أفضت جلسة العمل التي جمعت أمس، ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة بنظرائهم من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بحضور مندوبين عن وزارة الصحة إلى اتخاذ قرار يقضي بتأجيل الحديث عن استئناف النشاط الكروي إلى غاية رفع الحجر الصحي، مع استبعاد فرضية اللجوء إلى اعتماد موسم أبيض، ولو أن كل الأمور تبقى مقترنة بتطورات الوضعية الوبائية السائدة في الجزائر، والعودة إلى الملاعب لن تكون إلا بعد تلقي الضوء الأخضر من السلطات العليا.
هذه الجلسة، والتي عقدت بمقر وزارة الشباب والرياضة، حضرها عن الفاف كل من الأمين العام محمد ساعد والمكلف بالإعلام صالح باي عبود، إلى جانب رئيس اللجنة الطبية الفيدرالية جمال الدين دمارجي، وكذا رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، فضلا عن بعض أعضاء المجلس الطبي للمركز الوطني للطب الرياضي ببن عكنون، بينما تعذر على المدير الفني الوطني عامر شفيق المشاركة، في الوقت الذي كانت فيه وزارة الشباب والرياضة، ممثلة بالمدير العام للرياضة نذير بلعياط ورؤساء مصالح من وزارة الصحة، بسبب انشغال الوزير ين خالدي وبن بوزيد بالاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء، وقد ارتكز النقاش حول المخطط «الافتراضي»، الذي كان المكتب الفيدرالي قد وضعه كخارطة طريق محتملة لضمان نهاية الموسم الكروي.
وتمحورت دائرة النقاش حول الجانبين الرياضي والصحي، وذلك في محاولة من كل هيئة للوقوف على انعكاسات الوضعية الوبائية، على البرنامج المقترح لاستئناف النشاط الرياضي، خاصة ما يتعلق بالإجراءات الوقائية الواجب مراعاتها عند اتخاذ أي قرار، على اعتبار أن المرافق والملاعب المتواجدة عبر كامل التراب الوطني، لا تتوفر على الوسائل التي تكفي لضمان الحماية، كما أن الدور يكون مشتركا بين الكثير من الأطراف عند الترخيص باستئناف التدريبات، لأن الأمر يتجاوز الممارسة الكروية، ويخص بالأساس حياة اللاعبين ومختلف الطواقم، بسبب الخطورة الكبيرة التي يشكلها فيروس كورونا، وهي عوامل ألح المجتمعون على ضرورة الوقوف عندها بجدية، لأن تجميع اللاعبين في الظروف الراهنة كفيل بفسح المجال لتسجيل حالات جديدة.
من هذا المنطلق، فقد أعرب مسؤولو وزارة الشباب والرياضة على تأييدهم المبدئي للمخطط المحتمل، الذي رسمته الفاف بالتشاور مع الرابطة المحترفة، لكن مع تعليق الموعد المحدد لاستئناف المنافسة إلى إشعار آخر، وربط ذلك بتلقي ترخيص من السلطات العليا عند رفع الحجر الصحي، وفتح الملاعب والمرافق الرياضية من جديد، وتزكية الوصاية لخارطة الطريق الأولية التي رسمها المكتب الفيدرالي تبقى من حيث الشكل، خاصة ما يتعلق باعتماد فترة للتحضير تتراوح ما بين 5 إلى 6 أسابيع، قبل الشروع في اجراء المباريات الرسمية، لأن فترة التحضير ستخصص أيضا لاخضاع اللاعبين لعمل كبير من الناحية النفسية، دون اهمال الجانب الطبي، وهذا سعيا لتخليصهم من مخلفات أزمة كورونا على جميع الجوانب البسيكولوجية، البيولوجية والرياضية، وهي نقاط تطرق لها رئيس اللجنة الطبية الفيدرالية جمال الدين دمارجي، في مداخلته خلال هذا الاجتماع، ولو أنه استبعد استئناف التدريبات خلال النصف الثاني من شهر ماي الجاري، أكد بأن المعطيات الحالية قد تؤخر العودة إلى النشاط الرياضي إلى ما بعد عيد الفطر المبارك.
ص / فرطــاس