يخوض الدكتور يعقوب بوعلاق ، تجربة غير مسبوقة في ولاية تبسة والوطن، في مجال الزراعة المائية، و ذلك بالمراهنة على إنتاج، فاكهة الفراولة ، دون اللجوء إلى الزراعة في التربة، و أكد الشاب بثقة كبيرة للنصر، أن مشروعه الذي حظي بمرافقة، المؤسسات الناشئة بولاية تبسة، من شأنه أن يحدث ثورة في هذا المجال، و يعمل على تطوير الزراعة المائية عبر الوطن، بما يسمح بإنتاج الخضر والفواكه، في مناطق قد لا تكون ملائمة لهذه الأنواع من الزراعة.
الشاب بوعلاق يعقوب، أوضح في مستهل حديثه مع النصر، بأن مناخ ولاية تبسة، غير ملائم لزراعة الفراولة، بالنظر للحرارة المرتفعة صيفا والصقيع و الجليد شتاء، لكن مشروعه سيسمح بتجاوز هذا العائق، و سيمكن من إنتاج عدة نباتات وخضر و فواكه أخرى، على غرار الفلفل، الطماطم والخيار والكوسة "الجريوات" والورقيات وغيرها، مضيفا بأن اختياره لهذا المشروع، جاء بعد دراسة نبض السوق المحلية و الوطنية، و لسد العجز المسجل في هذا المجال، حيث ستتم تلبية احتياجات الولاية من فاكهة الفراولة على مدار الفصول الأربع.
وتابع المتحدث بأنه شرع خلال هذه الأيام، في تركيب النموذج الأول تحديد الجدوى منه، بمقر حاضنة المؤسسات الناشئة بتبسة، و ستكون الخطوة الثانية تجسيد هذا المشروع في شكل مؤسسة، اختار لها اسم "green leaf" بمعنى الورقة الخضراء للمزارع المائية، و سيتم عبرها إنتاج فاكهة الفراولة خلال 45 يوما، لتكون متوفرة خلال فصول السنة.
و يندرج مشروع الدكتور بوعلاق، في إطار الزراعة المائية، وهي الزراعة التي تعمل على توفير المحاليل المغذية في التربة، دون اللجوء إلى الزراعة في الأرض، ففي دارة مغلقة، يدور الماء محملا بالأوكسجين والمواد الغذائية في مواسير، وهذه المواسير تحمل بدورها نباتات مثبتة بأوساط زراعية، مثل الحجر البركاني و البيرلايت أو الصوف الصخري، وهي أوساط زراعية غير قابلة للتحلل، وتستعمل فقط لتثبيت النبات، باستعمال أضواء ، تحاكي أشعة الشمس، و يمكن للنظام المشار إليه، أن يكون في مزارع مغلقة، كما يحتاج المشروع لدرجة حرارة ورطوبة مناسبتين، وتتم كل تلك العمليات بالبرمجيات، التي تتحكم في عملية السقي، وكذا ضبط درجة الحرارة و الرطوبة، مثلما تتحكم في نسبة التركيز الخاصة بالمغذيات والأكسجين في المياه المستعملة.
عن مزايا هذا المشروع ذكر المتحدث، أن فوائده كثيرة، حيث يمكن توفير الإنتاج على مدار السنة، كما يمكن تقليص مدة إنتاج الخس لشهر واحد، ناهيك عن ترشيد مياه السقي وتوفير 90 بالمئة منها، بالإضافة إلى خلو الإنتاج من 80 بالمئة من الأمراض المرتبطة بغرسها في التربة، كما يمكن المشروع من عدم استعمال الأدوية والمبيدات الحشرية، مما يجعل الإنتاج صحيا وخاليا من الأمراض، ناهيك عن مردوده المعتبر وتقليص المساحات المستعملة للزراعة، في الوقت الذي يمكن المشروع من توفير اليد العاملة، و أشار المتحدث بأنه بعد إنشاء هذه المؤسسة، سيتم تركيب الأجهزة للراغبين في الإنتاج، و ستوسع العملية للزراعة فوق الأسطح.
علما بأن الدكتور يعقوب بن علاق، أصيل ولاية تبسة، درس الابتدائي، والمتوسط، والثانوي، والجامعي بتبسة، و كان الأول على دفعته في الماستر، ثم واصل الدراسة في مرحلة الدكتوراه في تونس، تخصص ذكاء اصطناعي و تحليل صور الساتيلايت، و ذلك بعد مشاركته، في الإمتحان الوطني للإلتحاق بالتكوين بالخارج، ومن المرتقب أن يلتحق الباحث بجامعة العربي التبسي بداية من الدخول الجامعي المقبل.
الجموعي ساكر