تحويل جناح إداري إلى مصلحة للأمراض المعدية
بلغت المؤسسة الاستشفائية العمومية بالحروش بولاية سكيكدة في الآونة الأخيرة حدا لا يطاق من الضغط والاكتظاظ لدرجة أن الادارة أصبحت تعجز عن ايجاد أسرة للمرضى المتوافدين على المستشفى ما يضطر الأطباء في غالب الأحيان إلى توجيه المرضى إلى مصلحة الاستعجالات التي تشهد بدورها ضغطا منقطع النظير، بينما تؤكد الادارة بأن الوضع تجاوز الحد المعقول لأن سعة المستشفى 120 سريرا أصبحت لا تستوعب العدد المتزايد للمرضى.
الزائر للمستشفى ولا سيما في الفترة المسائية يلاحظ حجم الضغط الذي تعاني منه المؤسسة التي تستقبل يوميا مئات المرضى من حوالي 14 بلدية ما ينعكس سلبا على الخدمات المقدمة وعادة ما تحدث فوضى وشجارات بين أهل المرضى والادارة والممرضين والأطباء بسبب عدم ايجاد أسرة أو بسبب قرار تحويلهم لمستشفيات أخرى وغيرها من الأسباب.
وقد صادف تواجدنا هناك تحويل العديد من المرضى نساء ورجال إلى مصلحة الاستعجالات بسبب عدم وجود أماكن لاستقبالهم على مستوى المصلحتين الاستشفائيتين بالرجال والنساء ما يجعل مصلحة الاستعجالات تحت ضغط رهيب، وهو ما يؤدي إلى عدم توفر الظروف المناسبة للأطباء والممرضين لأداء واجبهم تجاه المرضى، لا سيما بالنسبة للأطباء الذين يكون دوامهم مرتبط أحيانا بمصلحة الاستعجالات وكذا المصالح الاستشفائية الأخرى، حيث يجدون صعوبة كبيرة في التوفيق بين المصلحتين.
مدير المؤسسة الاستشفائية رابح لزغد أكد للنصر بأن طاقة استيعاب المؤسسة لم تعد تستجيب لنسبة تزايد اقبال المرضى ما يجعل الأطباء حسبه يلجؤون في غالب الاحيان الى وضع المرضى في مصلحة الاستعجالات ويمكثون هناك أسبوعا لإيجاد مكان بالمصلحة الخاصة بالاستشفاء.
وأمام هذه الاشكالية يضيف محدثنا أنه تقرر من خلال دراسة بالتنسيق مع المجلس الطبي ومجلس الادارة توسيع طاقة استيعاب المؤسسة والرفع من عدد الأسرة من خلال مشروع تحويل جناح اداري إلى مصلحة خاصة بالأمراض المعدية، بغرض تخفيف الضغط على مصلحة الطب الداخلي خاصة وأن الجناح الاداري في الأصل مهيأ في تصميمه كجناح استشفائي وهذا ما سيساعد على تجسيد المشروع دون تكاليف كبيرة، كما أن هناك تفكير لإنشاء مصلحة للأمراض الصدرية لتلبية الطب المتزايد للمرضى على هذا الاختصاص، بالإضافة إلى توسعة لمصلحة التأهيل الوظيفي التي يقصدها المرضى من مختلف مناطق الولاية.
وحسب المدير فإن المشروع يمثل أولوية قصوى للإدارة والمجلس الطبي نظرا لأهميته في تحسين الخدمات الطبية والتكفل الأمثل بالمرضى لكن الاشكالية حسبه تبقى في ايجاد القيمة المالية لهذا المشروع التي لا تساوي شيئا مقارنة بفائدة المشروع و مدى انعكاساته الايجابية على المرضى.
كمال واسطة