عاش سكان ولاية عنابة يوم عيد الأضحى، ظروفا صعبة بسبب الحرائق المندلعة بجبال الإيذوع والممتدة من هضبة خرازة إلى غاية بلدية برحال مرورا بالغابات المحيطة بالمدينة الجديدة ذراع الريش، ما زاد من ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات قصوى تعدت 42 درجة، كما تسببت ألسنة اللهب في الانقطاع المؤقت للتيار الكهربائي بعد إتلاف مقاطع
من الشبكة الرئيسية للتموين.
واستنادا لمصالح الحماية المدنية، خلفت الحرائق التي انتقلت بشكل سريع بسلسلة جبال الايذوغ المنخفضة، أضرارا لحقت بالغطاء النباتي، حيث قاربت الخسائر 100 هكتار من الأحراش و الأدغال و أشجار الزيتون والصنوبر الحلبي، ساعدت في اشتعالها موجة الحر الشديدة التي اجتاحت ولايات الوطن.
ونجحت مصالح الحماية المدنية بعنابة، في السيطرة على النيران المشتعلة، حيث كان أخطرها بمنطقة برحال والشابية، ومنعتها من الوصول إلى مساكن المواطنين وإلحاق مزيد من الخسائر بإسطبلات وبساتين المزارعين، كما استطاع الرتل المتحرك إنقاذ مستثمرات فلاحية ومساكن.
الحرائق اندلعت استنادا لمصالح الحماية المدنية، ليلة الخميس إلى الجمعة في توقيت مختلف، حيث ساهمت الرياح والحرارة المرتفعة في اتساع رقعة ألسنة اللهب، ما خلف خسائر مادية، وتم التدخل السريع لوحدات الحماية المدنية بتسخير الرتل المتحرك مدعوما بآليات تدخل من مختلف التخصصات والأوزان، وقد كانت عملية الإخماد صعبة، حيث استغرقت عملية الإطفاء مع التضاريس الوعرة بمرتفع الشابية وخرازة وقتا، ببذل مصالح الحماية المدنية مزيدا من الجهود والسيطرة على الحريق كي لا يمتد للتجمعات السكنية القريبة.
و نجحت وحدات الحماية المدنية في إخماد ومحاصرة الحريق المهول الأول في برحال، قبل امتداده إلى الغابات المحطة بالتجمعات السكنية، الواقعة بمدخل عاصمة الولاية، حيث ركزت الحماية المدنية جهودها، لمنع ألسنة اللهب من الوصول إلى مساكن المواطنين، الذين عاشوا حالة من الرعب خوفا من النيران و الدخان، وأسفرت عملية الإخماد، عن تسجيل إتلاف عشرات الهكتار من الأدغال والأحراش.
كما عرفت عملية إخماد الحرائق، أجواء تضامنية، بتنظيم مجموعات شبانية مبادرات لتقديم المساعدة لرجال الحماية المدنية وكذا المواطنين التي اقتربت منهم السنة اللهب، منها جلب المياه المعدنية الباردة، للتخفيف من التعب والعطش. كما سجلت حرائق بمناطق أخرى بالجهة الشرقية للولاية، لم تتوسع بشكل الكبير بعد تدخل مواطنين لإخمادها .
وقد تمكنت مصالح الشرطة التابعة للأمن الحضري الثالث بوزعرورة في دورية من توقيف شخص من أجل جناية الحرق العمدي، واضرام النار في الاحراش، كما تجري تحقيقات من أجل الكشف عن الأشخاص الذين يقفون وراء إشعال الحرائق خاصة بجبال الايدوغ. واستنادا للمصالح الأمنية يقف وراء الحرائق الأخيرة، عصابات إنتاج وتهريب الفحم، يقومون بإضرام النار في الغابات الكثيفة، لاستغلال هذه المادة التي يكثر عليها الطلب بمناسبة عيد الأضحى المبارك لاستخدامها في طهي اللحم، خاصة وأن المصالح المختصة تمنع تسويقها ونقلها بدون رخصة، مما أدى إلى ارتفاع سعر الفحم في السوق، خاصة بالولايات الحدودية مع تونس كالطارف، ارتفاع محاولات تهريبه.
حسين دريدح