المرأة الجزائرية ما زالت تعاني من النظرة التقليدية
قدم أمس، الدكتور في علم النفس العيادي علاوة بن ضيف، كتابه «المرأة الجزائرية مواطنة في قلب الأمة»، خلال جلسة ثقافية بقسنطينة، وقال بن ضيف إن المرأة الجزائرية ركن من أركان البناء الاجتماعي للدولة الوطنية عبر التاريخ، وكتابه يتضمن اعترافا بما قدمته خلال الثورة من تضحيات، و تكريما لخصوبتها التي وهبت للوطن رجالا دافعوا عنه و استشهدوا لأجله.
وأوضح المؤلف، الذي حل ضيفا على العدد الحادي عشر من منتدى الكتاب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور، بأن محاور العمل ركزت على محطات مهمة تبرز إسهامات المرأة الجزائرية، التي تلقت أسس المواطنة في مدرسة الثورة بداية من حملها السلاح والتضحية بالنفس، وهي شجاعة قال إنها نابعة من وطنية قوية صنعت مجاهدات وقائدات كان لهن الأثر خلال حرب التحرير ككل وإبان الثورة على وجه التحديد، على غرار مريم بوعتورة و مسيكة زيزة، اللتين تحدث عنهما الإصدار بإسهاب، كما تناول أيضا دور الجزائريات في بناء الدولة الوطنية بعد الاستقلال.
مع ذلك ذكر الكاتب، بأن الكفاح الطويل والمتشعب الذي خاضته المرأة ضد النظرة الاجتماعية وظل المستعمر، لم يحظ بالاهتمام الكافي، بديل أن وجودها في المتاحف يعد مجهريا مقارنة بصور وقصص المجاهدين و الأبطال الرجال.
وأشار الكاتب بإصبعه، إلى بعض المشاكل التي تعيق خدمة المرأة لأمتها و ما تعلق بحفظ دورها في بناء الوطن، وبحسبه فإن نسبة مشاركة الجزائريات في عملية البناء الاقتصادي ضعيفة، لأنهن يشكلن نسبة قليلة من اليد العاملة تعد الأدنى عالميا مقدرا إياها بحوالي 17 بالمائة، رغم أن الإحصائيات تشير إلى أن النساء يمثلن نصف الكثافة السكانية في الجزائر، كما تشير أيضا إلى أن نسب إصابة النساء العاملات بالأمراض المزمنة مرتفعة، والسبب هو الضغوطات الاجتماعية التي يعانين منها، الأمر الذي يضعف تواجدهن في قوائم التشغيل، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنه من الصائب حصر المرأة في مجالات توظيف معينة، لأن بلادنا حاليا بحاجة إلى التفاف كل أبنائها ضد المخاطر والمشاريع العدوانية التي تترصد بها ولهذا يجب حسبه، تنظيم وترتيب خطط الارتقاء بكل المواطنين وفقا لميثاق قانوني وأخلاقي وروحي، يُبين الحقوق والواجبات لكلا الجنسين وذلك لبناء دولة قوية المناعة.
وتحدث الدكتور في علم النفس، عن النظرة التقليدية التي لا تزال تقيد المرأة اجتماعيا خصوصا ما تعلق بإعاقة وصولها أو ممارستها لبعض الوظائف، موضحا، بأنه يتعين علينا تجاوز هذا التفكير خاصة وأن المرأة المواطنة أثبتت نجاحها في عدة مجالات مهمة على غرار الطب والجراحة و الطيران، وقدرتها على التوفيق بين مهامها كأم و كزوجة وأيضا كفرد منتج في المجتمع، موضحا بأن لهذا التضييق إن صح الوصف، خلفيات تتعلق بطبيعة المجتمع الذي صادر حقها في التعبير عن نفسها وعن مشاعرها وإثبات ذاتها منذ القدم، و مرورا بإشكالية عميقة تتعلق بقصر فهم الخطاب الديني أو القرآني، و الميل إلى التأويل ومن ثم شخصنة التعامل مع المرأة و حصرها في فكرة أو نظرة ضيقة لا تخدم سوى صاحبها أو محيطه، وهو ما يضاعف العراقيل أمامها. إيناس كبير