الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور زهير بوعمامة للنصر


الجزائر في منظور إدارة ترامب هي الدولة الأقدر في المنطقة على لعب أدوار ضامنة للاستقرار
الإدارة الأمريكية الجديدة ستعطي الأولوية لبناء الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا
  توقعات بارتفاع حجم الاستثمارات الأمريكية وتنوعها بالجزائر
يرى المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور زهير بوعمامة، أن الجزائر ستكون في منظور الإدارة الأمريكية الجديدة، الدولة الأقدر في منطقتها على لعب أدوار ضامنة للاستقرار في أقاليمها، مبرزا أن هناك فرصا كبيرة لتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين والذهاب بها إلى نقاط تقارب أبعد. وأوضح أن إدارة ترامب ستعطي الأولوية لبناء الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا ، كما توقع ارتفاع حجم الاستثمارات الأمريكية بالجزائر والتي لن تكون منحصرة في المشاريع الطاقوية بل تتنوع وتتوسع لتشمل الميادين الفلاحية والصناعية ونقل التكنولوجيا
  النصر : تعرف العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة تقدما ، كيف تنظرون إلى العلاقات الثنائية خلال هذه الفترة الجديدة بعد تولي ترامب الرئاسة وهل ستعرف تقاربا أكثـر في المستقبل؟
زهير بوعمامة: تاريخيا كانت علاقات الجزائر مع القادة الجمهوريين الذين حكموا البيت الأبيض جيدة في الغالب منذ فترة تولي الرئيس رونالد ريغن، لأسباب عديدة في مقدمتها المنظور البراغماتي الذي تتبناه هذه الإدارات في تعاملاتها الخارجية، والثقة والاحترام الذي فرضته الجزائر حينها أثبت أنها دولة يمكن التعويل عليها في فك الملفات الشائكة ولعل قضية تحرير الرهائن الأمريكيين لدى طهران بعد نجاح المساعي الجزائرية أفضل مثال على ذلك، ولأن الرئيس الجديد أعلن من البداية أن لغة المصالح هي ما سيحكم رؤيته للعلاقات مع الآخرين، فالفرص كبيرة لتعزيز العلاقات القائمة والذهاب بها إلى نقاط تقارب أبعد.
النصر:  واشنطن تعول على دور محوري أساسي للجزائر في تسوية العديد من الملفات الشائكة في المنطقة وعلى رأسها الأزمة الليبية، ما رأيكم؟
 زهير بوعمامة : في تقاليد الجمهوريين يكون التحرك الخارجي لحفظ المصالح إما بالشكل المباشر من خلال التدخلات السياسية والعسكرية (ريغان وبوش الابن والأب) أو من خلال العمل مع الآخرين ببناء التحالفات الإقليمية المرتكزة على دول قادرة تؤدي أدوارا ضامنة للاستقرار في أقاليمها، ولأن إدارة ترامب حسب الرؤية التي تحدث بها (وإن كانت ما تزال غير واضحة تماما) تبدو أقرب إلى اعتماد المقاربة الثانية، وعليه ستكون الجزائر في منظور الإدارة الجديدة الدولة الأقدر في منطقتها على لعب هذه الأدوار كما جاء في بيان الخارجية الأمريكية الأخير، ولأن إدارة ترامب ستعطي الأولوية لبناء الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا على توجهات أخرى كانت للإدارة السابقة فسيكون للمساعي الكبيرة التي تقوم بها الجزائر لإيجاد مخرج سلمي يسوي الأزمة في ليبيا ويضمن استدامة السلام في مالي دعم كبير من واشنطن، ما قد يساعد على تسريع الحل كما تريد الدبلوماسية الجزائرية وتعمل عليه منذ فترة.
وقد يكون من أوجه هذا الدعم ممارسة واشنطن ضغوطا على بعض الأطراف الدولية في المنطقة وفي غرب أوروبا لها أجندات لا تلتقي مع هدف إعادة الاستقرار وبناء الدولة الليبية وإنهاء حالة الفوضى في هذا البلد الجار.
النصر:  الجزائر تراهن على استقطاب  استثمارات أمريكية كبيرة في السنوات المقبلة، هل ستنجح في هذا المسعى، سيما بعد الإصلاحات الاقتصادية التي وضعتها لتحسين مناخ الأعمال ؟
  زهير بوعمامة: الرئيس الجديد رجل قادم من عالم الأعمال وهو معروف بعلاقاته القوية مع أصحاب رؤوس الأموال في الولايات المتحدة وخاصة مع رؤساء الشركات البترولية العملاقة، ولاشك أن الجزائر تمثل فرصا حقيقية لهذه المجمعات، و تكفي الإشارة إلى أن حجم التبادلات التجارية بلغ أرقاما عالية قبل سنوات وجعل الولايات المتحدة تحتل موقع الشريك الثالث للجزائر في هذا المجال ، ومن المتوقع أن يرتفع حجم الاستثمارات الأمريكية بالجزائر كما أشار إليه مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، والجديد في هذه الاستثمارات أنها لن تكون منحصرة في المشاريع الطاقوية على أهميتها، حيث بدأت تتنوع وتتوسع لتشمل الميادين الفلاحية والصناعية ونقل التكنولوجيا، وهو ما تعمل الجزائر على الاستفادة منه من خلال الإجراءات الكثيرة الهادفة لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار في إطار النموذج الاقتصادي الجديد الذي يعمل على تنويع الاقتصاد والانعتاق من التبعية للنفط، ما شهدناه في الأيام الأخيرة من إطلاق لمشاريع كبيرة لمستثمرين أمريكيين في الفلاحة وتربية الحيوانات وكذا محطات ضخمة لإنتاج الكهرباء مؤشر قوي على الإمكانات الكبيرة التي يمكن تحقيقها إذا أحسنا التعامل مع هذه الفرص وهيأنا لها كل الظروف المناسبة.
 النصر : مسؤولون في الإدارة الجديدة أشادوا بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل استقرار المنطقة، ونوهوا بمساهمتها النوعية في تسوية الأزمة الليبية ماذا تقولون في هذا الشأن؟
 زهير بوعمامة:  كما سبق وأشرت، فإن توجهات الإدارة الجديدة وأجنداتها الخارجية بالمجمل تعطي فرصا حقيقية لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الأمني والاستراتيجي بشكل قد يؤدي إلى تفضيل واشنطن للجزائر كشريك إقليمي قادر وموثوق به على باقي دول المنطقة التي تربطها بها تحالفات تقليدية فقدت الكثير من جدواها وأسباب وجودها بالنظر إلى تغير طبيعة المصالح وطبيعة التهديدات على المصالح الأمريكية في المنطقة. وهذه هي الرسالة التي أرادت الخارجية الأمريكية أن تبعث بها لأطراف عدة من خلال إشادتها بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب وتجربتها القوية في هذا المجال، وبعملها الدبلوماسي المكثف لأجل إنهاء الأزمة في ليبيا من خلال مقاربة التسوية السلمية والمصالحة التي تجمع جميع الليبيين وتمكنهم من لم شملهم وإعادة بناء مؤسساتهم والالتفات إلى مواجهة الأخطار المحدقة بهم وبأمن جيرانهم، وهي مصلحة حيوية للجزائر وللولايات المتحدة على حد سواء، الموقف الأمريكي الجديد سيساعد لاشك جهد الجزائر في باتجاه ضمان الشروط الضرورية لإنجاح معادلة الحل المركبة للحالة الليبية المستعصية، ويخدم أهداف إعادة الاستقرار لمنطقة عصفت بها أزمات وصراعات كانت للإدارات الأمريكية السابقة يد في إنتاجها وإطالة أمدها.
مراد -ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com