* على مرضى الروماتيزم المزمن مواصلة تناول أدويتهم في حال إصابتهم بالفيروس
أكد الدكتور طارق خالد، أخصائي أمراض العظام و المفاصل بقسنطينة، في حوار للنصر، بأن آلام المفاصل الناجمة عن مضاعفات الإصابة بكورونا، و التي تدوم عند البعض نحو ثلاثة أشهر، مؤقتة و ليست مزمنة، و قد تصاب فئة مؤقتا بروماتيزم تشفى منه لاحقا، موضحا الفرق بين آلام الظهر الناجمة عن أعراض الإصابة بالفيروس و الآلام الناجمة عن مرض تزامن ظهوره مع عدوى الفيروس، مشددا في سياق متصل، على ضرورة مواصلة مرضى الروماتيزم المزمن تناول أدويتهم في حال إصابتهم بالفيروس، مؤكدا بأن الأدوية لا تشكل خطرا على صحتهم، كما هو شائع، و التوقف عن العلاج سيتسبب في تفاقم التهاب المفاصل.
* حاورته / أسماء بوقرن
. النصر : يعاني مرضى كوفيد 19 من آلام المفاصل و الظهر التي تلازمهم حتى بعد شفائهم من الفيروس، هل يمكن أن تتحول آلام المفاصل إلى مرض مزمن؟
ـ الدكتور طارق خالد : تعتبر آلام المفاصل و الظهر من الأعراض الأولية التي تدل على الإصابة بالوباء، كما تعد من مضاعفات الإصابة، لأن الفيروس يتسبب في تشكل مادة في الدم تؤدي إلى حدوث ترسبات و تتسبب في آلام في المفاصل، و كذا في الظهر و في الرقبة و العمود الفقري بشكل عام، غير أنها ليست أعراضا خطيرة، فهي مجرد مضاعفات خفيفة ناجمة عن آثار و تبعات ما بعد الإصابة بكورونا، تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بنوع من أنواع الروماتيزم الظرفي الذي سيشفى منه المريض بمرور الوقت.
. هل تستقبل مرضى يعانون من آلام حادة في المفاصل نتيجة الإصابة بكوفيد19؟
ـ نعم أستقبل بشكل دائم مرضى يعانون من آلام في الظهر و الرقبة و المفاصل الناجمة عن الإصابة بالفيروس التاجي، و التي يصاحبها ارتفاع حرارة الجسم و فقدان حاسة الشم، ما يؤكد بأنها آلام ناجمة عن مضاعفات العدوى.
. في هذه الحالة، بما تنصحهم؟
ـ في هذه الحالة يتم أولا التركيز على علاج كورونا، و أصف لهم مسكنات الألم للتخفيف عنهم، و أطمئنهم بأن الآلام الحادة التي يشعرون بها هي آلام ظرفية ستزول بمرور الوقت، و لن تصبح روماتيزما مزمنا، كما يعتقد الكثيرون.
. إلى جانب آلام المفاصل، يعاني البعض بعد الشفاء من الفشل العضلي بعد الإصابة بمدة تفوق الشهر، كم يستغرق تخلص المريض من هذه الآلام و الشعور بالوهن؟
ـ يمكن أن تلازم آلام المفاصل مريض كورونا لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، غير أنها تختفي شيئا فشيئا إلى أن يشفى منها تماما.
هذه الأعراض تدل أن آلام المفاصل ناجمة عن كورونا
. هل يستدعي الأمر خضوعهم للعلاج عند أخصائي أمراض العظام و المفاصل؟
ـ على المريض زيارة الطبيب فهو المؤهل الوحيد لتشخيص الحالة الصحية للمريض بعد معاينته، و تحديد أن ما يشعر به من آلام ناجمة عن الإصابة بكوفيد 19، أو أنها آلام ناجمة عن مرض في المفاصل تزامن ظهوره مع الإصابة بالفيروس، فقد سجلنا إصابة مرضى بمشاكل صحية في المفاصل تزامنت مع إصابتهم بالعدوى الوبائية، فالطبيب هو الوحيد الذي بإمكانه تشخيص ذلك، و وصف الأدوية المناسبة لكل حالة.
. كيف يمكن للمريض أن يفرق بين آلام الظهر و المفاصل الناجمة عن الإصابة و بين الآلام المتزامنة مع الإصابة و التعرض لمشاكل صحية أخرى؟
ـ آلام المفاصل الناجمة عن الإصابة بالفيروس تكون حادة، و لا تقل حدتها بتناول المسكنات مثل «دوليبران»، كما تكون مصحوبة بأعراض أخرى تظهر في ما بعد في وقت قصير، و تشبه أعراض الإصابة بالزكام و التهاب اللوزتين، من بينها ارتفاع درجة حرارة الجسم ، أي الحمى، و الإسهال، و التي تعد من أبرز المؤشرات، أما إذا كانت الآلام في الظهر فقط، دون ظهور أعراض أخرى، فهي مرض منفصل، لا علاقة له بمضاعفات العدوى.
. هل بإمكان المرضى الذين يعانون من آلام حادة في المفاصل تناول أدوية مضادة و مسكنة بالموازاة مع الأدوية الخاصة بعلاج كورونا، و هل ترى بأنها فعالة خلال فترة العلاج؟
ـ في هذه الحالة الأدوية التي يصفها طبيب مختص في العظام و المفاصل تكون فعالة في علاج عرض من أعراض الإصابة و هو آلام المفاصل فقط، و ليس علاج كورونا.
. الشائع أن مريض كورونا يمنع من تناول مضادات الالتهاب، ما رأيك ؟
ـ هذه معلومة خاطئة، بإمكان استعمال مضادات الالتهاب و مسكنات الآلام بشكل عادي، و أنصح مرضى الروماتيزم المزمن الذين يصابون بكورونا، بعدم التوقف عن تناول أدوية الروماتيزم، و تضم الكورتيكويد و مضادات الالتهاب، و مواصلة تناولها بالموازاة مع تناول أدوية كورونا، فهي لا تشكل خطرا على صحتهم.
التلقيح ضد كورونا مسموح للمريض الذي يتناول أدوية الكورتيكويد
. ماهي التأثيرات الصحية الناجمة عن توقف البعض عن تناول أدوية الروماتيزم خلال فترة علاجهم من كورونا؟
ـ في هذه الحالة يتفاقم التهاب المفاصل لدى المريض، و أشير هنا إلى بعض الحالات التي صادفتها، فهناك مرضى يتناولون جرعات ضعيفة من أحد أنواع أدوية الكورتيكويد لا تزيد عن 5 أو 10 ميليغرامات، و يطلب منهم أطباؤهم أو الطاقم الطبي بمراكز التلقيح ضد كورونا، التوقف عن تناولها قبل و بعد التلقيح بشهر، و هذا غير منطقي و غير معقول إطلاقا، ففي كل بلدان العالم المريض الذي يتناول أحد أدوية الكورتكويد بجرعة أقل من 15 غرام في اليوم، بإمكانه أن يأخذ اللقاح دون أن يتوقف عن تناول دوائه، لكن ما ألاحظه أن مختصين يصرون على توقيف العلاج في فترة أخذ اللقاح، و هذا خطأ، خاصة و أن توقيف تناول أدوية الكورتيكويد يجب ألا يكون بشكل مفاجئ و عشوائي ، بل يخضع لبروتوكول توقف مدروس، للحفاظ على استقرار الوضعية الصحية للمريض.
هؤلاء المرضى مسموح لهم بأخذ اللقاح و مواصلة تناول أدويتهم..
. ما هي أمراض المفاصل و العظام التي بإمكان المصاب بها أن يواصل تناول دوائه في حال إصابته بالعدوى و الخضوع لعلاج كورونا؟
ـ أمراض التهاب المفاصل المزمن، مرض الذئبة «lupus»، و مختلف أمراض الروماتيزم المزمنة التي تحتاج للعلاج بالكورتوكويد، فمن يعاني منها عليه مواصلة تناول دوائه بشكل عادي، إذا أصيب بفيروس كورونا، و إذا لم يصب بإمكانه أخذ اللقاح.
. ما هي تأثيرات كورونا على مرضى المفاصل و الروماتيزم و العظام؟
ـ لقد أجريت دراسة رفقة عدد من الأطباء حول تأثيرات الإصابة بكورونا على مرضى المفاصل و الروماتيزم و العظام، فتوصلنا إلى أن مضاعفات الفيروس لا تشكل خطرا كبيرا عليهم، لهذا أؤكد بأن الروماتيزم لا يشكل عامل خطر، و المصابون به لن يكونوا معرضين لأشكال خطيرة من كورونا، فعوامل الخطورة معروفة و تتمثل في السمنة و مرض السكري و أمراض القلب.
مرضى يتسترون عن الإصابة و يجهلون مدى خطورة ذلك
. باعتبارك مختصا في أمراض المفاصل ما هي الصعوبات التي تواجهها خلال الجائحة، و أنت تفحص يوميا المرضى ؟
ـ من المشاكل التي أواجهها كطبيب مختص أتعامل بشكل مستمر مع مرضى كورونا في بداية إصابتهم بالعدوى أو عند بداية التعافي التدريجي، هو التستر عن الإصابة بالفيروس و التعامل مع الطبيب بشكل عادي، و ذكر ما يعانون منه من أعراض دون الكشف عن إصابتهم ، و هذا يحدث بشكل دائم.
قمت مؤخرا بفحص مريضة قالت إنها تعاني من آلام في المفاصل و الظهر و لم تكن درجة حرارتها مرتفعة، و عندما بدأت في كتابة الوصفة الطبية لها، سألتني هل يمكن تناول الأدوية التي وصفتها لها بالموازاة مع علاج كورونا، لأنها مصابة بالوباء و تتناول دواء كورونا.. هذه السلوكيات و المواقف تتكرر و تزعج الطبيب.
. ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمرضى الذين يتسترون عن مرضهم، و ما هو الخطر الذي قد يهددهم نتيجة ذلك؟
ـ المرضى يجهلون بأن التستر التام قد يشكل خطرا على حياتهم، فالطبيب عندما يكون على علم بأن مريضه يعاني من كورونا، سيأخذ ذلك بعين الاعتبار، و يمكن أن يحذف أحد الأدوية من الوصفة، لعدم تماشيها مع علاج كوفيد19، كما يمكن أن يضيف أدوية مفيدة في علاج كورونا.
أدعو في الختام المرضى إلى الإفصاح عن الإصابة و الكشف عن كل الأعراض التي يشعرون بها، لأن الطبيب ليس بإمكانه معرفة كل شي عن مريضه، و أؤكد بأن الطبيب لن يرفض معاينتهم كما يعتقدون، بل سيتخذ احتياطاته الوقائية و العلاجية، فحسب.
أ ب