أراهن على عودة الوفاق والتسجيل مبكرا يسهل المهمة
ينتقل منذ أكثر من 20 سنة، بين الملاعب الجزائرية، درب أكثر من 10 نوادي عبر الجمهورية، حاصل على شهادات عليا من المعاهد والجامعات الألمانية، ساهم في إنجازات تاريخية، كان لاعبا قبل بداية مسيرته التدريبية، حدثنا بكل عفوية وبتصريحات عاطفية زادت من رقتها لهجته الفلسطينية، إنه المدرب سعيد حاج منصور صاحب لقب «المدرب الجوال» في البطولة الوطنية.
• بداية .. غبت مطولا بعد نهاية مغامرتك مع ترجي مستغانم؟
هذا صحيح، فضلت الانزواء قليلا في بيتي بسطيف، بعد نهاية التجربة القصيرة التي خضتها مع فريق ترجي مستغانم.
• بما أن المدرب يعمل أحيانا ويتحول للبطالة أحيانا أخرى، ما هي احتياطاتك؟، وماذا تفعل بعيدا عن الرياضة؟
أقوم بحضور مختلف الندوات في أوروبا والتي تخص تطوير كرة القدم، حيث أتلقى الدعوات في كل مرة، أما بخصوص التجارة وما شابه فأنا مدرب وفقط، لا أملك شيئا سوى دكتوراه في كرة القدم.
• لم تجد لك مكانا ضمن أندية الرابطة الأولى، رغم أن العديد من المدربين الحاليين كانوا لاعبين في الفرق التي دربتها؟
نعم، وجل المدربين الحاليين والذين كانوا لاعبين عندي، أصبحوا ينتقدونني ويتحدثون عني بالسوء، وأقول لهم أحببتم أو كرهتم أفضل مدرب في الجزائر هو حاج منصور.
• تعيش في الجزائر منذ فترة طويلة، ماذا لفت انتباهك في المجتمع؟ وكيف وجدت الحياة فيها؟
الشعب الجزائري بشكل عام شعب مضياف وطيب، كما أنه سريع الانفعال وميزته العظيمة، هو تعاطفه الكبير مع القضية الفلسطينية، ولما يعرف الناس أني فلسطيني، يؤكدون لي أنكم قريبون من قلب الجزائري.
• يعتبر الشعب الجزائري من أكثـر الشعوب تعاطفا مع القضية الفلسطينية، هل تعلم الأسباب؟
الشعب الجزائري، يحب فلسطين وهذا لا نقاش فيه، كما أنني أعرف السبب جيدا، لأن الجزائريين عاشوا الثورة في العصر الحديث، ويعرفون معنى وقيمة الثورة، وهذا ينعكس بالتعاطف اللامنتهي مع القضية الفلسطينية.
• هل انصهرت في المجتمع الجزائري أم مازلت وفيا لعادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني ؟
هناك تشابه كبير بين التقاليد العربية عامة والفلسطينية والجزائرية خاصة، ولكن بما أني قضيت طفولتي وشبابي في فلسطين، كما أن تأثري بالمرحومة والدتي انعكس على شخصيتي كفلسطيني أكثر.
• ما سبب محافظتك على لهجتك الفلسطينية، رغم مرور أكثـر من 20 سنة، على تواجدك في الجزائر؟
الطبع غلب التطبّع، أنا جئت للجزائر بلغة مكتملة، قدمت في فترة قضيت فيها فترة طفولتي وشبابي في فلسطين، لغاية النضج والكمال، ولا أظن أنني سأستغني عن لهجة بلدي الأم.
• هل تمتلك الجنسية الجزائرية أم بطاقة إقامة بالجزائر فقط؟
لا أنا لا أملك الجنسية الجزائرية بل إقامة دائمة، وفخور أني فلسطيني مقيم في الجزائر، كما أني أملك إقامة دائمة في ألمانيا أيضا، لأني تزوجت هناك ولي ابنة تقطن بهذا البلد.
• هل تقضي عطلتك في الجزائر أم تفضل السفر إلى بلدان أجنبية؟
غالبا ما أقضي عطلتي، في مختلف الولايات الجزائرية، ولما تكون الظروف مواتية أسافر إلى تونس، ولي بنت تعيش في ألمانيا وأقوم بزيارتها أحيانا، ولما يتم برمجة ندوات في أوروبا في ما يخص موضوع كرة القدم وتطوير هذه اللعبة أغتنم الفرصة لأكون حاضرا، ولكن عموما أفضل التواجد بألمانيا.
• على ذكر ألمانيا، عرفت بحبك لهذا البلد، لماذا؟
نعم أميل كثيرا لدولة ألمانيا في عديد المجالات، كوني خريج المدرسة الألمانية وحزت على شهادة دكتوراه هناك، وأحضر هناك العديد من الندوات، التي تخص تطوير كرة القدم بالعالم، من الناحية الاقتصادية والفنية، وبما أني مختص في الأمور الفنية، فإني أشارك في مختلف الندوات والتي نجد فيها أشياء جديدة في كل مرة، كما سبق وأن قلت أرغب في زيارة ألمانيا دائما، لأني عشت هناك 9 سنوات وكنت متزوجا بألمانية، وعملت وأكملت دراستي العليا هناك، ألمانيا بلد يمكنك التكيف والاندماج داخله بكل سهولة.
• اشتهرت كمدرب، رغم أنك كنت لاعبا سابقا، هل لك أن تعرفنا بالأندية التي حملت ألوانها؟
صحيح جلّ الجماهير الجزائرية، لا تعرف إلا حاج منصور المدرب، رغم أني كنت لاعبا مع منتخب فلسطين ومنتخب سوريا، ولعبت لنادي الوحدة وكنت محترفا مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي.
• هل تشجع أبناءك على دخول عالم كرة القدم، سواء كلاعبين أو كمدربين؟
لا أبدا، أبنائي رياضيون ولكنهم بعيدون عن كرة القدم، فأحدهم تحصل على معدل جيد في الثانوية، وآخر يدرس في كندا، وآخر يجتاز البكالوريا، ولي بنت من زوجتي الألمانية.
• حققت عدة انجازات في البطولة الجزائرية، لماذا لم تدرب في بطولات عربية أخرى؟
غير صحيح، دربت في ليبيا، والإمارات وسوريا، ويوجد أمر مهم في كرة القدم، وهو أن المدرب لا يملك قرار أين يدرب أو أي فريق يدربه، والعروض التي تصلني هي التي تحدد مستقبلي، كل مدرب له رغبة في تدريب نوع معين من الأندية، ولكن يتوقف ذلك على طلب النادي.
• بما أنك تعمل في البطولة الجزائرية منذ تسعينيات القرن الماضي، ما رأيك في مستواها حاليا؟
في فترة التسعينات، كانت البطولة أفضل نسبيا من الناحية الفنية، وحتى المنتخب الجزائري، في تلك الفترة كان مكونا من اللاعبين المحليين بنسبة 80 إلى 90 بالمائة، ولكن كل فترة لها خصوصياتها.
• على ذكر الخضر، مستواهم عرف تراجعا كبيرا في رأيك لما يرجع ذلك؟
لا يمكن القول أن مستوى المنتخب الجزائري انخفض، لأن أي منتخب عالمي يحدث له هذا، فبعد الوصول لأوج القوة في عام 2014 بلاعبين من نوعية جيدة، من الطبيعي أن نسجل تراجعا، بدليل ما حدث مع منتخب ألمانيا، ففي صيف 2014 ، توج باللقب العالمي وفي 2018 خرج من الدور الأول.
لذا، يجب التأقلم مع المتطلبات الجديدة، في عالم كرة القدم من كافة النواحي، وخاصة المتعلقة بالأمور النفسية والقدرات البدنية، أما المهارة والتكتيك فلا يمكن تغييرهما، ولما تكون قوي بدنيا وذهنيا، يمكن التغلب على أي منافس، ولن تنجح إن لم يكن لديك ثقافة تكتيكية عالية، وأفضل لاعبي العالم في 2005 و2006 كانوا يركضون من 5 إلى 6 كلم، ولكن حاليا اللاعبين يركضون من 13 إلى 14 كلم، لا توجد مهارة جديدة ولا تكتيك جديد، والجديد هو القدرات البدنية التي تتطور كثيرا وبهذا العامل، يمكنك تحقيق الواجبات الدفاعية والهجومية والتحكم والسيطرة على المنافس.
• هل يمكن أن نشاهد يوما ما حاج منصور مدربا للمنتخب الفلسطيني؟
طلبوني عدة مرات، ولكن كوني من عرب 48 لا يمكنني دخول الضفة الغربية، لأن إسرائيل لن توافق على دخولي الأراضي الفلسطينية، وهذا هو سبب عدم إشرافي على منتخب بلدي.
• ما رأيك في تعيين بلماضي على رأس الخضر، وهو الذي لا يزال شابا، كما لم يدرب في الدوريات الكبيرة؟
لا يمكن الحكم على المدرب بلماضي، ووجب منحه الفرصة كافية ومن ثمة يمكن الحكم على عمله، من خلال النتائج التي يحققها، لا يمكنني تقييمه والنتائج من تتحدث عن نجاحه من فشله.
• استقال شيخ المدربين رابح سعدان من المديرية الفنية للمنتخب، بسبب عدم احترامه حسب تصريحاته، ما تعليقك على هذا؟
بغض النظر عن الأسباب، فاستقالة الشيخ رابح سعدان هي خسارة للكرة الجزائرية، لأنه غادر من الباب الضيق، ولا ننسى أنه قدم الكثير للكرة الجزائرية، وكان دائما رجل الإنقاذ في المهمات الصعبة.
• نعود بك إلى فريق المدينة التي تقطن بها، كيف تعلق على حظوظ تأهل الوفاق أمام الأهلي؟
كل مباراة تختلف عن أخرى، أحيانا يلعب الحضور الذهني دورا بارزا، ومن خلال ما نراه من مستوى فني متواضع، يكون الجانب النفسي حاسما، لأنه لا يمكن تغيير المستوى في 10 أو 15 يوما، وهي الفترة الفاصلة بين لقاء الذهاب والإياب، من حيث إستراتيجية اللعب أو القدرات البدنية، أما عن مصير لقاء العودة، فسيكون مرتبطا بما سيحدث خلال أول 20 دقيقة، فإذا سجل الوفاق في البداية، فإن إمكانية عودته في المباراة واردة جدا.
• من هو أفضل لاعب دربته في مسيرتك وأفضل محطاتها؟
أملك عدة تجارب رائعة راسخة في ذهني، وأعتز أني كنت أول مدرب يساهم في تتويج نادي جزائري بالبطولة العربية، مع فريق مولودية وهران، وكان فيه نوعية لاعبين ممتازة جدا مثل شريف الوزاني، بوكساسة وبلعطوي، إضافة إلى وفاق سطيف، ونوعية لاعبين جيدة مثل يسعد بورحلي، واتحاد الشاوية مثل العيد خياط وأعتز بنيل البطولة مع هذا الفريق، ولكن تبقى تجربتي مع سطيف مثيرة، لأنه أكثر فريق خدمته ولم يكن حينها يملك أي إمكانات مادية.
• أي منتخب يشجع أبناءك حاليا الجزائر أو فلسطين؟
يشجعون المنتخب الجزائري، ولكنهم مهتمون بأخبار المنتخب الفلسطيني.
• من هو ناديك الأوروبي المفضل ؟
ريال مدريد وبايرن ميونيخ.
• وناديك عربيا؟
بشكل عام أحب الأندية الجزائرية.
• منتخبك الأوروبي؟
المنتخب الألماني.
• لاعبك المفضل عربيا، وعالميا ؟
عالميا يوجد لاعبون كبار ولا يمكن تفضيل لاعب على آخر، ولكن بحكم العاطفة والمواقف السياسية، التي تلعب دورا هاما في شعبية النجوم، فإني أحب كريستيانو الذي يتعاطف مع قضيتنا الفلسطينية، وهو أمر جميل من نجم كبير، وموقف نبيل وإنساني، أما عربيا فيوجد لاعب مميز جدا وهو رياض محرز.
• إذا تفضل محرز على محمد صلاح؟
صراحة كل لاعب يملك مواصفات مختلفة، رغم أن صلاح استفاد كثيرا من المجموعة التي يلعب معها، وخدمته أكثر من المجموعة التي كان معها محرز، فرياض كان يقود المجموعة، أما في ليفربول، فيوجد هناك نجوم عديدة جعلت من صلاح يظهر بهذه الصورة.
ولكن محرز انتقل لمانشستر سيتي المدجج بالنجوم ..
ربما سيظهر بصورة أفضل مستقبلا، صحيح أن كرة القدم تعتمد على المواهب والحلول الفردية، ولكن أهم ما يميز تطور كرة القدم حاليا هو اللعب بكتلة، وهي نوعان دفاعية وهجومية، وأعتقد أن الكتلة الهجومية للفربول أفضل من نظيرتها في مانشستر سيتي.
• أفضل لاعب في تاريخ الجزائر؟
أعتبر لخضر بلومي أفضل لاعب في تاريخ الجزائر.
حاوره: حاتم/ب
