نقص عمالة يهدد المنتوج الزراعي بالكساد ببسكرة
تعرف المستمثرات الفلاحية والمزارع بمختلف مناطق ولاية بسكرة، هذه الأيام، نقصا حادا في اليد العاملة، مما جعل أصحابها يستعينون بمئات العمال من مختلف جهات الوطن، لتغطية هذا النقص تفاديا لكساد المنتوج الزراعي.
و ذكر بعضهم في حديثهم للنصر، أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على اليد العاملة بالشكل الكافي، حيث لم يعد بإمكانهم جني مختلف المحاصيل خاصة المحمية منها، بعد أن أصبح مئات الشباب يفضلون العمل في مجالات أخرى خاصة التجارية منها.
المعنيون أرجعوا السبب إلى تضاعف المساحات الزراعية بالولاية، التي تعد قطبا زراعيا بامتياز، بحيث تتربع زراعة الخضروات فيها على أكثر من 6 آلاف هكتار في بيوت محمية و المساحات في زيادة، بالنظر إلى الاستصلاح المستمر للأراضي، كما أن المنتوج فيها يبدأ مبكرا بحيث تمون أكثر من 40 ولاية، ما جعلها منطقة مرجعية في الإنتاج الفلاحي و هو ما تعكسه مستويات الإنتاج التي تبلغ قيمتها240 مليار دج سنويا.
و ذكر فلاحون، أن بعض منتوجات مزارعهم، تستدعي طبيعتها الحساسة و سرعة تلفها جنيها في الوقت المحدد، على غرار الطماطم، الأمر الذي دفعهم للاستنجاد بكبار السن من الجنسين و بأكثر درجة فئة النساء، بعد أن دفعتهن الحاجة إلى العمل لإعالة أسرهن.
ذات المشكلة أدت بأصحاب المساحات الزراعية الشاسعة، إلى تقليص زراعتها و الاكتفاء بالحد الأدنى، رغم توفر بقية الإمكانيات المادية، الأمر الذي تم تسجيله في الكثير من المناطق الفلاحية خاصة بمنطقتي سيدي عقبة و عين الناقة، أين تم التخلي بشكل كبير عن الزراعة الصيفية التي كانت تشتهر بها المنطقتين.
كما سجل أيضا نقص كبير في العمال المؤهلين في حفر المناقب و الآبار المخصصة للسقي و تركيب البيوت البلاستيكية بالولاية، رغم الحوافز المادية الموضوعة لصالحهم، كتوفير السكن المجهز للإقامة و غيره من التسهيلات و تفضيلهم العمل اليومي على العمل الموسمي، الذي يجبرهم على إنهاء الموسم الفلاحي حسب الاتفاق المبرم.
و رغم هذه المعوقات التي عرقلت عملية الاستثمار الفلاحي لدى مجموعة من المستثمرين، إلا أن الطلب على إنشاء مستثمرات فلاحية لازال مستمرا،
بحيث تتلقى المصالح الفلاحية مئات الطلبات تتضمن إنشاء مشاريع مستثمرات في شعب الخضروات التمور اللحوم البيضاء، الحبوب و الأعلاف و زراعة أشجار الزيتون، يطالب أصحابها بالدعم اللازم في إطار الاستفادة من إجراءات تحفيزية للاستثمار وفق الإستراتجية الوطنية و مخطط عمل الوزارة الوصية، من خلال إنشاء مشاريع مندمجة.
و في هذا السياق، تعد ولاية بسكرة من الولايات الرائدة في مجال الفلاحة، خاصة من ناحية تنوع و وفرة المنتوج الفلاحي و في هذا الإطار، تحصي الولاية 3 شعب فلاحية إستراتيجية تستوجب الاهتمام و إعطائها المكانة اللائقة التي يمكن أن تحدث قفزة نوعية و في مدة قصيرة لاقتصاد بديل خارج مجال المحروقات، حسب المصادر ذاتها، هي شعبة الخضروات المبكرة المنتجة داخل البيوت البلاستيكية متعددة القبب، شعبة تربية الأغنام من سلالة أولاد جلال و شعبة التمور و بالأخص صنف دقلة نور ذات النوعية الرفيعة عالميا. ع.بوسنة
