محاكمة شبكة « تهريب البشر» تكشف كيفية تنظيم رحلات الحراقة بعنابة
التمس ممثل الحق العام لدى محكمة عنابة الابتدائية، أمس، عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حق أفراد الشبكة المختصة في « تهريب البشر» وتنظيم رحلات الهجرة السرية، والمتكونة من 3 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 35 و 49 سنة، تم توقيفهم من قبل فرقة البحث والتحري التابعة لأمن ولاية عنابة منذ أسابيع، بناء على تحريات باشرتها المصالح المعنية، استغلت فيها تصريحات حراقة أوقفتهم وحدات خفر السواحل بعرض المياه الإقليمية، اعترفوا لدى تقديمهم أمام الجهات القضائية، بهوية الأشخاص الذين يقفون وراء تنظيم رحلات الهجرة على متن قوارب الصيد، انطلاقا من سواحل عنابة.
وصرح عدد من الحراقة خلال جلسة المحاكمة بأنهم وقعوا ضحايا لدى أفراد الشبكة، الذي قاموا بالنصب عليهم وتأجيل موعد انطلاق إحدى الرحلات على مرتين، الأولى كانت مقررة في شهر أفريل بحجة عدم ملاءمة الأحوال الجوية، والثانية خلال شهر ماي ادعى فيها المتهمون سرقة محرك الزورق من مكان الرسو، قائلين أن قيمته المالية 42 مليون سنتيم، و بعد استلام مبالغ مالية تراوحت مابين 6 و8 ملايين سنتيم من كل شخص، اختفوا على الأنظار . المتهمون اعترفوا بتنظيم الرحلات انطلاقا من شواطئ سيدي سالم، واد بقراط، والبطاح، حيث يقومون بعد ربط الاتصالات وتكوين الأفواج واستلام الأموال، بشراء زوارق مزودة بمحركات بقوة 40 حصان بخاري، إلى جانب توفير كمية البنزين اللازمة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، حيث يتراوح عدد الحراقة في كل زورق ما بين 15 و 30 شخصا حسب حجم الزورق، وأضافوا بأنهم يجنون أرباحا صافية عن كل رحلة تصل إلى 80 مليون سنتيم باحتساب ثمن الزورق والمحرك والمصاريف الأخرى. وينتظر إحالة المتهمين على المحاكمة في قضايا مماثلة، استنادا إلى تحريات مصالح الأمن التي كشفت ضلوعهم في تنظيم أغلب رحلات الهجرة السرية في الفترة الأخيرة، انطلاقا من شواطئ عنابة نحو جزيرتي « لمبيدوزا» و « سردينيا» الايطاليتين، بناء على تصريحات الحراقة الموقوفين بعرض المياه الإقليمية. من جهة أخرى تحركت المصالح الأمنية المشتركة و المكونة من حراس السواحل وعناصر الأمن والدرك الوطني، لتكثيف دورياتها عبر كامل محيط الشواطئ التي يقصدها الحراقة للانطلاق في رحلاتهم، بغرض إجهاضها قبل الإقلاع، ومنع الأشخاص المشتبه فيهم الاقتراب من أماكن رسو القوارب المرشحة للهجرة غير الشرعية. وقد أدى تنامي ظاهرة الحرقة حسب مصادرنا إلى غياب الأمن و الحراسة بهذه المرافئ الشبه المهجورة، الأمر الذي ساهم في تشجيع ركوب هذه القوارب الصغيرة من قبل شباب المنطقة و المناطق الأخرى المجاورة لولايتي عنابة والطارف نحو الضفة الشمالية من المتوسط. للتذكير نجحت مصالح الأمن، عدة مرات في تشميع ورشة متخصصة في إنجاز قوارب الصيد التقليدية المتواجدة بمنطقة سيدي سالم، التي تستخدم في تنظيم رحلات الهجرية غير الشرعية .
حسين دريدح