أكد مختصون شاركوا، أمس الأحد، في يوم علمي احتضنته منطقة «تماسين» بتقرت في ولاية ورقلة بعنوان «قناة واد ريغ المشاكل و الحلول»، على الفصل ضرورة التام بين مياه الصرف الصحي و مياه القناة ذاتها على امتداد 140 كلم، حيث مصبها بشط «ملغيغ» في إقليم ولاية الوادي، بما يضمن الدور الطبيعي للقناة.
و أكدت المنظمة الوطنية لحماية البيئة و التراث الجزائري و تفعيل الطاقات المتجددة، صاحبة المبادرة بالتنسيق مع الزاوية التيجانية «بتماسين» في اتصالها «بالنصر»، على أن اليوم العلمي جاء عقب قيامها بعديد الخرجات الميدانية على طول امتداد طول القناة التي تعبر 16 بلدية في إقليم ولايتي الوادي و ورقلة، رفقة مختصين في الميدان للإحاطة العلمية بالموضوع، مشيرة إلى أهمية القناة كشريان حياة بمنطقة عمرانية يقطنها نحو 300 ألف ساكن.
كما أضافت المنظمة الوطنية لحماية البيئة، بأن دور القناة الرئيسي التي يتجه مسار مياهها من الجنوب إلى الشمال نحو مصبها الأخير في حدود ولاية بسكرة عند شط «ملغيغ»، يكمن في تجفيف التربة الطينية للمنطقة من المياه التي تصرف من سقي النخيل و مختلف المزروعات بالمقاطعتين المنتدبتين تقرت و المغير.
و خلص اليوم العلمي، إلى إيجاد حلول ميدانية أساسها الفصل التام و الدائم عن مياه الصرف الصحي التي تخلفها التجمعات السكانية و تحولها إلى محطات للمعالجة البيولوجية باستعمال بكتيرية خاصة و إعادة الاستفادة منها أو صبها في مجرى القناة.
مقدمين عروضا حول طرق ناجحة و مجربة على أرض الواقع، تعتمد أساسا على مبادئ طبيعية و بيولوجية لا تستهلك طاقة و لا تحتاج لصيانة مكلفة، منوهين بمدى توفر الشروط المعيارية في مياه الصرف الصحي اللازمة لهذا النوع من المعالجة.
كما ذكر المتدخلون، بأهمية ورشات ثانوية تحث الساكنة على الاقتصاد في استعمال المياه بنوعيها الخاص بالسقي أو الاستعمال المنزلي، بالإضافة إلى استمرارية تنظيف القناة من الأتربة، الطين و الحشائش التي تعيق سير المياه و تساهم في ارتفاع منسوبها، ناهيك عن إعادة الحياة البيولوجية باسترجاع الثروة السمكية في القناة و مختلف الكائنات التي لها دور في المحافظة على حياة طبيعية على طول القناة.تجدر الإشارة، إلى أن اليوم العلمي نشطه عدد من الدكاترة و الباحثون من جامعتي سطيف و قسنطينة، بالإضافة إلى عدد من المهندسين المختصين في الري و معالجة المياه بحضور مستثمرين و عدد من مكاتب الدراسات من الوادي و ورقلة.
منصر البشير