السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

ليفي مستنكرا الديمقراطية

أثار اعتراف البرلمان الفرنسي بالدولة الفلسطينية غضب الفيلسوف برنار هنري ليفي الذي قاد حملة لإحباط التصويت بنعم، لأن نص لائحة الاعتراف بحسب الفيلسوف "الثائر"  عبثي و يخص الطرف الاسرائيلي وحده بالدعوة إلى التنازل. ولم يتردد ليفي  وهو يعدّد خرجاته الإعلامية هذه الأيام في مطالبة ساسة أوروبا بعدم مجاراة الرأي العام الذي يعرف صعود مشاعر معادية لإسرائيل.
وبرر فيلسوف الميديا رفضه للاعتراف بكونه يخدم حماس التي تنكر الآخر وبتزامنه مع صعود الموجة الجهادية في العالم ولأن قيام الدولة الفلسطينية يتطلب قطع أشواط من المفاوضات الجادة التي تؤدي إلى قبول فلسطيني بإسرائيل.
والغريب في سلوك ليفي الذي يبشّر العرب بالديمقراطية أنه يرفض التصويت الديمقراطي في فرنسا ويرفض توجهات الأغلبية لأنها ليست على حق في جميع الحالات، أي أن الأغلبية لن تكون على حق إلا إذا وافق ما صدر عنها هوى إسرائيل. وهو هنا في حالة إنكار للديمقراطية ومع ذلك فقد حظي بدعوات كثيرة في منابر إعلامية  لتقديم حججه على عدم صواب موقف النواب، هذا الوضع يؤكد  ما ذهبت إليه صحفية في التلفزيون الفرنسي امتلكت الجرأة على  كسر جدار الصمت من خلال تصريحها بأن ليفي لازال المطلوب المفضل للحوارات من طرف مسؤولي التلفزيونات رغم أنه فقد مصداقيته، ما يعني أن الرجل مفروض على الفرنسيين من طرف القوى المالية المالكة لأسهم في وسائل الإعلام واللوبيات الضاغطة بغرض الإبقاء عليه في الواجهة حتى وإن صارت أعماله لا تلقى الرواج السابق.
انحياز ليفي الأعمى لديانته وللدولة العبرية  جعله يتحول إلى ما يشبه مرصد مختص في إحصاء السلوكات "المعادية للسامية" التي دفعته إلى هجاء فرنسا وأوروبا، بل أن مواقفه المتطرفة أغضبت حتى سياسيين إسرائيليين في صورة  السفير الإسرائيلي السابق  في فرنسا نسيم زفيلي الذي ثار في وجه ليفي و صديقه فيلسوف النقاء العرقي ألان فينكلكروت في لقاء معهما بثته القناة الفرنكوفونية الاسرائيلية عشية تصويت البرلمان الفرنسي، حيث واجه السفير الفيلسوفين بالقول أنه يدعم قيام دولة فلسطينية وسألهما إن كان يعرفان ما الذي يعنيه احتلال شعب 47 سنة.
وبقدر ما صغر الفيلسوفان أمام الديبلوماسي بقدر ما يكبر السؤال عن صمود فلاسفة الميديا في المشهد الفرنسي بشكل يدفع إلى التفكير الجدي في تصريح اللاعب ايمانيال بوتي هذا الأسبوع بشأن ما كان على الفرنسيين تعلمه من الاحتلال الألماني.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com