عصابات تتاجر في البنايات الفوضوية و توهم قاطنيها بوضعهم ضمن قوائم المرحلين
تعرف البنايات الفوضوية بولاية البليدة تزايدا مستمرا، ويستيقظ سكان مدينة البليدة في كل يوم على ظهور بنايات جديدة في ظل غياب تام للسلطات المحلية لردع أصحابها وهدم هذه البنايات.
ويعد موقع خزرونة بمحاذاة خط السكة الحديدية أهم المواقع الذي تتزايد فيه البنايات الفوضوية رغم خطورة الموقع على قاطنيه، بحيث تقع هذه البنايات على مسافة مترين فقط عن خط السكة، كما تشكل خطرا على الأطفال الذين يجدون من خط السكة مكان للعب، وقد عرف هذا الحي انتشارا للبنايات الفوضوية في منتصف التسعينات، وأغلب قاطنيه عائلات نازحة من جحيم الإرهاب.
وشيد على حافة وادي بني عزة وخط السكة الحديدية ما يقارب 200 سكن فوضوي في العشرية السوداء، و في الأشهر الأخيرة تضاعف عدد البنايات بهذا الحي، و استغل أصحابها كل الشريط المحاذي لخط السكة الحديدية وانتشرت على حافته بنايات فوضوية وصلت إلى جسر حي سيدي عبد القادر.
والغريب في الأمر أنه بعد أن تم الاستيلاء على كل الأرضية من حي خزرونة إلى الجسر لانجاز بنايات فوضوية على مسافة تقارب كيلومتر، لجأ مواطن آخر إلى تشييد بناء فوضوي فوق الجسر، وحسب بعض المصادر فإن هذا الانتشار المتسارع للبنايات الفوضوية تقف وراءه عصابات مختصة تقوم بتشييد هذه البنايات وتبيعها لمواطنين من خارج ولاية البليدة للإقامة فيها بعد إعطائهم وعودا بحصولهم على سكنات اجتماعية خلال فترة قصيرة، وذلك من خلال البرامج التي تسطرها الدولة للقضاء على البنايات الفوضوية، القاضية بترحيل أصحابها إلى سكنات اجتماعية جديدة.
وحسب نفس المصادر فإن أفراد هذه العصابات يدعون لزبائنهم الذي يبيعون لهم هذه السكنات بأن لهم نفوذ ومعارف على مستويات عليا، و بذلك فإن ترحيلهم إلى سكنات جديدة مسألة وقت، بعد أن يتوسطون لهم لدى المسؤولين لإدراجهم ضمن قوائم المرحلين، كما أوضحت نفس المصادر بأن أسعار هذه البنايات تتراوح مابين 20 إلى 60 مليون سنتيم.
من جهة أخرى فإن التزايد الكبير للبنايات الفوضوية يتم أمام مرأى السلطات المحلية والولائية، خاصة وأن هذه البنايات التي انتشرت على حافة خط السكة الحديدية أو فوق جسر سيدي عبد القادر، يمر بالقرب منها الطريق الذي يربط مدينة البليدة ببلدية بني تامو والطريق السريع، كما تقع على بعد أمتار فقط من هذه البنايات منطقة صناعية، ولا يفصلها عن مقر الولاية سوى 03 كيلومترات.
نورالدين.ع