تأسف طارق الذيب المسؤول السابق عن دائرة التكنولوجيا والمعلومات بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للوضع الراهن الذي تعيشه الهيئة القارية، كونها أصبحت تدار- حسبه- من قبل وكلاء أحكموا قبضتهم على دواليبها، كما أكد الذيب في حوار مع النصر، أن نتائج اتفاق الرباط أضرت بالكاف وصورة وسمعة القارة ككل، حتى أن الأفارقة تحولوا لغرباء داخل قارتهم.
ويري طارق الذيب و هو كادر مصري بأن بوادر تصدع الاتحاد الإفريقي، بدأت في الظهور حين تولى أحمد أحمد الرئاسة، كونه فسح المجال للفيفا التي احتكرت سلطة القرار، خاصة بعد عمد الملغاشي إلى هدم ما بني في عهد من سبقوه بالتخلي عن إطارات وكفاءات لها خبرة كبيرة، وهو ما يستوجب عملية إصلاح لكن بمنظور فصل فيه جيدا، مثلما فصل في عدة أمور أخرى تخص الكرة الإفريقية، ومنها «كأس السوبرليغ» وما حدث في مباريات الدور الفاصل أين أقر أن الخضر ومنتخب مصر، ذهبا ضحية الفيفا كونها سمحت للكاف، بتعيين حكام عليهم علامات استفهام.
يعيش الإتحاد الإفريقي في الوقت الراهن أزمة بخصوص ملعب نهائي رابطة الأبطال، في رأيك هل الاتحادية المصرية والنادي الأهلي على حق بنقل الملف إلى المحكمة الرياضية الدولية؟
وجهة نظري، أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تتحمل المسؤولية الكبرى عن هذه الأزمة، بسبب عدم الوضوح في اتخاذ القرارات وعدم وجود أجندة أحداث رياضية متكاملة أمام متخذ القرار، ومن حق كل اتحاد ونادي أن يحافظ علي حقوقه بكل السبل الشرعية واللجوء إلي كافة المؤسسات الدولية القانونية، وأعتقد أن التوجه إلى المحكمة الرياضية هو مؤشر أو علامة علي عدم الثقة في متخذ القرار بالكاف، وهو شيء مؤسف.
الملغاشي أبعد الكفاءات ولا نريد إصلاحا بهدف «أصدقاء الأمس»
ورغم هذا، ألا تعتقد أن حل إشكال خارج هيئات القارة، يمكن وصفه بتدويل للملف وقد يضر بصورة إفريقيا؟
صورة إفريقيا تضررت بالفعل من وقت الرئيس السابق أحمد أحمد ودعوته للفيفا للتدخل في إفريقيا وإدارة الكاف، وهو اعتراف واضح بضعف إداري ومؤسساتي لم يحدث من قبل.
برأيك هل تنامي الغضب على الهيئة القارية مرده إلى ضعف مكتب موتسيبي أو أن الملياردير الجنوب إفريقي ضحية «اتفاق الرباط»؟
الأمران معا، فالكاف لم يعد يدار عن طريق الأفارقة بل من خلال وكلاء داخل الهيئة، و»اتفاق الرباط» هو الدليل الأوضح على أن من يتخذ القرار في انتخابات الرئاسة هو المسيطر، وبالتالي أصبح الأفارقة غرباء داخل قارتهم، ومن حقهم أن يشعروا بالغضب، مقارنة بما كان للكاف من هيبة في العالم في عهد الرئيس حياتو وحتى من سبقوه .
بالحديث عن موتسيبي كيف تقيم فترة عمله وهل ترى بأنه طبق برنامج حملته أم أنه تعثـر في بداية الطريق؟
مازال أمام الرئيس موتسيبي الكثير لم يتم انجازه وعدم وجود كوادر إدارية، قادرة على العمل السليم تضعف فرص نجاحه، خاصة بعدما أبعد الرئيس السابق أحمد أحمد كافة الإطارات السابقة بالكاف، وأطاح بها ومحى الذاكرة المؤسساتية للكاف.
الفيفا مذنبة في حق الجزائر ومصر
بحكم خبرتك وعملك بالهيئة القارية، هل توافق على أن الإتحاد بحاجة إلى عملية إصلاح، على أمل استعادة سمعة هذا الجهاز ومعه صورة الكرة في القارة؟
للأسف، الإصلاح أصبح شعارا يستخدم وقت الانتخابات أو للتخلص من أصدقاء الأمس، الشخصية القوية المستقلة وجهاز العمل المتمتع بالخبرة الذي نبحث عنه لإحداث الفارق لن نستطيع الحصول عليه سوى بالأفعال والخطوات الناجحة، وليس الكلام في المؤتمرات المنظمة والمنسقة من قبل أصحاب المصالح.
يتحدثون عن تغول لوبي داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي يقوده المغربي لقجع، هل تستشف من عمل وقرارات الاتحاد القاري صحة هذا التوجس؟
في هذا الظرف والوضعية الحالية، كل البلدان تطمح لإدارة الكاف أو أن يكون لها نصيب من السيطرة، طالما أن الهيكل المؤسساتي ضعيف ولا يمثل كرة القدم التي نصبوا لها في إفريقيا.
الضعف المؤسساتي للكاف جعلها فريسة لبعض الأطراف
إفريقيا منحت العالم والكرة المستديرة نجوما كبارا، ألا تظن أنها تستحق اتحادا أقوى لا يرضخ لرئيس الفيفا، ويعيد سيادة القرار للأفارقة؟
بكل تأكيد..
ما هي نظرتك لمنافسة «كأس السوبرليغ» التي يريد موتسيبي إطلاقها الموسم المقبل؟
المعلومات المتوفرة عن البطولة المقترحة، لا تبشر بالتأثير الايجابي علي كرة القدم بإفريقيا، بل تميل إلى أن تكون مشروعا تجاريا يجني فيه الأغنياء المزيد من المال، ويبقي من لا يملك الإمكانيات يشاهدهم علي الشاشات، إذا تمكن من المشاهدة المدفوعة أساسا.
حكام «علامات الاستفهام» لا يمكنهم إدارة مباريات سد المونديال
ما هي الخطوات الواجب اتخاذها واللجان التي تعد عملية إصلاحها أولوية؟
أعتقد أن البيت يحتاج إلى إعادة ترتيب والاستعانة بالخبرات الحقيقية من أجل ذلك وإخراج الدخلاء من بيت الكرة الإفريقية. بعدها يمكن عمل جدول عمل حقيقي، من أجل إخراج إفريقيا من كبوتها.
أخيرا، وكمتابع ألا تعتقد أن المنتخب الجزائري ظلم في تصفيات المونديال والحكم غاساما له نصيب من المسؤولية في الإخفاق
لا يمكنني التعليق على حكم بعينه لكن التحكيم في إفريقيا مازال يعاني ومنذ عهد بعيد من سوء الإدارة، لا توجد رؤية واضحة لتطوير مستوى الحكام وكلما تولي مسؤول لجنة حكام المسؤولية، وقع في نفس الأخطاء وانشغل بالمشاكل الصغيرة وترك الهدف الأسمى، وهو بناء جيل جديد من الحكام لا يتأثر بأصحاب الأرض ومجاملتهم وذو يد نظيفة يرفض الرشاوى والهدايا، تكون شخصيته قوية ويرفض الضغوط من أي مستوي، وفوق ذلك إدارة تحميه إذا قرر رفض ضغوط أصحاب السلطة والمصالح.
مشروع «السوبرليغ» تجاري و»الإفريقي» قد يعجز عن مشاهدته
الجزائر ومصر عانيا من الحكام خلال مبارياتهما، لكن هنا العبء يقع على «الفيفا» التي فوضت «الكاف» في اختيار حكام عليهم علامات استفهام، خاصة في مباريات مصيرية مثل تصفيات كأس العالم.
حاوره : كريم كريد