• ملاحقة «بابي» المنخرط في شبكة دولية للتهريب عبر الحدود الغربية
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 12 سنة سجنا نافذا في حق متهم بالمتاجرة بالمخدرات، عثر ببيته وسط مدينة عنابة، على 28 كلغ من المخدرات، كما عاقبت المحكمة اثنين من معاونيه بـ 7 سنوات سجنا نافذا، فيما يتواجد بارون المخدرات الملقب « بابي»و المتابع في 30 قضية على المستوى الوطني في حالة فرار، كشفت تحريات مصالح الأمن ضلوعه في نشاط المخدرات مع شبكات تهريب دولية.
القضية التمس فيها ممثل الحق العام عقوبة المؤبد في حق المتهمين، عن جناية الحصول و الشراء قصد البيع و التخزين للمخدرات، بطريقة غير مشروعة في إطار جماعة إجرامية منظمة.
و حسب ما جاء في الملف، فإنه و بعد ترصد المتهمين بناء على معلومات مفادها بأن هناك شبكة إجرامية تنشط في مجال الاستيراد و ترويج المخدرات انطلاقا من الحدود الغربية إلى مدينة عنابة و المناطق المجاورة لها و بمباشرة التحريات، تم توقيف كل من (ش.ن 52 سنة) و (ك.س.ع 22) و (ع.ن 24) و تبين بأن المسمى (أ.ع 49 سنة) هو من يتكفل بجلب المخدرات من الحدود المغربية إلى مدينة عنابة، بمساعدة البقية الذين يقومون بتخزينها و ترويجها .
و بتاريخ 4 جويلية 2019، تم توقيف المدعو(ش.ن)، بعد أن كان بصدد مغادرة مسكنه على متن سيارته نوع «سيات ليون» المسجلة باسم المتهم(ك.س.ع) و لدى تنقل عناصر الأمن رفقته إلى مسكنه الأول بحي واد فرشة، كان التفتيش سلبيا، ثم تنقلوا رفقته إلى مسكنه الثاني بإقامة فرفار و بوصولهم شاهدوا شخصين يهمان بالخروج من ذات المسكن و تعلق الأمر بكل من (ع.ن) و (ك.س.ع) و هما يحملان أكياسا و رغم محاولتهما الفرار، إلا أنه تم توقيفهما و تبين أن الأكياس التي كانا يحملانها، بها كمية من المخدرات بوزن قدره 28 كلغ و 430 غراما على شكل (54 رزمة + 8 صفائح + نصفا صفيحتين) و بتفتيشهما الجسدي، تم ضبط بحوزة المدعو (ع.ن) قطعة مخدرات في جيب سرواله، بوزن قدره 23 غراما، بالإضافة إلى هاتف نقال نوع OPPO F9، في حين تم ضبط لدى المتهم (ك.س.ع)، مبلغ مالي قدره 2200 دج و هاتف نقال نوع OPPO F9 ، فيما تم حجز السيارتين المستعملتين من طرفهما .
و لدى تفتيش محل الألعاب التابع للمتهم (ش.ن) بحي 8 مارس، تم ضبط حقيبة ظهر رياضية زرقاء اللون، بها مبلغ مالي معتبر بالعملة الوطنية يقدر بـ 120 مليون سنتيم، سلاحين أبيضين، الأول نوع «كرونداري» و الثاني سكين صغير الحجم ذو مقبض بلاستيكي أخضر اللون، شريحتين لهاتف خلوي تابعة لمتعامل أجنبي غير مستعملتين، بالإضافة إلى أغراض تستعمل في التهيئة و تقطيع و تغليف المخدرات، كما أثمرت التحريات بحجز علبة بها جهازين لتحديد المواقع .
لدى سماع المتهم (ش.ن)، اعترف بتخزينه للمخدرات المحجوزة بمقر سكناه في إقامة فرفار بعنابة، مؤكدا على أن أحد أفراد من عائلته، قام بإعلام كل من (ع.ن) و (ك.س.ع) بعملية توقيفه و اللذين حاولا تهريب المخدرات من شقته، كونه كلفهما بحراسة الشقة التي تم تخزين المخدرات بها مقابل مبلغ مالي، مع تأكيده على أن مصدر المخدرات هو المدعو (أ.ع) المكنى «بابي» المتواجد في حالة فرار و الذي بدأ التعامل معه منذ قرابة 7 أشهر، حيث استلم منه الكمية المضبوطة خلال شهر رمضان الفارط بحي واد فرشة، بعد أن جلبها على متن مركبته نوع سامبول بيضاء اللون، ليقوم بوضعها في سيارته نوع «هيونداي كريتا»، موضحا بأنه سبق و أن استلم من عند (أ.ع) كمية من المخدرات بوزن قدره 50 كلغ جلبها على متن مركبة نوع «بيد» و أما طريقة إخفائها فهي مشابهة لقضية الحال، ليعاود إرجاعها له بعد أسبوع و ذلك مقابل استلامه أجرا، في حين أكد على عدم علمه بمكان تواجد المدعو (أ.ع) الذي يتحصل على المخدرات من الحدود المغربية .
لدى استجواب المتهم (ع.ن) أمام هيئة المحكمة، صرح بأنه و بحكم عمله منذ سنوات بقاعة الألعاب الخاصة بالمتهم (ش.ن)، كان يرسل معه أكياس لمسكنه بحي واد فرشة على متن مركبته نوع «هيونداي كريتا» دون علمه بمحتواها، مع تأكيده على أنه يبيت رفقة المتهم (ك.س.ع) بشقة (ش.ن) في إقامة فرفار التي يحوز على مفاتيحها، في حين اعترف بأن (ك.س.ع) أخطره بأنه يخفي الممنوعات بذات الشقة.
و عن يوم الوقائع، اعترف بأنه لما كان رفقة (ك.س.ع)، تلقي رسالة نصية على هاتفه النقال مضمونها « بابا راهم حكموه « فتوجه حينها على الفور رفقة (ك.س.ع) للشقة بإقامة فرفار بغرض التخلص منها، إلا أنه تم توقيفهما بصدد نقلها و بتفتيشه تم العثور بحوزته على قطعتي مخدرات مع هاتفه النقال .
لدى استجواب المتهم (ك.س.ع) المكنى «الروسي»، أكد معرفته بالمتهمين (ش.ن) و (ع.ن)، حيث تطورت علاقته بالمدعو (ش.ن) إلى ممارسة الجنس بينهما و أضاف بأن الأخير أقرضه مبلغ 40 مليون سنتيم، بغرض شراء المركبة نوع «سیات ليون» المحجوزة في وقائع الحال، موضحا بأنه معتاد على تسليمها للمدعو (ش.ن) لقضاء حاجياته، كما اعترف بأنه في العديد من المرات، يقوم بالمبيت في شقة الأخير بإقامة فرفار، كما صرح بأنه و بمجرد وصوله معلومات رفقة المدعو (ع.ن)، مفادها توقيف المدعو ( ش.ن)، توجها مباشرة إلى الشقة بإقامة فرفار للتخلص من المخدرات الموجودة هناك، إلا أنه و بخروجهما، تم توقيفهما من طرف أعوان الأمن و هما حاملان الأكياس التي بها المخدرات.
حسين دريدح
