قال وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري أمس الثلاثاء، بأن المتسببين في تعثر مشروع مخازن القمح ببلدية بلخير بقالمة سيكونون أمام إجراءات و قرارات صارمة، واصفا توقف المشروع منذ عامين تقريبا، و انسحاب شركة الإنجاز بالاستهتار الذي لا يمكن السكوت عنه.
و بدا شريف عوماري في غاية التأثر و هو يعاين مخزن القمح الجديد ببلدية بلخير، و طلب من المسؤولين على قطاع الزراعة و مخازن القمح بقالمة توضيحات حول وضعية المشروع المتوقف.
و كان من المقرر دخول المخزن الجديد الذي تقدر طاقته بنحو 200 ألف قنطار من القمح، مرحلة الخدمة هذا الصيف، لكنه بقي ورشة مهجورة بعد أن غادرته شركة الإنجاز لأسباب لم يكشف عنها.
و انطلق المشروع في شهر جويلية 2014، و بلغت نسبة الإنجاز به نحو 60 بالمائة، قبل أن تتوقف الأشغال و تبقى صوامع الألمينيوم منتصبة دون فعالية، في ظل أزمة تخزين حادة و طوابير المزارعين التي تتمدد كل صيف أمام مخازن صغيرة، لم تعد قادرة على استيعاب المنتوج المتزايد من سنة لأخرى.
و قال المشرفون على مخازن القمح بقالمة للوزير بأنهم يواجهون وضعا صعبا عند استقبال شحنات القمح القادمة من حقول المزارعين، مؤكدين بأنهم يعتمدون حاليا على خطوط التحويل إلى 9 ولايات للتخلص من الفائض، لكن بُعد المسافة شكل عائقا كبيرا أمام شاحنات النقل التي تقضي عدة أيام عبر الطرقات قبل التفريغ، و العودة من جديد إلى قالمة لشحن كميات أخرى.
و تقدر طاقة الاستيعاب بمخازن القمح بقالمة حاليا بنحو 770 ألف قنطار من القمح، و كان من المقرر إنجاز اثنين كبيرين ببلخير و تاملوكة بقدرة تتجاوز نصف مليون قنطار، لكن المشروعين مازالا متعثرين، حيث توقف مخزن بلخير عند نسبة إنجاز تقارب 60 بالمائة، في حين لم ينطلق مشروع تاملوكة تماما بسبب مشاكل تقنية و إدارية. و قالت مديرية الفلاحة بقالمة بأنها تتوقع جمع أكثر 1.8 مليون قنطار من القمح بنوعيه اللين و الصلب، بنهاية حملة الحصاد التي تبقى متواصلة بعدة أقاليم جبلية.
و قد أمر الوزير بتمديد برنامج استقبال محصول القمح إلى شهر سبتمبر القادم لتمكين جميع المزارعين من دفع المحصول إلى المخازن المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية، كما تفقد وحدة لتحويل الطماطم الصناعية شرق قالمة، و المزرعة النموذجية عبد المجيد ريشي ببلدية بلخير، أين تلقى عرضا حول وضعية القطاع، و زار جناحا لعرض المنتجات الزراعية و الغابية، و استمع إلى انشغالات الفلاحين الذين اشتكوا من نقص مياه السقي و مشاكل تخزين القمح.
فريد.غ