شخصيات و مصائر تنتقل من التمثيل الفردي إلى الحالة النموذجية
أعلن مدير مسرح عبد القادر علولة بوهران، الأستاذ مراد سنوسي، عن انطلاق التدريبات على مسرحية "العازب" للمخرج مولاي ملياني مراد و فرقته الفنية، والتي سُتقدم لجمهور الفن الرابع، ابتداء من سبتمبر القادم، على ركح مسرح وهران، و من ثمّ على ركح المسارح الجزائرية الأخرى، هذه المسرحية المُقتبسة من رواية "عازب حي المرجان" للكاتبة والروائية ربيعة جلطي.
و تجسد الكاتبة في روايتها ، بحر من الحيوات و المصائر و القلوب المليئة بالحبّ و الحلم و المقاومة و النفوس التي تحوم حولها. و تضم أيضا قيم الجمال والخير و النجاح، و بها أيضا القبح و الشر و الإخفاق. و منطلق الشخصيات جميعها تقريبًا، مستوحاة من الواقع، لكنّها تنتقل من التمثيل الفردي، إلى الحالة النموذجية. الرواية تغوصُ أيضاً في أسئلة محورية مُتعدّدة في فلسفة الصداقة، والعلاقات الإنسانية النبيلة. وعن تطرقها لموضوع الصداقة ومنحها حيزاَ كثيفَا وكبيراَ في سياق متنها السردي، قالت جلطي "أعتقد أنّ موضوع الصداقة بكلّ ما يحمله من شحنة إنسانية واجتماعية، لم يجد نصيبه في الكتابة السردية الروائية العربية، لم يتعاط الأدب العربي بعمق مع الصداقة، فما كُتب وما يكتب عن الصداقة قليلٌ جداً، رغم أنّ فلسفتها من المواضيع الأساسية في الوجود الإنساني الفردي والجماعي، و لعلّ مِمَن اِنتبهوا إلى هذا الموضوع هو أبو حيان التوحيدي فكتب في ذاك كتابه "الصداقة والصديق"، وعند العرب الصداقة قريبة من الصدق، كما أنّ الصداقة موجودة في التراث الإسلامي القديم، ولولا هذا لما لُقب الصحابي أبو بكر بــالصديق".
تفتحُ الرواية -التي تحوّلت إلى الخشبة- نوافذها من خلال شخوص آخرين تجمعهم الحياة و تفرق بينهم، لتعرض مواقف نقدية لواقعنا الاِجتماعي والسياسي و المدرسي أيضا. كما تتعرض للمدرسة الجزائرية في قراءة نقدية من خلال شخصية الزبير الّذي يُمارس هذه المهنة، وتعتمد في المعالجة السردية/ و الركحية في آن، على عنصر السخرية السوداء من بعض المواقف المُضحكة المُبكية، و هي مبنية على شخصيات مُتعدّدة، كلّ واحدة تفضي للقارئ بعينة عن المجتمع الّذي تحمله و تنتمي إليه ثقافيًا وأخلاقيًا واقتصاديًا ونفسيًا. وهي - حسب الكاتبة- ليست للتسلية و تجزية الوقت، إنّها للإمتاع و للسؤال والنقد. للتذكير رواية "عازب حي المرجان"، لربيعة جلطي، صدرت سنة 2016، عن منشورات ضفاف/ ببيروت، و الاِختلاف/الجزائر. و تُرجمت إلى اللّغة الفرنسية سنة 2019، وستعرض كما سبق الذكر، مع بداية الدخول الاِجتماعي على خشبة مسرح وهران. إلى جانب "عازب حي المرجان" برصيد الكاتبة و الشاعرة مجموعة من الروايات، من بينها "الذروة" في 2010، "نادي الصنوبر" في 2012، "عرش معشّق" في 2013، "حنين بالنعناع" خريف 2015. ومجموعة من الكُتُب والإصدارات تتوزع بين الرواية والشّعر
و السيرة و المقال. نوّارة/ل