يشتكي فلاحون بمدينة التلاغمة في ولاية ميلة من استحواذ وسطاء على سوق الثوم و الحيلولة دون التعامل المباشر مع أصحاب غرف التبريد، حيث قاموا باقتناء أغلب المنتوج بسعر 60 دج للكلغ وإعادة تسويقه بـ110 دج.
وأكد فلاحون للنصر، أن نشاطهم أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى، بعد هيمنة الوسطاء على سوق الثوم بميلة بشكل كامل هذا الموسم ، مشيرين أن وزارة الفلاحة ولتسهيل التسويق وتجنب الخسارة أمرت بالتسويق المباشر لأصحاب غرف التبريد لتنظيم عملية التخزين والتحكم فيها، لكن الوسطاء سدوا على الفلاحين الطريق بشراء نسبة كبيرة من المنتوج وإعادة بيعه بفارق سعر يقارب ضعف سعر الشراء، مضيفين أنهم لا يملكون الإمكانيات اللازمة لزراعة هذه المادة تحسبا للسنة الجديدة، بعد أن حرموا من صفقة «العمر» حسبهم، والتي كانت من شأنها أن تنعش نشاطهم وتمنحهم جرعة أكسيجين تكفيهم لتحضير السنة المقبلة.
وأضاف المعنيون، أن عدد الوسطاء ارتفع كثيرا مقارنة بما كان عليه في الأشهر الماضية، وتأكد ذلك حسبهم، بعد أن ظفروا بعقد معنوي «لم يكن من حقهم»، حيث وبعد قرار وزارة الفلاحة بالتعامل المباشر بغرض سد الطريق أمام المضاربة، قام الوسطاء بتحويل وجهتهم، واعدين أصحاب غرف التبريد بتوفير الكمية المطلوبة، وقاموا بجمعها من الفلاحين بقيمة تتراوح ما بين 60 إلى 70 دج وباعوها مقابل 110 و120 و130 دج.
وقال محمد جازي رئيس جمعية منتجي الثوم والبصل في ولاية ميلة، أن نشاط إنتاج الثوم في الولاية أصبح مهددا بشكل كبير، موضحا أن الفلاحين أفلسوا وأصبحوا غير قادرين على زراعة الثوم تحسبا للسنة المقبلة، مضيفا أن الوسطاء قضوا كلية على آمال الفلاح البسيط الذي يجد صعوبة في كسب قوت يومه حسبه، كما أوضح أن الوسطاء ورغم «احتيالهم غير المباشر» يستفيدون من منحة 5 دج مقابل كل كيلوغرام الواحد شهريا، مضيفا أن وعود وزارة الفلاحة لم تجسد بسبب جشع هؤلاء الوسطاء.
حاتم/ب