الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

التضامن بين الأمم والشعوب قيمة حضارية وشرعية والمسلمون المحاصرون أولى به

لقد أكرم الله تعالى البشرية بدين سماوي خالد من أهم خصائصه ربانية الوجهة والمصدر عام لجميع البشر وشامل لكل نواحي الحياة، وجعل الله نبيه صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة لقوله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، ومما لاشك فيه أن العالم لن يكون كله موحدا مسلما بل فيه المسلم والكافر؛ مصداقا لقوله تعالى ((ولو شاء لهادكم أجمعين)) وقوله تعالى: ((ولوشاء ربك لآمن من في الأرض جميعا))، ولكن مع سابق علم الله تعالى بأن البشرية سيكون منها المؤمن والكافر تحقيقا لسنة التدافع بين الخير والشر والحق والباطل والإيمان والكفر، فإن الله تعالى أمر عباده الموحدين أن يقيموا موازين الحق والعدل والقسط بين الناس وأن يمدوا جسور التعاون بينهم وبين غيرهم من الأمم والشعوب وخاصة المسالمين منهم حيث يقول الحق تبارك وتعالى: ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)).

 وقد أمر الله المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى وترك التعاون على الإثم والعدوان؛ فقال الله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))، كما أمرنا الحق تبارك وتعالى بنصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ودفع الصائل المعتدي، والوقوف مع المكلومين والمظلومين والمحتاجين بغض النظر عن المعتقد والجنس واللون واللغة مصداقا لقول صلى الله عليه وسلم: (في كل كبد رطبة صدقة)، وإن كانت نصرة المسلم على عدوه ومساندته من أوكد الواجبات، والتضامن مع كل مسلم أينما كان وحيثما وجد من باب التعاون على البر والتقوى تحقيقا لقول الله تعالى: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )) وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه) وقوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
ولم نجد في تاريخنا الإسلامي فقها وفكرا ما يمنعنا من مد الجسور بيننا وبين الأمم والشعوب الأخرى؛ بل نجد العكس تماما هو أن التعاون الحضاري بين الأمم والشعوب مبدأ حضار  كبير نحقق به مقصدا شرعيا عظيما متمثلا في التعريف بالإسلام والدعوة له وتبليغه للناس، ومن ثم لا نجد حرجا في اعتماد هذه المناسبات العالمية وجعلها وسائل لمقصد كبير سبقت الإشارة إليه، ولو نظرنا في تاريخنا الإسلامي لوجدنا أن المسلمين أكثر الناس وقوفا مع شعوب العالم في وجه الظلم والطغيان والاستبداد، بل الوقوف مع شعوب العالم في الجوائح والمآسي والكوارث الطبيعية، وما سبب فتح مكة سوى انتصار النبي صلى الله عليه وسلم لقبيلة خزاعة التي اعتدت عليها قريش مع بني بكر ولم تكن يومها قد دخلت الإسلام بعد، ولئن كان التعاون والتضامن مع الأمم الأخرى من محاسن الأخلاق ومكارم الصفات وكمال المروءات يمليه علينا ديننا الحنيف نصوصا و مقاصد، وليس براغمتية سياسية ، أو مصالح آنية ضيقة، فإن التضامن مع المسلمين وما يقع عليهم من ظلم وعدوان له أوجب الواجبات وآكد المأمورات كما هو الحال في حق  في غزة الأبية حاليا التي تعاني حصارا واعتداء وتتعرض لحرب جائرة ظالمة متوحشة.عملا بقول الحق تبارك وتعالى : ((وإن استنصروكم في الدين  فعليكم النصر))  ولقوله تعالى: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (المسلمون تتكافؤ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم)، وغيرها من نصوص الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة، ومن هنا نقول يجب علينا نصرة إخواننا في غزة فإنه من آكد واجبات الوقت وفروض العين التي لا يسع المسلم تأخيرها وتأجيلها، فإن لم نقدر على الدعم فلا أقل من واجب الدعاء لهم في ظهر الغيب والشعور بالأسى والحزن لمصابهم وإما عتابهم أو التشفي فيهم أو تحميلهم أي مسؤولية أو تبعة فإنه من باب التخذيل والإعانة عليهم، بل هو من باب الخيانة لله ورسوله ولأمة الإسلام.                                        ع/م

الأمم المتحدة تحتفي باليوم العــالمي للتضامن الإنســاني
أعلنت الجمعية العامة يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، بوصفه اليوم الدولي للتضامن الإنساني، إيمانا منها بأن تعزيز ثقافة التضامن وروح المشاكرة هو أمر ذو أهمية لمكافحة الفقر.
وحسب المنظمة فقد عزز مفهوم التضامن، من خلال مبادرات من قبيل إنشاء صندوق تضامن عالمي للقضاء على الفقر وإعلان اليوم الدولي للتضامن الإنساني، بوصفه عنصرا حاسما في القضاء مكافحة الفقر وإشراك جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة. وحدد مفهوم التضامن عمل الأمم المتحدة منذ إنشائها. فقد جمع إنشاء المنظمة شعوب العالم وأممه على تعزيز السلام، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد تأسست المنظمة على فرضية أساسية للوحدة والانسجام بين أعضائها، كما عُبّر عن ذلك في مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها للاتحاد ’’ لصون السلم والأمن الدوليين‘‘. وتستند المنظمة على روح التضامن هذه في’’ تحقيق التعاون الدولي لحل المشاكل الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني‘‘. واستنادا لمنشورها بالمناسبة فإن هذا اليوم هو يوم للاحتفاء بوحدتنا في إطار التنوع ويوم لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقات الدولية ويوم لرفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن، ويوم لتشجيع النقاش بشأن سبل تعزيز التضامن لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بما في ذلك القضاء على الفقر، ويوم للعمل على التشجيع على مبادرات جديدة للقضاء على الفقر.

يُعد أقدم جامع بالقطاع
جيش الاحتلال الإسرائيلي يدمر المسجد العمــري بغزة
أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قصف المسجد العمري بغزة بقذائف الطائرات، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كلي ولم يبق منه إلا المأذنة التي لحقت بها هي الأخرى أضرارا حسب وسائل إعلام مختلفة تناقلت الحدث بالصور، وهو ما يكشف مرة أخرى مدى انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للقوانين الدولية وعدم اكتراثه بالاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية قانونية لدور العبادة.  وعلى الرغم من أن الاحتلال استهدف أزيد من 200 مسجدا منذ بدء عدوانه الغاشم على قطاع غزة ودمر العشرات منها تدميرا كليا إلا أن لهذا المسجد رمزية لكونه أقدم مسجد بغزة   
فاستنادا إلى مصادر تاريخية من الشبكة العنكبوتية من الموسوعة الحرة فإن الجامع العمري الكبير في غزة هو المسجد الأكبر والأقدم في القطاع ، ويقع في مدينة غزة القديمة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب صاحب الفتوحات، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة، وقد كان موقع المسجد الحالي معبداً فلسطينياً قديماً، ثم حوَّله البيزنطيون إلى كنيسة في القرن الخامس ميلادي، وبعد الفتح الإسلامي في القرن السابع حوَّله المسلمون إلى مسجد. وقد وصفه الرحالة والجغرافي المسلم ابن بطوطة بـالمسجد الجميل، في القرن العاشر الميلادي. وفي عام 1033م ضرب زلزال المنطقة فأدى إلى سقوط مئذنة الجامع العمري الكبير.
وفي سنة 1149م، حول الصليبيون مكان المسجد كاتدرائية مكرَّسة ليوحنا المعمدان، ولكن الأيوبيين دمروا معظمها عام 1187م، ثم أعاد المماليك بناء المسجد في وقت مبكر من القرن الثالث عشر الميلادي، ولكن المغول قاموا بتدميره في عام 1260م، لكن سرعان ما استعاده المسلمون، ودُمِّر مرة أخرى بعد وقوع زلزال ضرب المنطقة في نهاية القرن الثالث عشر.
وفي القرن السادس عشر، أعاد العثمانيون بناء المسجد العمري الكبير، وذلك بعد حوالي 300 سنة من وقوع الزلزال. وأصيب المسجد بأضرار بالغة بعد القصف البريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1925م قام المجلس الإسلامي الأعلى بترميم المسجد. وقد بقي نشطا خلال كل هذه الأحداث والتحولات التاريخية حتى استهدفه الاحتلال الإسرائيلي منذ أيم في تحد صريح للقانون والتراث والحضارة الإنسانية.

في بيـان ختامي توّج ملتقى دولــي
باحـثون يدعون إلــى تعزيز المرجعية الوطنية وقيــّم الوحدة
دعا أساتذة وباحثون من دول مختلفة لاسيما من دول الجزائر وتونس ودول إفريقية وأسيوية وأوروبية وعربية العلماء والمؤسسات العلمية والجامعية ومخابر البحث والمؤسسات الإعلامية، كل حسب دوره وصلاحياته وإمكاناته إلى تعزيز المرجعية الوطنية ونشر قيم الوحدة والتماسك الفكري والاجتماعي ومواجهة محاولة نشر الفرقة، وإحياء الريادة الجزائرية في العلوم والمعارف الشرعية
وفي بيان ختامي توج أشغال ثلاثة أيام من أعمال الملتقى الرابع منذ أيام، حول الشيخ العلامة محمد العربي التباني الموسوم ب" الفكر الأشعري ودوره في تثبيت الوحدة الدينية في المغرب العربي و إفريقيا " أشرف عليه رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور بوعبد الله غلام الله بولاية برج بوعريريج تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية دعوا العلماء والمؤسسات العلمية إلى بذل الجهد في نشر قيم الوحدة والتماسك الفكري والاجتماعي ومواجهة محاولة نشر الفرقة وزعزعة استقرار الأمة والإضرار بمصالحها الحيوية، والعمل على الاهتمام الجاد بالبعدين المغاربي والإفريقي للثقافة الإسلامية وتعميق التواصل معهما وبينهما لمواجهة التحديات الكبرى وإحياء الريادة الجزائرية في العلوم والمعارف الشرعية. كما حثوا المؤسسات الجامعية ومخابر البحث إلى مضاعفة الجهد العلمي في القضايا التي تشغل الرأي العام وتوجيه الباحثين إلى العمل عليها في إطار المرجعية الوطنية وآفاقها المستقبلية. وخصوا المؤسسات الإعلامية بدعوة خاصة إلى تبني خطاب إعلامي مسؤول بمضامين جادة يعزز المرجعية الوطنية ويعرف الجمهور من الشباب على وجه الخصوص التي تحمي الهوية والذاكرة الجماعية للأمة، مؤكدين على ضرورة الاستثمار الذكي في وسائط التواصل الحديثة والاستفادة من منصات الرقمنة والتحكم في آلياتها وفنونها، بهدف التعريف بجهود علماء الأمة في نشر الفكر الأشعري المتميز بالاعتدال والوسطية مع السعي للتخفيف من آثارها السلبية
وقد عبر المشاركون في البيان الختامي عن مساندتهم للشعب الفلسطيني في محنته ووقوفهم مع حقه المشروع في المقاومة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما يدين المشاركون العدوان الصهيوني الذي تجاوز في وحشيته كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.

البرلمان الدانماركي يقر قانونا يحظر "المعاملة غير اللائقة" للنصوص الدينية
أقر البرلمان الدانماركي منذ أيام قانونا يحظر "المعاملة غير اللائقة" للنصوص الدينية ويحظر عمليًا إحراق المصحف بعدما أثارت خطوات كهذه في الأشهر الماضية، غضبا في دول مسلمة. وتم تمرير مشروع القانون الذي يحظر "المعاملة غير اللائقة للنصوص ذات الأهمية الدينية الكبيرة لمجتمعات دينية معترف بها" بأغلبية 94 صوتًا مقابل 77 صوتًا معارضًا في البرلمان المؤلف من 179 مقعدًا، حسب وسائط إعلامية.
وكان وزير العدل الدنماركي، بيتر هوملغارد، حسب ذات المصدر قال في شهر أغسطس المنصرم إن "عمليات حرق المصحف الأخيرة لها تأثير على التهديدات الحالية. نحن في وضع خطير يحتاج إلى مراقبة مشددة على الحدود الدنماركية لمواجهة التهديدات التي تحدق بالدنمارك".
وقد تكررت مؤخرا في السويد والدنمارك وهولندا حوادث الإساءة للمصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل غاضبة، إضافة إلى استدعاءات رسمية لدبلوماسيي أكثر من بلد عربي ودبلوماسيي هذه البلدان الأوروبية في المقابل. وتدرس السلطات في السويد أيضا سبل الحد من إقامة مظاهرات يتخللها حرق المصحف.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com