وجهت مصالح ولاية عنابة اهتمامها لبعث و إعادة تقييم المشاريع الاستثمارية المسجلة بالمدينة الجديدة مصطفى بن عودة ذراع الريش، خاصة في المجال الترفيهي و الخدماتي، بالإضافة إلى مشاريع الخواص التي لم تنطلق منذ سنوات، رغم منح المستثمرين القطع الأرضية و رخص البناء للانطلاق في الأشغال.
و قام والي ولاية عنابة، جمال الدين بريمي، بعدة زيارات للمشاريع المبرمجة على مستوى مدينة ذراع الريش، آخرها كانت يوم أمس و خصصت لقطاع الشباب و الرياضة، حيث عاين مشروع إنجاز قاعة متعددة الرياضات بذراع الريش و التي وصلت نسبة الإنجاز بها إلى 80 بالمائة، فيما ينتظر انتهاء الأشغال بها و دخولها حيز الخدمة، خلال السداسي الأول أو الثاني لسنة 2022.
و شدد بريمي خلال الزيارة التي خصصت لمشاريع قطاع الرياضة، على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز لتسليم القاعة في الآجال المحددة، لتغطية العجز الكبير في المرافق الرياضية و الترفيهية بالمدينة، في ظل وجود نقائص مع عمليات الإسكان الكبرى بذراع الريش.
في حين تسعى السلطات المحلية لوضع خطة مستعجلة لتدارك النقائص في الجانب الخدماتي و الترفيهي، لقطع الطريق أمام انتشار الجريمة و الآفات الاجتماعية و عدم تكرار تجارب الأقطاب العمرانية الجديدة، أين تندلع بين الحين و الآخر شجارات عنيفة بين مجموعات من الشباب المرحلين.
و استنادا للمديرية العامة للمدينة الجديدة ذراع الريش، فإن هناك تسعة مشاريع استثمارية في قطاعات الصحة، السياحة، الشباب و الرياضة، الخدمات، بمساهمة من القطاع الخاص كمرحلة أولى لتوفير المرافق الضرورية، بالإضافة إلى فضاءات عمومية مثل إنجاز ملاعب رياضية جوارية و قاعة متعددة الرياضات و مسبح، لتكون فضاءات متنوعة للسكان.
كما أنه و من بين المشاريع الأولى المسجلة التي تعثرت و لم تنطلق، مركزان تجاريان و حديقة تسلية، تدخلت السلطات المحلية عدة مرات لرفع العراقيل، غير أنها لم تنطلق لارتباط عملية الإنجاز بالقروض البنكية. و تهدف مصالح الولاية عن طريق دعم الاستثمارات الخاصة، إلى تحقيق مردودية أفضل نتيجة للمتابعة و الصيانة، كما تخلق مناصب شغل لشباب المنطقة.
و أمام النقائص الكبيرة المسجلة بمدينة ذراع الريش، تبخرت طموحات التسيير الذكي لها، رغم وضع الوسائل اللازمة و الإستراتيجية التي سطرت مع الخبراء الألمان، حيث تم استحداث مركز للمتابعة و الرصد و الربط بنظام معلومات و خريطة جغرافية لكامل الشبكات، يجمع المعطيات و البيانات المتعلقة بشبكات الطاقة و المياه و حركة المرور و غيرها من الخدمات، بهدف تحديد الأعطاب و المؤشرات عن بعد، ليتسنى للقائمين على مختلف الوحدات التدخل في الوقت المناسب وفق معطيات دقيقة، غير أن المشروع توقف بمغادرة المدير العام السابق للمدينة. حيث تحول طموح التسيير الذكي إلى توفير الضروريات و على رأسها المياه الصالحة للشرب، استكمال التهيئة الخارجية، المرافق الخدماتية، النقل و تسيير الشبكات و التقليل من الفيضانات.
و أكد مصدر عليم للنصر، على أن المدينة الجديدة ذراع الريش تحتاج إلى 20 سنة قادمة من أجل ظهور معالمها النهائية و الخروج من الورشة المفتوحة، كون المشروع ضخم و يحتاج لأموال كبيرة، لتجسيد جميع المشاريع المبرمجة، خاصة مع الأزمة المالية التي تعيشها البلاد من جراء تهاوي أسعار النفط و توقف الاقتصاد العالمي من جراء جائحة كورونا.
حسين دريدح
