كشفت الحكواتية والفنانة جميلة بوعانم أنها تفكر في تسجيل أسطوانات تضم الحكايات الشعبية القديمة وذلك لحمايتها من الاندثار نظرا لأهميتها، مشيرة إلى أن الأمر مجرد مشروع ،وحلم ينتظر التحقيق.
و أضافت السيدة بوعانم في لقائها بالنصر بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، بأن الحكايات الشعبية الجزائرية تعتبر كنز ينبغي عدم الاستهانة به ، بل يجب المحافظة عليه وتوظيفه اجتماعيا و علميا ،فالحكايات جزء من ثقافتنا وتراثنا الشعبي الذي ساهم بشكل كبير في تربية النشء في القديم عندما لم تكن وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل التلفاز والحاسوب موجودة ،فتداولها الناس جيلا بعد جيل، مشيرة إلى أن الحكايات تستهوي الأطفال في كل زمان ومكان ،لأن الغلبة فيها تكون دائما لصالح الخير و عادة ما تكون النهاية سعيدة.
لدى جميلة بوعانم طريقتها الخاصة في سرد الحكايات على الأطفال حتى ينجذبوا إليها ، حيث تقوم بإدخال الألغاز بين حكاية و أخرى، حتى تنمي قدراتهم الفكرية و يتشوقوا لسماع المزيد منها، فالحكاية ،كما أكدت، تهذب سلوك الطفل و تنمي قدراته الفكرية و خياله و تربطه بعاداته و حضارته.
وعن سرّ اهتمامها وحفظها لهذا الموروث الشعبي، قالت جميلة بأنها أعادت كتابة العديد من الحكايات التي كانت ترويها لها والدتها وهي صغيرة، حتى تنتشلها من مخالب النسيان التي تهددها و تنشرها بين الناس لإثراء فكرهم.
جميلة بوعانم التي تقدم حصة خاصة بالحكايات الشعبية في التلفزيون الجزائري بالقناة الرابعة، تمكنت من جذب اهتمام فئة كبيرة من المشاهدين الصغار منهم والكبار، و قالت أن هذه الحصة لقيت إعجاب الكثيرين من المهتمين بالحكايات الشعبية رجالا ونساء، بالإضافة إلى فئة الأطفال.
و تفكر حاليا بتسجيل الحكايات في أسطوانات حتى يستفيد منها الجميع، لأن مثل هذا التراث الشعبي الذي اعتبرته كنز الأجداد لا يحظى بالاهتمام الكبير من طرف الأدباء الجزائريين ويعتبر البعض الحكاية الشعبية مجرد خرافات يجب التخلي عنها.
سامية إخليف