المرأة هي أساس تناقل التراث الأدبي و الشعبي
أكدت الأديبة و الشاعرة الجزائرية حنين عمر في محاضرة قدمتها أمس بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، أن المرأة هي أساس تناقل التراث الأدبي و الشعبي، وتستخدمه أكثر من الرجل، و لا توجد، حسبها، شاعرة عربية لم تستخدم الرموز التراثية في شعرها .
الشاعرة حنين عمر قدمت في ثاني يوم من فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي ، محاضرة بعنوان « التراث في الكتابات الشعرية النسوية»، و أكدت من خلالها، بأن الدراسات التاريخية تفيد بأن النساء أهم نواقل التراث الأدبي و الشعبي، موضحة بأنه في الجزائر لولا المرأة، لما تمكننا من توارث أغلب الشعر الملحون و البوقالات ، لكون الرجل دائم البحث عن آفاق جديدة ، و هوية أي شعب، حسبها، مرتبطة بهوية التراث و استخدامه و الحفاظ عليه.
و قالت الشاعرة بأن المرأة دائمة الاحتكاك بالجدة، و تقلد ممارساتها ، و في المناسبات تحرص على التميز باللباس التقليدي، عكس الرجل، مضيفة بأن المرأة استخدمت بشكل كبير الرمزية التراثية في كتاباتها و دواوينها الشعرية، و استطاعت أن تحتل مكانة هامة تاريخيا في شيئين، هما السرد الشفهي و استخدام التراث، فلا توجد شاعرة عربية ، حسبها، لم تستخدم الرموز التراثية في شعرها، مشيرة إلى أن أهم روافد الشعر هو أن يكون له ثقافة و هوية و علم شامل، بكل ما يخص التراث الإنساني، سواء كان التراث الحضري أو الشعبي أو الأدبي .
الشاعرة الجزائرية حنين عمر تحدثت في شق آخر من مداخلتها، عن مشكلة تتمثل في تبعية الشعر الجزائري للمشرق بشكل أو بآخر، غير أنها لم تفصل في طرحها، معتبرة توظيف التراث في المشرق ثري، حيث أن هناك نجمات عربيات عالميات، يحرصن على ارتداء لباسهن التقليدي في مناسبات عالمية، داعية الشاعرات الجزائريات خصوصا، و المغاربيات عموما، إلى العودة لإبراز تراثهن و تصديره بصورة جديدة ، لأن الشعر، كما قالت، هو إعادة تصدير التراث الإنساني بطريقة حداثية .
كما تطرقت إلى خصائص التراث الأدبي في الشعر، حيث قالت بأن له خاصية التناقل، و توارثه في زمن مضى، كان يعتمد على الحفظ ، و الخاصية الشفهية مهمة جدا في نقل التراث و الشعر، باعتباره أسهل ما يتم حفظه ، و ذلك راجع، حسبها، للوزن، فعند حفظ بيت شعري في العقل الباطن، يمكن تذكره بفعل الوزن ، لأن المراكز الدماغية، حسبها، تحفظ بشكل أسهل كل ما هو موزون و موسيقي .
حنين عمر تحدثت عن أنواع التراث، و في مقدمتها التراث الحضاري ، حيث أن أول مصطلح للتراث نشأ بنشأة الحضارة، ثم نشأة التراث القومي ، و هو لا يرتبط بالحضارة بشكل مباشر، و إنما يرتبط بالقوميات و بظهورها ، و يليه نوع ثالث و هو التراث الشعبي و له خصائص مختلفة، فالشعب الواحد يمكن أن يضم قوميات مختلفة ، يليه التراث الشفهي و من بين خصائصه أن جزءا منه قد يختفي و تطرأ عليه تغيرات كثيرة بفعل الزمن .
أما التراث الأدبي فهو مختلف عن بقية الأنواع، لأنه بدأ بنشأة الكتابة و التدوين، و غير مفهوم التراث و التوارث، فمن خصائصه أنه مكتوب و مدون و من الصعب جدا أن يتم تحريفه و قيمته
في أمانته.
أسماء بوقرن
