شهدت ولاية الطارف، أمس، تساقط أمطار رعدية غزيرة تسببت في فيضانات و غلق لبعض الطرقات و الشوارع، كما غمرت السيول الأحياء السكنية، ما حال دون خروج المواطنين من منازلهم لقضاء حاجياتهم، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية لامتصاص المياه من الشوارع و الأحياء و خاصة بكل من بلديات بوحجار ، الذرعان ، البسباس، عين العسل و شبيطة مختار.
و تبقى بلدية بوحجار الحدودية، من أكثر المناطق تضررا من الأمطار التي تساقطت بكميات معتبرة و التي تسببت في غلق الشارع الرئيسي جراء تراكم السيول و الأوحال، فضلا عن محاصرة المياه لعديد الأحياء على غرار أحياء 500مسكن، 17أكتوبر و حي 8ماي، بفعل انسداد البالوعات و شبكات تصريف المياه التي لم تستوعب الكميات المتدفقة، ما تطلب تدخل أعوان الحماية التي جندت كل إمكانياتها المادية و البشرية لامتصاص المياه التي غمرت المحلات التجارية و تسربت إلى قاطني السكنات الأرضية متسببة في إتلاف الأغراض و الحاجيات.
كما كشفت السيول المتدفقة عيوب مشاريع التهيئة و التحسين الحضري التي فضحت الأمطار غشها خصوصا بكل من بلديات القالة، الذرعان، بوحجار و حمام بني صالح و غيرها ، في وقت وجد فيه المواطنون صعوبة كبيرة في التنقل لقضاء مصالحهم جراء تراكم المياه الموحلة و الملوثة بمياه الصرف، فيما عرفت حركة السير صعوبة ببعض الشوارع و المحاور التي بلغ فيها منسوب المياه 60سنتيمترا، لاسيما بالشارع الرئيسي لكل من بوحجار، مفترق الطرق لمدخل القالة، المدخل الرئيسي لبلدية عين العسل و شوارع الذرعان، البسباس، بوثلجة و الشط.
كما كشفت الأمطار الرعدية مدى تقاعس البلديات و المصالح المعنية في التحضير للموسم الشتوي لمجابهة خطر الفيضانات، حيث غرقت جل البلديات و الأحياء مع تساقط أولى الكميات و معها غرقت الطرقات و الأحياء و الشوارع و المؤسسات الإدارية و المرافق التربوية و المحلات التجارية في السيول الجارفة التي كادت أن تتسبب في حدوث الكارثة لاسيما ببلدية بوحجار، بعد أن عاش السكان حالة من الرعب نظرا لكميات الأمطار الطوفانية المتهاطلة في ظرف قياسي و التي كانت كافية لإغراق المدينة.
كما سجل تسرب للمياه نحو عدد من البنايات الهشة و القصديرية ببلديات بن مهيدي، شبيطة مختار و الشط، ما دفع العائلات للفرار إلى الخارج خوفا على حياتهم، في حين استعجلت هذه العائلات السلطات ترحيلهم نحو سكناتهم الجاهزة قبل حلول الفصل الماطر، فيما عرفت عدة مناطق انقطاعات للكهرباء و المياه، مع تسجيل تضرر 3مباني قديمة بكل من بوحجار و الذرعان.
هذا و قد أثارت الأمطار الطوفانية حالة طوارئ لدى السلطات المحلية التي عمدت لتفعيل نظام المناوبة و إنشاء خلية لمتابعة الوضعية، فيما ظلت مصالح الحماية المدنية في سباق ضد الساعة لحماية التجمعات السكانية، من خلال تدخلها لامتصاص المياه من النقاط السوداء و عبر الأحياء و الشوارع الفيضية، مع نشر تشكيلات مجهزة بكل الوسائل لمراقبة الوضع عن قرب، تحسبا للتدخل عند أي طارئ.
للتذكير، فقد بلغت الأمطار الرعدية المتساقطة كمية 43ملم، مع تسجيل 15تدخلا لامتصاص المياه و مساعدة العائلات العالقة.
نوري.ح