اتخذ الرسام سيف موساوي في زاوية هادئة من عالم الإنترنت منصة إنستغرام، كنافذة يعرض من خلالها رسوماته، ويتواصل مع عشاق الفن ويشاركهم رحلته الفنية، بلمساته الفريدة وإحساسه العالي بالتفاصيل، ونجح الشاب في التقاط جوهر كل شخصية يرسمها مازجا بين الواقع والخيال.
وحسب ما أكده للنصر، فإن صفحته أصبحت معرضا افتراضيا يتردد عليه الآلاف، حيث يجدون في كل صورة يرسمها قصة جديدة وأسلوبا مميزا يعبر عن إبداعه وشغفه بالفن.
وحسب ما لاحظناه، فإن صفحة سيف موساوي على انستغرام صارت بمثابة معرض فني متنوع يفيض بالحياة والإبداع، حيث يأخذك كل منشور إلى عالم مختلف تظهر فيه الشخصيات التي يرسمها بملامح معبرة وتفاصيل دقيقة.
وتتنوع الرسومات التي يشاركها بين البورتريهات الواقعية والشخصيات الكرتونية المفعمة بالحياة، مما يعكس تنوع مهاراته وقدرته على التلاعب بالألوان والخطوط، والتحكم في التقنيات واستعمال الأدوات التي يعتمد عليها كقلم الرصاص والفحم وأدوات الدمج والإكريليك، وكذا أقلام التلوين 10، فضلا عن أوراق الرسم A4»120g».
يواكب قلمه الحدث، و تجسد رسوماته الشخصيات التي يكثر عليها الحديث في الجزائر وحتى عبر العالم، على غرار لوحة الملاكمة البطلة إيمان خليف، ومقران محمد أمين صاحب أعلى معدل في الجزائر، وصورة للبطلة كيليا نمور.
ويحرص الشاب، على عرض خطوات عمله من خلال مقاطع ريلز قصيرة، مما يمنح المتابعين نظرة على العملية الإبداعية التي تقف خلف كل عمل فني.
ساعــات لرسـم لوحــة
اهتمام سيف ذو 22 ربيعا بالرسم، بدأ منذ أن كان صغيرا، ودفعه لإخراج موهبته إلى العالم الافتراضي وتوقيع بصمته، في محاولة لتحقيق دخل يعيله، ورغبة منه في إيصال ظل ريشته وأقلامه ليبلغ أكبر عدد من المتابعين وعشاق الرسم ومحبي الشخصيات التي يرسمها كما قال، مشيرا إلى أن الفضل يعود إلى عائلته التي شاركته رحلة ولوجه إلى عالم الرسم بتقديم الدعم، كما أنها مصدر إلهام في رسم بعض الشخصيات، مضيفا بأنه طور أسلوبه الفني على مر السنين عن طريق الممارسة والتمرن.
ويقضي سيف ما بين أربع إلى ست ساعات كاملة في رسم شخصياته، موضحا بأن المصادر الرئيسة التي يستلهم منها أفكار لوحاته، تشمل الفنانين والمشاهير والرياضيين، وحتى الأشخاص الذين يعجبون بعمله، مشيرا إلى أن أسلوبه تأثر بالعديد من الفنانين والأعمال الفنية الشهيرة، كما كان لخاله دور في تغذية حسه الفني باعتباره رساما وناقدا لأعماله الفنية في نفس الوقت.
أستند للشخصيات الحقيقية في لوحاتي أكثر من الخيالية
وعن طريقة اختياره للألوان والخطوط عند تصميمه لشخصية جديدة أكد الفنان، بأنه يرسم فقط بقلم الرصاص والفحم، أما شخصيات الأنمي فيختار لها الألوان حسب الصورة، موضحا أنه يفضل رسم لوحات تستند إلى شخصيات حقيقية وواقعية ولا يميل إلى الخيال.
وأضاف الرسام، بأن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تواجهه عند رسم الشخصيات، من بينها انخفاض جودة الصورة التي تؤثر على طريقة عرض أعماله في منصة إنستغرام، مردفا عند حديثه عن كيفية تعامله مع الانتقادات وردود الفعل على أعماله، بالقول بأن النقد السلبي ساعده على تطوير موهبته أما بالنسبة للنقد البناء فهو الداعم الأساسي له.
وأوضح الشاب، بأنه شارك في معارض فنية و مسابقات عديدة، منها مسابقة أقيمت بالجامعة التي كان يزاول دراسته بها، وحاز فيها على المرتبة الأولى، كما شارك في معرض فني أقيم في مكتبة تيكنو بولاية تيارت، وكانت له أيضا تجربة في التحكيم خلال مسابقات للرسم أقيمت بنادي الرسم بالجامعة.
مجال الرسم في تطوّر مستمر
ويرى سيف، بأن مجال الرسم في تطور مستمر خاصة في ظل الابتكارات التكنولوجية والتغيرات الحاصلة، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام التي صارت مساحات عرض عالمية، ومكنت فنانين شباب وهواة من مختلف أنحاء العالم من مشاركة أعمالهم والوصول إلى جمهور واسع، كما أتاح الانتشار الرقمي للفنانين الصاعدين فرص غير محدودة للظهور والاحتراف.
وقال المتحدث، بأن النصيحة التي يقدمها للفنانين المبتدئين الذين يرغبون في التخصص في رسم الشخصيات، هي حسن اختيار الأدوات خاصة الأوراق، وإضافة لمستهم الفريدة على الشخصيات التي يرسمونها، فهي التي تجعل اللوحات مميزة وتحمل طابعا خاصا، وعدم الاستسلام للنقد السلبي الذي يحبط المعنويات، والعمل على تطوير الموهبة والتعلم أكثر وأكثر في هذا المجال.
وأكد، بأنه يعمل على مشروع خاص به، وهو عبارة عن دورة تكوينية عن بعد «أونلاين» في رسم الشخصيات لفائدة المبتدئين، وقال بأنه يوازن بين رؤيته الفنية وما تفرضه السوق، ويحاول قدر المستطاع تلبية جميع الطلبات، مشيرا إلى أن أقرب صورة إلى قلبه، بورتري لوالديه اللذين دعماه كثيرا.
لينة دلول
