باتت تربية الحيوانات الأليفة في المنزل من الحلول التي يلجأ إليها أولياء لتقليل استعمال الأبناء للأجهزة الذكية، أو العلاج من الإدمان عليها، غير أن منهم من يجهل أساليب تربيتها والاحتياطات الواجب التقيد بها لتجنب الإصابة بالأمراض المتنقلة عبرها أو التي تتسبب فيها، وعليه يحذر الطبيب البيطري مسعود زراقنية من بعض السلوكات المنتشرة الخاطئة المؤدية لعواقب صحية وخيمة.
إيناس كبير
وتصل العلاقة الوطيدة التي يشكلها مربو الحيوانات المنزلية خاصة القطط، إلى مشاركة الطعام والفراش والاحتكاك المفرط بها، لاعتقادهم أنها خالية من الجراثيم والميكروبات لكونها لا تخالط حيوانات الشارع، فيتناسون جانب النظافة بعد اللعب معها أو ملامستها، ليتعدى الأمر أحيانا إلى تقبيلها أو استخدام أدوات منزلية في إطعامها خصوصا القطط التي يُشاع لدى الأغلبية أنها نظيفة ولا تشكل أي ضرر.
وفي حديثنا لأولياء لجأوا لتربية هذه الكائنات في منازلهم، لتصبح رفيقة لأطفالهم للتسلي بها وقت الفراغ، أو للتخلص من مشكلة معينة كفرط الحركة أو الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، قالت سهيلة وهي أم لطفلين وموظفة، إنها اختارت أن تحضر لمنزلها قطا وعصفورا لتلهية طفليها اللذين يعانيان من فرط الحركة، تفاديا لإصابتهم بأي مكروه.
بينما أخبرنا نور الدين أب لطفل يقضي جل وقته خارج المنزل، أنه لاحظ على ابنه علامات إدمان على الألعاب الالكترونية و منها عدم الاستجابة له عندما يطلب منه تركها واللعب معه، كما يضيف أنه الطفل كان يشكو من اضطرابات في نومة، لذلك فكر في أن يحضر له رفيقا إلى المنزل واختار أن يكون قطا صغيرا يساعده على التخلص من هذه العادات السلبية، إلا أنه تفاجأ أن الطفل يتقاسم فراشه مع الحيوان المنزلي وأحيانا حتى الملعقة التي يتناول بها الطعام، وفرشاة أسنانه ليقرر إخراجه من المنزل والبحث عن طرق أخرى.
وهي من طرق التعامل الخاطئة التي حذر منها الطبيب البيطري مسعود زراقنية، التي يجهل مربو الحيوانات بأضرارها المحتملة، وقدم جملة من الإجراءات الوقائية الواجب التقيد بها لتجنب أي أذى قد يلحق بأحد أفراد العائلة.
فيما أشارت السيدة نادية أن زوجها كان يربي العصافير وقد أشرك أبناءه في الرعاية بها، ما جعل عددها يزداد يوميا ليتحول المنزل إلى ما يشبه حديقة للعصافير ومن الوقت تعلق الأبناء بالعصافير وتخلوا عن هواتفهم لكن ذلك انجر عنه أمراض مثل الحساسية في العينين والعطس المتكرر.
الطبيب البيطري مسعود زراقنية
غياب الوقاية يخلف أمراضا خطيرة قد تؤدي الى الوفاة
قال الطبيب البيطري مسعود زراقنية في حديثه للنصر، إن فئة كبيرة من مربي الحيوانات المنزلية تعتقد أن حيوانها المنزلي نظيف وغير ناقل للمرض بالرغم من خروجه للشارع أين يكون معرضا للكثير من الميكروبات والفيروسات.
ومع انتشار ظاهرة تربية القطط بشكل كبير وسط العائلات الجزائرية خصوصا الذين يملكون أطفالا يتعلقون بهذه الكائنات ويقضون وقتا في ملاعبتها وملامستها، مع غياب إجراءات الوقاية والنظافة التي تؤدي وفقا لزراقنية إلى احتمال الإصابة بأمراض باطنية مثل الأكياس المائية في الجهاز الهضمي أو الرئة وقد تتعدى إلى السل، والتي وفي أحيان كثيرة يكون هناك خطأ في تشخيصها،
وهنا تحدث الأخصائي عن احتمال وفاة الطفل إذا لم يُعرض على طبيب مختص لتلقي العلاج أو الكشف المبكر عن الإصابة، مشيرا إلى أن كل أفراد العائلة غير آمنين من الإصابة خصوصا الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة حتى في حالة عدم الملامسة المباشرة للحيوان.
ومن الأمراض التي حذر منها الأخصائي الأمراض الطفيلية، الحساسية الجلدية، وحساسية الجهاز التنفسي بسبب ريش العصافير أيضا خصوصا في فصل الربيع، وكلها ناتجة وفقا له عن الاحتكاك المفرط بها، وعدم الاهتمام بالنظافة خصوصا الحيوانات التي تختلط بحيوانات الشار، وأكد في هذا السياق على أهمية إعطائها مضادات الطفيليات تفاديا لأي خطر، كما حذر من داء الكلب أيضا خصوصا في فصل الصيف.
تطرق المتحدث أيضا إلى خطورة فضلات الحيوانات المنزلية خصوصا في حالة عدم تنظيفها وذكر أنها تحمل ميكروبات، وبيض الطفيليات، كما حذر من خطورة شعر القطط على الصحة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يشاركونهم الفراش والأكل، وأعقب أن احتمال الإصابة بالمرض في حالة دخولها عبر الجهاز التنفسي تكون ضئيلة لأنها تُطرد من خلال العطس، بينهما يزيد الخطر عند اختلاطها بالأكل ونصح بإبعاد الحيوان المنزلي عن المطبخ.
كما تحدث الدكتور زراقنية أيضا عن خطورة فضلات الحيوانات التي لا يولي لها المربون بالا، وذكر أنها تحمل الميكروبات وبيض الطفيليات، وعلق قائلا «من الأحسن تفادي تربية الحيوانات في المنازل مع أفراد العائلة إذا وجد الشخص نفسه غير قادرا على العناية بها وبنظافتها لأن مع مرور الوقت يدخل الكثير من الأمراض إلى البيت».
وأول إجراء يجب أن يقوم به الشخص في حالة ظهور تغيرات على الجلد، حسبه، الاتصال بطبيب مختص، مع عدم التهاون في حالة التعرض لخدش أو العض واتخاذ الإجراءات اللازمة.
النظافة والتلقيح إجراءات ضرورية
واعتبر البيطري أن تلقيح الحيوان المنزلي ضد الأمراض والأوبئة خصوصا داء الكلب، مهم جدا وعن هذا الأخير قال إنه يكون مرة في السنة، ناهيك عن عدم ترك الحيوان المنزلي في الشارع مع الحيوانات الضالة، وتفادي مشاركته الأكل، مفيدا أن الحيوان وإن كان نظيفا إلا أنه يبقى ناقلا للعدوى والجراثيم، مع تخصيص فراش له بعيد عن غرف أفراد العائلة وبالأخص الأطفال.
إ.ك