سجل بولاية الطارف، أمس، نشوب أربعة حرائق مهولة بكل من بلديات الزيتونة ، بوقوس ، عصفور وقرية حنقة عون بلدية عين العسل، أتت على مساحات معتبرة من الثروة الغابية والأحراش والأدغال.
و قد جندت المصالح المعنية كل إمكانياتها المادية والبشرية لإخماد الحرائق التي تم تطويقها والتحكم فيها ومنع وصول ألسنتها للمساحات الأخرى، رغم الظروف المناخية الصعبة بفعل الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة التي صعبت من مهام فرق التدخل والإنقاذ.
في حين صنفت مصالح الغابات هذه الحرائق، ضمن الحرائق العمدية والإجرامية أين تم إيداع شكوى لدى الجهات الأمنية المختصة ضد مجهول، لتبقى المصالح المعنية تشتكي من تفشي ظاهرة الحرق الإجرامي للغابات من قبل العصابات و مافيا خفية، حيث تبقى 90بالمائة عمدية و أصابع الإتهام موجهة بشكل مباشر لسكان جوار الفضاءات الغابية، بضلوعهم في هذه الحرائق من منطلق تهيئة الغابات كفضاءات للرعي والتوسع العمراني وممارسة الأنشطة الفلاحية وغيرها.
و تؤكد مصالح الغابات، على أنه و من أجل التصدي لظاهرة الحرق العمدي للغابات، تم تسطير برنامج مشترك مع المصالح الأمنية المختصة، من خلال القيام بدوريات فجائية على مدار الساعة و نصب الكمائن للإطاحة بالمجرمين متلبسين و تقديمهم للعدالة و هذا بعد أن تم مؤخرا توقيف 7 أشخاص بكل من عين الكرمة و السماتي، متلبسين بالحرق العمدي للملكية الغابية و التي تسببت في خسائر فادحة بالثروة الغابية و أملاك الخواص وتشريد عشرات العائلات وهلاك مئات الروس من المواشي و إتلاف خلايا النحل ومساحات معتبرة من الأشجار المثمرة.
كما أضافت مصادرنا، بأن ما صعب عملية التحكم في الحرائق و إخمادها في مهدها و ملاحقة المجرمين، هو العجز المسجل في الإمكانيات المادية والبشرية مقارنة بشساعة المساحة الغابية، حيث يتوفر قطاع الغابات على 140عونا بمعدل عون لأزيد من 20 ألف هكتار مقارنة مع المعدل الوطني الذي هو عون لكل 5 آلاف هكتار، إضافة إلى صعوبة التضاريس وبعد نقاط المياه وصعوبة المسالك، التي تتطلب إمكانيات مادية حتى تكون التدخلات أكثر نجاعة و تقليص حجم الخسائر والأضرار.
وتفيد مصالح الغابات، بتسجيل اندلاع 84حريقا في الفترة الممتدة بين الفاتح جوان و 11 أوت الجاري، ما تسبب في إتلاف حوالي ألف هكتار من الأملاك الغابية و إلحاق أضرار مادية معتبرة عبر 16بلدية، 90 بالمائة من هذه الحرائق عمدية و إجرامية، بدليل نشوبها في نفس الوقت، ما صعب من مهام تدخل فرق الإنقاذ المشتركة. نوري.ح
