يعاني الكثير من الشباب خاصة والمراهقين من تضرر أقمصتهم غالبا بماء الكلور «جافيل» ومنهم من يصاب بإحباط خاصة إذا تضرر قميصه المفضل، ولكن قد لا يعلم الكثيرون بوجود تقنية تسمح لهم بإضفاء حلة أجمل على القطعة من خلال «الرسم بالكلور»، وهو عمل فني يقوم به الشاب ريان زرقة من تلمسان، الذي يتقن هذه التقنية الأولى من نوعها ببلادنا.
ريان زرقة، هو شاب في 22 سنة ابن مدينة تلمسان، تحدث للنصر عن حبه للفن بمختلف أنواعه، قائلا « أنا رسام وشغوف بالفن منذ طفولتي، في حياتي اليومية أعمل نَجّارًا أتعامل مع الخشب وأستمتع بتحويله إلى قطع فنية ووظيفية، بالإضافة إلى ذلك أمارس فن الرسم على الجدران وأستخدمها كمساحات للتعبير الفني، وأرسم البورتريهات، وتخصصت مؤخرا في الرسم على الأقمصة بماء الكلور».
بدأ ريان الرسم بالكلور صدفة، بعد أن سقطت قطرات من ماء «جافيل» على قميصه المفضل، فحاول الاحتفاظ به بعد تزيينه بالرسم بالكلور، وهي تقنية قال بأنه لم يدرسها بل إطلع عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا « بدأت الرسم بالماء المبيض «الكلور» تحديدا في شهر أكتوبر من سنة 2024، ولاقت الفكرة إقبالا وإعجابا حيث تلقيت اتصالات كثيرة، لأنجز رسومات على أقمصة متضررة وجديدة»، مردفا بأنه ينشر
فيديوهات عبر صفحته توثّق لمراحل عمله وصور للقميص قبل وبعد الرسم عليه، ما ساهم أكثر في رواج منتوجه الفني، مؤكدا بأنه من الأوائل الذين قاموا بعرض هذا النوع من الفن في الجزائر عبر الإنترنت وبيع قطع ملابس فريدة من نوعها.
وقال ريان إن التقنية لا تتطلب الكثير من الأدوات فقط قميص قطني يكون لونه أسود من الأفضل، كما يمكن استعمال قميص بلون أخضر أو أحمر أو أزرق، فمفعول ماء «الجافيل» يعطي لونا مختلفا باختلاف لون القطعة، مردفا « في الوقت الحالي أرسم فقط على الأسود لأن التفاصيل تظهر فيه جيدا»، مردفا بأنه يستخدم الطباشير لرسم اللوحة الفنية فوق القميص، وقد تكون لحيوانات أو أشخاص أو أشياء وغيرها حسب رغبة الزبون، كما يستعمل فرشاة رسم وماء الكلور «جافيل» ، مع ارتداء قناع واق لتفادي استنشاق مادة الكلور المضرة بالصحة.
استعمل مادة خاصة للحفاظ على الملابس
ويستعمل ريان، لتجنب تأثير الكلور على الملابس، وتآكل القمصان أو تمزقها مع مرور الوقت، مادة خاصة رفض الكشف عن نوعيتها مؤكدا أنها تضمن سلامة القميص لمدة طويلة، واستعمالها من المراحل المهمة في عملية الرسم.
وعن الفئة الأكثر اهتماما بما يعرضه، قال ريان بأن غالبيتهم شباب من كلا الجنسين، يقترحون رسومات ورموز تحمل رسائل مختلفة، فيما لم يتعامل بعد مع الأطفال الصغار، بالرغم من أنهم الفئة الأكثر ميولا لارتداء القمصان المزينة برسومات مختلفة خاصة تلك التي تحمل بورتريهات لشخصيات كرتونية، حيث يسعى لبلوغ هذه الشريحة وتوفير قمصان بألوان ورسومات تستميل الصغار.
ويطمح الشاب لتطوير هذا الفن في الجزائر وتنظيم ورشات عمل لتكوين الشباب المهتمين به، ونقل تجربته لهم، كما يفكر في تصميم علامة تجارية خاصة به للترويج لإبداعاته ونقلها خارج الوطن.
بن ودان خيرة