الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

خلال أول ملتقى وطني حولها بميلة

دعوة لتكثيف دراسة القصة القصيرة جدا أكاديميا
دعا أول أمس، أساتذة وكتاب مختصون في كتابة القصة القصيرة جدا  إلى تكثيف دراسة هذا اللون الأدبي، والبحث في جذوره وخصوصياته على اعتبار أنها كتابة تواكب التطورات الحاصلة في المشهد الثقافي العالمي.

و جاء الحديث عن الموضوع خلال فعاليات أول ملتقى أدبي أكاديمي تحت شعار "القصة القصيرة جدا في الوطن العربي بين القصصية والتأويل"، نظمه معهد الآداب واللغات قسم اللغة والأدب العربي بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، بالتنسيق مع فرقة بحث القصة القصيرة جدا بين التأصيل والتجنيس، حيث أوضحت رئيسة الملتقى الأستاذة مريم بغيبغ، بأن القصة القصيرة جدا هي اقتصاد لغوي وتكثيف دلالي تمتاز بالتركيز والإيجاز في إيصال الفكرة للقارئ بأقل الكلمات مضيفة، أنه و منذ انتشارها في المغرب العربي عموما والجزائر على وجه الخصوص، لم تلق القصة القصيرة جدا متابعة أكاديمية كبيرة من طرف الباحثين رغم اهتمام الطلبة بهذا الجنس الأدبي، وقالت إن دراستها شحيحة عندنا مقارنة بالغربيين الذين لديهم باع طويل في هذا المجال الأدبي الشيق، حيث يحرصون على كتابة القصة ودراستها ونشرها في الكتب والدوريات على غرار ما يقوم به الباحثون في جامعة تشيستر ببريطانيا.
ودعت المتحدثة، الباحثين والأساتذة المختصين إلى تناولها أكثر في أبحاثهم العلمية، على غرار باقي الأنواع الأدبية الأخرى كالرواية، قائلة إن القصة القصيرة جدا هي مستقبل السردية العربية.
من جانبه، ثمن الدكتور علاوة كوسة، من المركز الجامعي بريكة بباتنة محور الملتقى واعتبره بمثابة نقطة تحول بالنسبة لهذا الجنس الأدبي وبوابة لانتشاره بين الأكاديميين، للفصل فيه ومحاولة البحث في جذوره وخصوصياته وجماله، قائلا بأن القصة القصيرة جدا في بلادنا ماتزال تبحث عن الاستقلال الفني مع الأجناس الأدبية الأخرى.
وأعتبر الكاتب عبد الرزاق بوكبة، القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا لا يزال مغيبا في الجزائر مقارنة بأجناس أدبية أخرى كالشعر والرواية، قائلا  بأن تعاطي المشهد الأدبي الجزائري مع الأجناس الأدبية لا يقوم على مراعاة الجمالية لكن يقوم حسبه، على مراعاة الأجناس المنتشرة قرائيا مثل القصيدة والرواية، وأضاف بأن القصة القصيرة جدا هي فن الاختزال وقصة متكاملة الأركان مكثفة من عدة كلمات و سطور، و ليس هناك قاعدة معينة لعدد الكلمات التي تحدد القصة كما هو مروج له بين العديد من الكتاب، مشيرا إلى أنها الجنس الأدبي الأول المنسجم مع طبيعة الوسائط الاجتماعية الجديدة، ويري بأنها ستكون في طليعة الأجناس الأدبية المهيمنة من خلال التطورات التكنولوجية الحاصلة لأن عصرنا يتسم بالسرعة والعجلة والإيقاع المتسارع.
 ولا يعني هذا حسب بوكبة، أن الأجناس الأدبية الأخرى ستختفي بشكل نهائي، بل ستستمر بجوار القصة القصيرة جدا، داعيا الكاتب إلى الاهتمام بها، وتوجه الأستاذة الجامعيين المؤطرين لمذكرات التخرج إلى ترغيب الطلبة في دراستها خاصة وأنه لدى العديد منهم اهتمام كبير بالقصة القصيرة جدا، لكنهم يحتاجون للتأطير لتتسع آفاقهم، وللتفتح على التجارب العربية والإفريقية والمتوسطية في كتابة هذا اللون.
أما الكاتب عبد الحكيم قويدر، فذكر بأن تاريخ القصة القصيرة جدا في الوطن، يعود لمطلع تسعينيات القرن الماضي، و قد كانت كتابات محتشمة و عبارة عن محاكاة للغرب والبلدان العربية، وبعدها أخذت منحى تصاعديا من خلال مشاركة الكتاب الجزائريين في رابطات عربية بفضل التطورات التكنولوجية الحاصلة، لكن ذلك لم يكن معيارا للوصول إلى المبتغى حسبه، بسبب تغيب هذا النوع من طرف الأكاديميين في دراساتهم البحثية.
وأضاف ذات المتحدث، بأن القصة القصيرة جدا هي مستقبل السرديات الوجيزة ورفيقة هذا العصر بالرغم من المعاناة الكبيرة التي يواجهها هذا النوع الأدبي في بلادنا، من الناحية الأكاديمية والنقدية بالإضافة إلى اليتم الإعلامي، داعيا إلى الاهتمام بها والإطلاع على مقوماتها لكونها مكسبا لا غنى عنه، وأنها من منتجات الحياة المعاصرة المعقدة التي تتسم بالسرعة الهائلة لتحقيق كينونة الإنسان ماديا ومعنويا وإثباتها بكل السبل الكفيلة بذلك.
حضر اللقاء الأول حول القصة القصيرة جدا في الوطن العربي بين القصصية والتأويل، العديد من الأساتذة والكتاب من مختلف مناطق الوطن على غرار جيجل وبرج بوعريريج، إضافة إلى ميلة و البليدة        و الشلف ووهران وتضمن العديد من المداخلات حضوريا وعن بعد.                               مكي بوغابة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com