أفاد أمس، مديرالبيئة لولاية الطارف،أن الحملة الضخمة التي باشرتها مصالحه بالتنسيق مع البلديات والمتعاملين الخواص والقطاعات الأخرى للقضاء على القمامة الفوضوية بقرية عين علام ببلدية الذرعان ، سمحت لحد الآن بإزالة أزيد من 500طن من القمامة ، والعملية لازالت متواصلة بتجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية إلى غاية إزالة هذه المفرغة الفوضوية التي بلغ سمكها عدة أمتار، أمام تراكم النفايات بأنواعها والتي تسببت في غلق جزء من الطريق مع حدود ولاية عنابة بالجوار، وهو ما شوه المدخل الغربي للولاية من جهة الذرعان .
فضلا عن زحف القمامة على الأراضي الفلاحية والأحياء السكنية والحضرية التي يشتكي قاطنوها من تدهور فظيع للبيئة، جراء إتساع رقعة المفرعة الفوضوية لعين أعلام التي تطرح فيها يوميا أطنانا من النفايات المنزلية للبلديات المجاورة وحتى من ولاية عنابة ، وهو ما دفع الوالي إلى إعطاء تعليمات بتكثيف الدوريات الأمنية ونصب الكمائن للشاحنات القادمة من البلديات الأخرى خاصة ،من عنابة مع حجز العتاد وإحالة المخالفين على العدالة . وذكر مدير البيئة السيد فرعون قويدر، عن إحصاء مصالحه 18 قمامة فوضوية منتشرة عبر 11 بلدية عبارة عن نقاط سواء مضرة بالجانب البيئي، تطرح فيها القمامة و النفايات المنزلية بطريقة عشوائية بمعدل 30طن / يوميا ،بالرغم من الإجراءات المتخذة لمحاربة هذه المظاهر المشنة بالنظر لخصوصيات الولاية وطابعها البيئي الحساس والمميز.مشيرا عن تسطير برنامج للقضاء على المظاهر المخزية التي تشوه الولاية من جراء إنتشار القمامات الفوضوية خاصة المتواجدة على الطرقات الرئيسية وبكبرى البلديات الحضري و القريبة من الطريق الدولي المؤدي إلى تونس ، وكل الفضاءات السياحية الطبيعية والغابية خصوصا تلك المنضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية للقالة ومركباتها الحساسة الرطبة لتنوع نظمها البيئية المعقدة. ويتضمن البرنامج إنجاز 5 مراكز للردم التقني للنفايات بكل من عواصم الدوائر بوثلجة ، الذرعان ،بن مهيدي ، بوحجار ..وهذا بعدما تم إستلام 3 مراكز للردم التقني للنفايات بكل من القالة ، عاصمة الولاية والبسباس بطاقة تفوق 200طن / يوميا .وكشف المصدر عن مشروع إنجاز المركز التقني صنف 1 لردم النفايات الهامدة أمام لجوء الخواص والمواطنين وأصحاب مؤسسات الإنجار إلى طرحها بطرق فوضوية على حواف الطرقات وداخل الفضاءات الغابية والطبيعية بالشكل الذي يهدد الجانب البيئي ومكوناتها . و سيتكفل المركز المذكور بإستقبال جميع النفايات الهامدة على مستوى الولاية وتحويلها ورسكلتها وهو ما من شأنه القضاء نهائيا على ظاهرة الطرح العشوائي للنفايات الهامة بمعدل 10طن /يوميا .من جهة أخرى أعلن نفس المسؤول عن توجيه 11 إعذارا لمؤسسات تحويلية وصناعية قصد دفعها الحفاظ على البيئة وذلك بإنجاز محطات معالجة المياه الصناعية الملوثة التي تطرح في الأودية والوسط الطبيعي ، قبل اللجوء إلى خلق هذه الوحدات وإحالته ملفاتها على العدالة .
كما وجهت ذات المصالح غرامات مالية لبعض المؤسسات بسبب عدم إحترام قواعد البيئة علاوة على توجيه إعذرات ومراسلات لعدة بلديات للسهر على الإعتناء بالمحيط ومحاربة الطرح العشوائي للقمامة والنفايات وجمعها في الأوقات المحدد لها قبل تراكمها، وهذا بعدما تدعمت الجماعات المحلية مؤخرا بإمكانيات مادية وبشرية للتكفل بهذا الملف، وتخلص الولاية من المظاهر المخزية التي شوهتها من جراء تنامي الأوساخ وإنتشار النفايات في كل صوب بالشكل الذي إنعكس سلبا على الوجه العام للولاية التي تعد قبلة سياحية و بوابة البلاد الشرقية .
من جهة ثانية إستلمت مديرية البيئة 5 شاحنات لجمع القمامة موجهة لدعم حظيرة المركز التقني لردم النفايات الحضرية والصلبة بعاصمة الولاية الذي تقدر طاقته ب30طنا /يوميا ، والذي يتكفل برسكلة وإستقبال النفايات بأنواعها من عدة بلديات ،كما عمدت المؤسسة الولائية لتسيير المراكز التقنية و جمع النفايات المنزلية إلى تشكيل لجنة أوكلت لها مهمة القيام بحملات تحسيس في أوساط المواطنين والجمعيات ، لتوعيتهم على الإعتناء بالوضع البيئي والمحيط، لاسيما ما تعلق بالتصدي لظاهرة الرمي العشوائي
للنفايات.
ق/باديس
