تستعد مؤسسة أوبرا الجزائر لتقديم عرض فني كبير، الخميس القادم تحت عنوان «ثمن الحرية «، وهو كوميديا موسيقية درامية، بمشاركة عدد كبير من الفنانين من مختلف الأطياف الفنية.
عبد الحكيم أسابع
وفي ندوة صحفية نشطها يوم أمس المدير العام لمؤسسة « أوبرا الجزائر « بوعلام بسايح، عبد القادر بوعزارة، أوضح أن « ثمن الحرية « هو عرض فني استثنائي، في المعالجة والمقاربة الفنية، يتم إنتاجه لأول مرة في الجزائر، مردفا أن موضوع هذا العرض يخرج عن النمطية السائدة، في مثل هذه الاحتفالات، والتي تروي تاريخ الجزائر بمراحله المختلفة، بحيث ينفرد بمعالجة موضوع فريد من نوعه في مرحلة تاريخية حاسمة في تاريخ بلادنا، وهي الثورة التحريرية، حيث يكشف عن ملاحم إنسانية قدمها الفنان والأديب الجزائري خلال مختلف مراحل الثورة.
وأشار مدير أوبرا الجزائر خلال ذات الندوة التي رافقه في تنشيطها فريق العمل، المتمثل على وجه التحديد في كاتب النص والسيناريو، هارون الكيلاني، والمخرج الربيع قشي، والمايسترو لطفي سعيدي، ومصممة الكوريغرافيا نوارة إيدومي، إلى أن هذا العمل، الذي تتجاوز مدته ساعة وربع، جاء كتكريم لهؤلاء الفنانين والأدباء والموسيقيين، مضيفا « لقد ارتأت أوبرا الجزائر أن تقدم عرضا فنيا مباشرا « لايف « تشارك فيه مختلف الفئات الفنية (الأوركسترا السيمفونية، وكورال مؤسسة فنون وثقافة، بالي أوبرا الجزائر و سماء كبيرة في الساحة الفنية ( ممثلين مسرحيين وسينمائيين ومطربين)، والذي يجمع بين الموسيقى، والكوريغرافيا، والغناء والتمثيل في واحدة من العروض الفنية الفريدة من نوعها التي تشارك فيها أوبرا الجزائر في الاحتفالات المخلدة لثورة التحرير الكبرى.
و في هذا الصدد تمت الإشارة إلى أن هذا العرض يتميز بمشاركة كوكبة من نجوم التمثيل في الجزائر، بينهم النجم حسان كشاش الذي سيدي دور شاعر الثورة مفدي زكريا والفنان، ‹›أيقونة الشعر الثوري في الجزائر وفي العالم العربي، والمناضل من الرعيل الأول»، ووحيد عاشور الذي سيؤدي دور الحكيم، إلى جانب أبو بكر الصديق في دور عبان رمضان، وسفيان عطية في دور ملحن النشيد الوطني الجزائري الموسيقار محمد فوزي، والنجم الصاعد فيصل بوناصر في دور الفنان الشهيد علي معاشي، والفنانة الشابة نورهان حدبي في دور الفنانة فضيلة دزيرية، وغيرهم من ممثلين أساسيين وثانويين وبينهم أطفال.
ويضم هذا العمل الملحمي الضخم أربعة فصول و محورين أساسيين، وهما قصة النشيد الوطني الجزائري ودور الفنان الجزائري في ثورة التحرير، وفي هذا السياق، أبرز المتدخلون أن المشاهد سيتابع وفق رؤية فنية، فصول من الوضع الاجتماعي للجزائريين خلال الثورة من فقر وأمية إلى جانب مظاهر التهجير والقتل والقمع، إلى جانب إبراز صورة، مفدي زكريا الطفل وهو يخطو خطواته الأولى في كتابة الشعر ولقاءه الأول مع الفنانة المناضلة، فضيلة دزيرية.
كما سيحمل ذات المشهد الجمهور في أتون الثورة التحريرية وبروز حاجة قيادة الثورة إلى نشيد وطني ملهم، وطلبها من مفدي زكرياء (أيقونة الشعر الثوري في الجزائر وفي العالم العربي)، مناضل من الرعيل الأول بكتابة نشيد وطني، وما أحاط به من فصول ملحمية خط وقائعها الموسيقار المصري محمد فوزي الذي يعد واحد من عمالقة التلحين في القرن العشرين، فهو موسيقار استثنائي متجدد وعصري وسابق لزمانه، أبهر الجميع بفنه وما زال يبهرهم فموسيقاه لا زالت تعيش بيننا، فهو الموسيقار الذي لحن النشيد الوطني الجزائري الذي قدمه هدية للثورة الجزائرية من كلمات شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، وأيضا والموسيقار الجزائري هارون الرشيد. أما المشهد الثاني فيقدم تضحيات الفنانين الجزائريين إبان الثورة التحريرية، وعلى رأسهم الفنان الشهيد علي معاشي، الذي عرف بأغانيه الوطنية الملتزمة ومن أشهر ما غنى : ‹›يا بابور›› وهي أول ما ألف و››تحت سماء الجزائر›› و››طريق وهران›› و»أنغام الجزائر» المعروفة بمطلعها «يا ناس أما هو حبي الأكبر...» والتي جمع فيها مختلف الطبوع الجزائرية.
كما يبرز ذات المشهد نضال الفنان محمد الباجي، وهو شاعر وفنان و ملحن مقتدر كتب للثورة والحب والفراق، وهو المعروف بأغنيتي ‹›المقنين الزين›› و››بحر الطوفان›› التي تعتبران من أجمل ما كتب، وأيضا الفنانة فضيلة دزيرية، وهي فنانة جزائرية كبيرة، كانت نموذجا للمرأة الجزائرية المناضلة، حيث كانت تجمع الأموال خلال الثورة وترسلها مع الفدائيين إلى المجاهدين في الجبال، وهو ما دفع السلطات الاستعمارية إلى اعتقالها بسجن ‹›سركاجي››، وكذا الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، التي كان يقودها الفنان مصطفى كاتب، القامة الفنية الكبيرة، فهو مسرحي وممثل سينمائي من الصف الأول.
ومعلوم أن هذه الفرقة أوكلت لها قيادة الثورة مهام إيصال صوت الشعب والثورة الجزائرية إلى العالم وكفاحه من أجل استرجاع سيادته، حيث قدمت العديد من الأعمال المسرحية وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين والموسيقيين والمطربين والمسرحيين.
من جهة أخرى اختار كاتب النص بشراكة مع فريق العمل، أن يسلط المشهد الثالث، الضوء على الأهازيج الشعبية التي كانت تسهم في رفع الروح المعنوية للشعب ولجيش التحرير الوطني والتي ساهمت في الإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة في قلوب الجزائريين. أما المشهد الرابع والأخير فيبرز فرحة الاستقلال، ومواصلة التزام الفنان الجزائري بتبني قضايا وطنه، بالاستلهام من قيم الرواد من الفنانين المناضلين.