذا الفن يشهد ركودا ببلادنا
. ماذا عن أهم المراحل الفنية التي قطعتها في رحلتك الفنية مع الخط العربي و بما تميزت؟
ـ الرحلة تبدأ بكون الخطاط معبأ بشغف كبير ومزودا بمعلومات مزدحمة لديه، فيسعى جاهدا لتجسيد ذلك الشغف الكبير على أرضية الواقع، دون منهجية واضحة، و بكثرة الممارسة الفعلية، يتبين له أنه لم يصل بعد إلى المستوى المنشود، هنا تأتي المرحلة الفنية الثانية التي يرتقي بها إلى فهم الخط بمنظور الأستاذ المتمرس، فيبدأ تعلم أبجديات الفن على قواعده، مما يصقل الموهبة و يزيد في توسعة دائرته المعرفية من ناحية الكتابة السليمة التي تضفي الجمالية المطلوبة لفن الخط. و كما هو معلوم لدى الخطاطين إجمالا و تفصيلا،  أن الخط يقوى بالمشق و يضعف بالترك، فالمعلم يعطي الخطوط العريضة في التدريس و النسبة الكبيرة من العمل  متوقفة على المتلقي من حيث العزيمة و الإرادة و الصبر و المثابرة.
بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة وهي إعادة أعمال القدامى ومحاكاة أساليبهم الفنية، التي تكسب الخطاط نوعا من النضج الفني، يمكنه من الوصول الى المرحلة الرابعة و الأخيرة و هي مرحلة الإبداع، التي يخرج بها الخطاط من عباءة التقليد، فيصبح لديه لمسته الفنية الخاصة به ، حيث يرسي بها لمدرسته و ريشته التي توصله إلى العالمية.

. عادة يتفرد كل فنان بخصوصياته في لحظة الإلهام، كيف هي لحظة الإلهام عند الخطاط منير ؟
ـ بالنسبة إلي لحظة الإلهام هي توفر مجموعة عوامل في آن واحد، كتوفير الجو المناسب للعمل و يتمثل في الارتياح النفسي ، المزاج المعتدل، الابتعاد عن الغوغاء، و توفر العدة " أقلام، أحبار، أوراق، طاولة، الإضاءة، الجلسة، حبس الأنفاس" .. كلها تضمن الاحترافية و المستوى المطلوب للخطاط،و هنا يكون الإلهام تحصيلا حاصلا له.
بعد كل تتويج تراودني تساؤلات حول الأخطاء التي وقعت فيها   
. لكل خطاط مدرسون أخذ عنهم أسرار خطوطهم وطورها، حتى صار لخطه خصوصياته فمن هم أهم أساتذتك؟
ـ النسبة الكبيرة من الذين درست عندهم فن الخط العربي، هم في ذمة الله تعالى،   أمثال شوفي، الحافظ عثمان، حمد الله الأماسي، ياقوت المستعصمي، على سبيل المثال لا الحصر.
 الإعلام لا يخص هذا الفن بالاهتمام اللازم
. كيف تقيّم التجربة الجزائرية في فن الخط العربي؟ و هل يمكن الحديث عن وجود عراقيل تحول دون انتشار هذا الفن و تحد من إشعاعه إقليميا؟
ـ لا توجد تجربة جزائرية، بل هناك نجاحات و تفوقات فردية، فإذا تحدثنا عن مستوى الأفراد ، فتجاربهم كانت مكللة بالنجاح، و لكل نظرته الخاصة في هذا المجال، لكن السؤال الذي يطرح نفسه،  لماذا ليس هناك مدرسة جزائرية؟  للأمانة هذا الفن في الجزائر يشهد ركودا منذ أعوام، و يعود ذلك لعدة أسباب ، من بينها أن وسائل الإعلام ليس لديها اهتمام كبير بفن الخط العربي نقلا و تعريفا للشعب الجزائري، أيضا هناك نقص في الاعتناء بما يحفز على تعلم الخط العربي، كإنشاء مراكز لتعليمه، ورشات تطبيقية و مسابقات.. الملاحظ أن هناك اهتمام كبير بفنون أخرى، على حساب الخط العربي.
 . هل أنت راض عن المستوى الذي وصلت إليه في هذا المجال؟ وما هي النصيحة التي تتوجه بها إلى هواة الخط العربي؟
ـ في حقيقة الأمر بعد كل عمل فني أقوم به، خاصة بعد مشاركتي في المسابقات الدولية، تراودني تساؤلات كثيرة حول الأخطاء التي وقعت فيها، و التي تجعلني لا أرضى عن المستوى الذي وصلت إليه، بل تدفعني دوما لمزيد من الاجتهاد و تحري الخطوات السليمة و الأنجع، لتفادي تلك الأخطاء مستقبلا و السمو بهذا الفن نحو المعالي.
أنصح الهواة بالابتعاد عن الدورات التكوينية السريعة
النصيحة التي أتوجه بها إلى هواة الخط العربي، هي  الالتزام بمنهجية تعلم صحيحة، فهناك منهجيات عديدة  تغرد خارج هذا الفن، أيضا الصبر على هذه المنهجية، خاصة إذا كانت منضبطة، و كذلك الابتعاد عن الدورات السريعة مثل ما يسمى ب'' تعلم الإنجليزية في أسبوع ''، و كل ما يروج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا المجال، الذي يشهد رواجا كبيرا عند أصحاب البرمجة العصبية اللغوية.
. حدثنا عن مشاركاتك في ملتقيات و معارض الخط العربي..                                   
ـ لقد أطرت عدة ورشات و شاركت بعدة معارض داخل وخارج الوطن، واختيرت لوحاتي الخطية كجداريات في جناح الجزائر في الصالون الدولي للكتاب بباريس في 2016 ، و كذا في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية،  و حصلت على المركز الأول في خط الثلث والنسخ في مسابقة للخط العربي بولاية بسكرة في 2016 ، والمركز الثالث في خط النسخ في مسابقة للخط العربي بولاية المدية في 2015، و كذا مكافأة في خط الثلث في مسابقة للخط العربي بنفس الولاية في 2014. و في 2021 فزت بالجائزة الثانية في المسابقة الوطنية للخط العربي بالجزائر.                                                                   

كما حصلت على عدة جوائز عالمية، منها جائزة مسابقة البردة العالمية بإمارة أبو ظبي عام 2017 ، وجائزة ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم بإمارة دبي في نفس السنة وجائزة مسابقة أساتذة المستقبل بتركيا وغيرها.
وفي سنة 2018 اختيرت كتاباتي لتزين ثالث أكبر المساجد في العالم، بعد الحرمين وهو المسجد الأعظم بالجزائر العاصمة، و حصلت في ذات السنة على جائزة القصر في مسابقة أساتذة المستقبل العالمية بتركيا ، فضلا عن حصولي على الجائزة الثانية في ملتقى دبي لخط القرآن الكريم في دورته التاسعة عام 2017، و الجائزة الرابعة في مسابقة البردة العالمية لفن الخط بالإمارات العربية المتحدة، التي احتضنتها دبي في نفس السنة .
و فزت بعد ذلك بالمركز الثالث في مسابقة أرسيكا الدولية للخط العربي في نوع المحقق و نفس المركز في مسابقة أرسيكا الدولية للخط العربي في نوع الثلث و النسخ لعام 2022.    
وبخصوص المشاركات، فقد شاركت في العديد من المعارض و الورشات، على غرار معرض دبي الدولي لفن الخط العربي سنة 2019، و في نفس السنة قمت بتأطير ورشة بمعرض دبي الدولي لفن الخط بعنوان " أصول ودقائق في خط المحقق".
تطوير فن الخط يتطلب إنشاء مراكز تعليمية و ورشات 
 كما شاركت من قبل في معرض الخط العربي الذي نظمه المركز الثقافي العراقي سنة 2017، و كذا المهرجان الثقافي الدولي للخط والمنمنمات والزخرفة بالجزائر في طبعاته الثلاث من 2014 إلى 2018، ناهيك عن مشاركتي في ملتقى دبي لخط القرآن الكريم في دورته الثامنة 2018، وملتقى دبي لخط القرآن الكريم في دورته الثامنة 2016 و غيرها.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com