السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الفنانة التشكيلية آمال بكاي للنصر

أستخدم مختلف أنواع جلود الحيوانات في تشكيل لوحات من الموزاييك

* لوحاتنا لقيت إعجابا في إيطاليا وتلقيت عروضا بدول الخليج * نشجع المرأة الريفية على الحفاظ على الصناعات التقليدية

تُلفت اللوحات الفنية للفنانة التشكيلية آمال بكاي ابنة ولاية باتنة، الانتباه بجماليتها وتميزها في المعارض والتظاهرات الفنية والثقافية، حيث تنفرد رفقة شقيقتها زهرة في استخدام تقنيات قطع الجلود الحيوانية، في رسم لوحات فسيفسائية تحاكي من خلالها تلك اللوحات الأثرية، التي نجدها على بلاط المعابد والقصور في حضارات العصور الغابرة، وهي التقنيات التي مكنت الشقيقتان من نيل جوائز عن أعمالهما داخل وخارج الوطن، وأبرزت الفنانة آمال، التي التقتها النصر بجناح المعارض الفنية الشريف مرزوقي بباتنة، نشاطات جمعيتها المسماة «الأمل» والتي لا تقتصر على العروض الفنية للوحاتها بل تتضمن أيضا الاهتمام بالمرأة في مناطق الأوراس.

النصر: بداية، كيف خطرت ببالك تقنية استعمال قطع الجلود الحيوانية في رسم لوحاتك؟
بودي أولا أن أشير إلى أن اللوحات التي تراها في المعارض التي أشارك فيها، بعضها لي وأخرى لشقيقتي زهرة ونحن الاثنتين، نشترك منذ صبانا في حب الفن التشكيلي، وتستلهمنا طبيعة الأوراس وتراثها الذي نعمل على ترجمته من خلال رسم لوحات فنية، وفيما تعلق بسؤالك عن الاهتداء لفكرة الفسيفساء فاللوحات الفسيفسائية نجدها على لوحات البلاط في القصور ومنازل والمعابد للحضارات القديمة على غرار الرومانية منها، والتي لاتزال آثارها قائمة، ويعد فن الفسيفساء من الفنون التي ظهرت قديما لتصوير مظاهر الحياة، وقد جعلني هذا الفن إلى جانب شقيقتي نهتدي إلى استعمال مواد لتشكيل لوحاتنا نحاكي من خلالها الزخرفات القديمة .
النصر: تستعملين عديد المواد ناهيك عن قطع الجلود في تشكيل لوحاتك الفسيفسائية؟
في البداية كنت أنا وشقيقتي زهرة نستعمل قطع الزجاج والفخار وأنواع من الحجارة، ولم يكن الأمر سهلا من خلال البحث عن ألوان الزجاج والفخار، حتى أننا كنا نلجأ لكسر الأواني من أجل استعمال الألوان التي نبحث عنها في لوحاتنا، لهذا فالأمر لم يكن سهلا، وكان تكسير الزجاج يشكل خطرا في تتطاير شظايا القطع نحو العينين، وعلى الرغم من ذلك كانت المخاطرة والمبتغى هو اللمسة الفنية التي كانت تضفيها قطع الزجاج، وبعد ذلك اهتدينا لفكرة استعمال قطع من الجلود الحيوانية، وهي الطريقة الآمنة مقارنة بقطع الزجاج، بالإضافة لجماليتها المبهرة والملفتة للعيان.
النصر: كيف تتحصلين على الجلود بألوانها المختلفة وكيف تستخدمينها؟
إذا كان الحصول على الزجاج بالألوان التي نريدها أمرا صعبا، بالإضافة لما يشكله كسرها وقطعها من خطر فإن الحصول على الجلود أمر صعب أيضا، لكن نشكر وحدة مصنع الجلود بباتنة المتواجدة بالمنطقة الصناعية كشيدة، على تعاونها معنا، حيث تمكننا من مختلف أنواع الجلود وهو ما يساعدنا على الإبداع في لوحاتنا، حيث نستعمل عديد الأنواع وحتى منها جلد الغزال والذي شكلنا به لوحة للغزال، وقبل قطع الجلد بأشكال فسيفسائية صغيرة أختار أولا أي الألوان تتلاءم ورسمتي.

النصر: حدثينا عن مضمون اللوحات الفسيفسائية خاصة وأنك مولعة بطبيعة وتراث الأوراس؟
صحيح، فكما قلت لك في البداية، فإنني مولعة بطبيعة الأوراس وتراثها وهو ما يستلهمني، في لوحاتي الفنية وبما أن ولاية باتنة معروفة بما تكتنزه من اثار لحضارات تعاقبت على المنطقة لهذا قمت بتجسيد لوحة تصور قوس التراجان الروماني بمنطقة ماركونة بمدينة لامبيز (تازولت)، وفي لوحة أخرى شكلت لوحة لمدينة القنطرة العريقة بوابة الصحراء بين باتنة وبسكرة، وفي لوحة أخرى نجد فرقة الرحابة التي تؤدي غناء من التراث الشاوي، ولايقتصر اهتمامنا بتراث الأوراس فحسب بل بكل التراث الوطني ومن بين أبرز اللوحات المنجزة أيضا لوحة الرجل الأزرق للتوارق بالصحراء، ولوحة القديس أوغستين.
النصر: كيف تجدين تجاوب الجمهور في المعارض والتظاهرات الفنية مع لوحاتك الفسيفسائية؟
تقنية الفسيفساء لها طابع جمالي خاص وتساهم التقنية الفنية في الترويج السياحي للوحات التي نعرضها عن منطقة الأوراس، وأحاول أنا وشقيقتي من خلال لوحاتنا التميز والفسيفساء فن يجلب الأنظار، ومن خلال لوحاتنا وجدنا اهتماما في المعارض سواء داخل أو خارج الوطن، وكثيرا ما يطرح المعجبون تساؤلات عن كيفية اختيار الألوان واستعمال الجلود كون هذه اللوحات فريدة من نوعها، وكانت ترتبط بحقبات زمنية غابرة لزخرفات فسيفسائية نجدها في القصور الملكية والمعابد وغيرها.
النصر: ماذا عن مشاركاتك خارج الوطن؟
خارج الوطن، لقيت إقبالا لم أكن أتوقعه، ونلت شهادات جوائز تشجيعية أنا وشقيقتي زهرة عن لوحاتنا الفسيفسائية بدولة إيطاليا، أين انبهر الحضور بلوحاتنا الفنية وما تعكسه من زخم تراثنا الجزائري، وبالخليج حضينا بتشجيع من أمراء، وكان لنا مشروع لصقل الصقور وطائر الطاووس من الحجارة وخزف السيراميك في الإمارات وقطر والكويت.
النصر: بعيدا عن موهبتك الفنية ماذا عن نشاطاتك الجمعوية لتشجيع المرأة الريفية؟
لقد قمت أنا وشقيقتي بتأسيس جمعية بتسمية جمعية الأمل التي أرأسها أنا، والجمعية ولائية تهتم بشؤون المرأة في ولاية باتنة وخاصة الأرياف، أين نعمل على تشجيع المرأة المنتجة وعرض سلعها في المعارض التقليدية والتظاهرات على غرار مناسبة يناير، وفي فترة جائحة كورونا تمكنا من الاقتراب أكثر من نساء ريفيات تعرفن على نشاطهن ومهاراتهن في الحرف التقليدية وحاولنا تسويق منتجاتهن من أكلات وحلويات تقليدية وزرابي وفخار، حيث تنقلنا بين مشاتي رأس العيون، وحيدوسة، ومروانة، وبوزينة وثنية العابد وتازولت.
حــوار: يــاسين عـبوبو

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com