ذكر أمس، أطباء مقيمون من المستشفى الجامعي ابن باديس أن بعض المصابين بفيروس كورونا والمشتبهين بالإصابة يخرقون إجراءات الحجر الصحي المنزلي ويتجولون في الشوارع، في وقت طالبت فيه فيدرالية جمعيات المجتمع المدني وفروع نقابية لأطباء وشبه طبيين بتوفير وسائل الوقاية وتعزيز الأمن في مصالح “كوفيد-19”، فضلا عن تفعيل توصيات السلطات العليا بتسخير العيادات الخاصة للمساهمة في التكفل بالمرضى.
ونظمت فيدرالية جمعيات المجتمع المدني لولاية قسنطينة في مقرها لقاء مع تنسيقية عمال الصحة في المستشفى الجامعي التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث حضر اللقاء أمين الفرع النقابي للشبه الطبيين، مولود بلمرخي، وأمين الفرع النقابي للإداريين، فريد بويموت، وأمين الفرع النقابي للأطباء المقيمين ومعه مسؤول التنظيم، حيث أكد رئيس الفيدرالية، عبد الحكيم لفوالة، على ضرورة تثمين جهود الطواقم الطبية وشبه الطبية وإطلاق حملة تحسيس كبيرة، كما ذكر مطلب حماية الأطباء والممرضين بتوفير مستلزمات الوقاية وأدوات العمل، فضلا عن توفير الحماية الأمنية، بعد تسجيل حالات عنف تعرض لها المشتغلون مع المصابين بفيروس كورونا، آخرها حادثة اعتداء على طبيب وكسر أنفه بالمستشفى الجامعي.
وأضاف نفس المصدر أنه من غير الممكن للطبيب أداء مهامه كما يجب في ظل عدم توفر ما يكفي من الأسرة، حيث أشار إلى ضرورة تقديم القطاع الخاص ليد المساعدة للقطاع العام مثلما جاء في توصيات وزير الصحة، كما أشار إلى أن الفيدرالية تسعى إلى أداء دورها في التحسيس وتسيير الأزمة الوبائية باعتبارها جزءا من المجتمع المدني لولاية قسنطينة، كما ذكر نائب رئيس الفيدرالية عز الدين حبيباتني، أنه سيتم الشروع في حملة تحسيسية واسعة من خطر كورونا ابتداء من نهار اليوم، بالتنسيق مع مختلف المكاتب البلدية التابعة للفيدرالية، في حين تحدث الشيخ عبد المالك كرزيكة، المكلف بالشؤون الدينية في الفيدرالية عن ضرورة العودة إلى تقديم دروس توعية من مكبرات المساجد بعد صلاة العصر وقبل المغرب، فضلا عن مشاركة الأئمة في حملات التحسيس والتنقل إلى المستشفيات من أجل رفع معنويات المصابين بالفيروس.
وأوضح الدكتور أمين سالم، أمين الفرع النقابي للأطباء المقيمين، أنهم قاموا بمراسلة والي قسنطينة من أجل تسخير فندق إضافي من أجل الطواقم الطبية وشبه الطبية بعد توجيه الأطباء والممرضين من مختلف مصالح المستشفى إلى العناية بالمصابين بكوفيد وسط مخاوفهم من نقل العدوى إلى أسرهم، فيما اعتبر أنه من الضروري وضع نقاط للأمن على مداخل مصالح التكفل بكوفيد، مشيرا إلى أن المئات من الفحوص تجرى يوميا لمن تظهر عليهم الأعراض، كما شدد على ضرورة توفير وسائل العمل للأطباء والمزيد من أسرة الإنعاش بعد تزايد نسبة أصحاب الحالات الحرجة من المصابين. ونبه نفس المصدر أن حالة المصابين تتدهور بسرعة وبصورة مفاجئة، فيما أشار إلى تراجع كبير في حملات التبرع للمستشفيات في الآونة الأخيرة في مقابل تزايد لعدد الحالات وتعقد للوضعية.
أما الدكتور محمد الهادي دريدي، مسؤول التنظيم بالفرع، فقد أكد على ضرورة اللجوء إلى حلول مثل المستشفيات الميدانية وأسرّة القطاع الخاص، منبها إلى أنه من غير الممكن تخصيص المستشفى الجامعي لكوفيد فقط، خصوصا وأنه لا يمكن غلق بعض المصالح، كما أضاف أنه من الممكن الاستعانة بأطباء الصحة المدرسية بما أنهم متوقفون عن العمل في الفترة الحالية. وشدد الطبيبان على أن جميع أحياء قسنطينة قد مسها الوباء، كما قالا أن أغلب المصابين تعرضوا للعدوى بسبب التهاون والمشاركة في تجمعات عائلية مثل الأعراس والجنائز، لينقل الفرد المصاب الواحد العدوى إلى كافة أفراد أسرته وجيرانه، كما أشارا إلى عدم تقيد بعض المرضى وأصحاب الإصابات المشتبهة بإجراءات الحجر المنزلي وتجوالهم في الشوارع. وشدد المتحدثان على ضرورة توفير مزيد من الأماكن حتى يتمكن الأطباء من القيام بدورهم.
سامي .ح