يرى الممثل التلفزيوني و المسرحي جواد زهر الدين في حوار خص به النصر، إن غزارة الإنتاج الرمضاني تساهم في خلق المنافسة و تحسين نوعية الأعمال، كما تتيح فرصا للمواهب الشابة و الممثلين المهمشين للظهور ، موضحا بأن هناك أعمالا ساهمت في إعطاء دفع قوي للفن الجزائري و شجعت على عدم تقييده بالمناسباتية، كمسلسل «بنت لبلاد» الذي يضم 90 حلقة و نجح في أن يفتح باب الإنتاج السنوي، كما تحدث الفنان عن دوره في مسلسل «عين جنة» و الذي ظهر فيه بشخصية مغايرة تماما عما سبق و قدمه، و كذا عن مشاركته في سلسلة «في التسعين» .
حاورته / أسماء بوقرن
تشارك في سلسلة « عين الجنة» التي برمج بثها في النصف الثاني من رمضان على التلفزيون الجزائري، غير أنه تأخر، ما السبب؟
فعلا، العمل برمج بثه على شاشة التلفزيون الجزائري في المنتصف الثاني من رمضان، إذ يتم حاليا الترويج له عبر قنواته، غير أن مشكل البرمجة تسبب في تأخر بثه، إذ برمج عرضه فيما سبق مباشرة بعد الإفطار عبر القناة الأولى و السادسة، غير أن بث سلستي «طيموشة» و «عاشور العاشر» حال دون تحديد وقت مناسب له، لكن المشكل سيحل في القريب العاجل .
اخترت دور الشرير للخروج من شخصية الشاب الهادئ
حسب الإعلان الترويجي للعمل فقد صور في منطقة داخلية و يعكس حياة الريف؟
مسلسل «عين الجنة» هو عمل اجتماعي يعتبر مزيجا بين الدراما الاجتماعية و الكوميديا، أؤدي فيه دورا مغايرا عما اعتدت تقديمه كإنسان هادئ و طيب، إذ أتقمص شخصية عمار الشاب الشرير، فقد أعجبني الدور لكونه يختلف تماما عن أدواري السابقة و كذا عن شخصيتي الحقيقية، ما جعلني أبذل جهدا كبيرا لأنجح في تمثيله و أقنع الجمهور و هذا يسعدني كثيرا، لهذا أحبذ أن أطل في كل مرة بدور مختلف عما اعتدت تقديمه لسنوات، لأن الممثل الناجح من يجدد في الأدوار و هذا يجعلني أشعر بأنني أتقدم نحو الأمام. العمل يضم كوكبة من الفنانين كالممثلة جميلة عراس و حجلة خلادي و كمال زرارة و حليم زربيع و غيرهم من الممثلين من بينهم وجوه جديدة، وهو مكون من 15 حلقة مدة كل حلقة 26 دقيقة، و قد كتب السيناريو أسامة بلخسين، و أخرجه كريم موساوي.
السلسلة تشبه لحد ما «باب الدشرة» و «ولاد حلال» اللذين حققا نجاحا في مواسم سابقة لتوفيقهما في تسليط الضوء على واقع يختلف عن حياة المدينة، هلا حدثتنا عن قصة العمل و مكان تصويره ؟
قصة العمل تدور في إحدى مناطق الوطن الداخلية ببوسعادة و المسيلة، حيث يسلط العمل الضوء على حياة الريف و واقع مناطق الظل، و قد فضلنا من خلاله الابتعاد عن القصص المرتبطة بالمدينة و عواصم الولايات، حيث تدور القصة في قرية بولاية بوسعادة اسمها عين الجنة، و الجديد في هذا العمل أيضا أنه صور بطريقة اخراج سينمائية، ما جعلنا نعيش قصة العمل و كأنها واقعية، خاصة و أن البيئة التي صور بها العمل كانت مناسبة جدا، لأنها لا تزال تحافظ على هندستها القديمة.
كما أردنا من خلال العمل ليس تسليط الضوء على طبيعة العيش بهذه المناطق فحسب و إنما حتى الترويج للسياحة الداخلية، و ابراز الموروث الثقافي، و كذا استهداف جمهور المناطق الداخلية الذي يسعى للبحث عن هويته و وجوده في الواقع الجزائري من خلال الأعمال الفنية، فمثلا مسلسل أولاد الحلال استطاع أن ينجح بفعل تجسيده لواقع الأحياء القديمة في كبرى عواصم الولايات، و أنوه أن العمل أعطى فرصة لأبناء هذه المناطق الذين لم يأخذوا حقهم من الظهور بالرغم من مسيرتهم الطويلة في المسرح والتي تتجاوز 30 سنة عند بعضهم.
و باعتباري ضمن فريق عمل و من المكلفين بالكاستينغ أؤكد بأن هذا العمل عبارة عن تحد صعب، أدخلنا في سباق مع الوقت، لإن انطلاق التصوير كان قبيل رمضان بأسبوع فقط، نتيجة تأخر الموافقة على الشروع في التصوير و التي كانت قبل رمضان بنحو 10 أيام فقط، فقد اشتغلنا تحت ضغط الوقت و حرصنا على تقديم أداء جيد ، و حاليا نوشك على إنهاء تصوير الحلقات الأخيرة.
الإنتاج الرمضاني حرك المنافسة
شاركت في إحدى حلقات سلسلة «في التسعين» بتجسيد دور حكم و تفاعل معه الجمهور ؟
نعم حللت كضيف شرف في سلسلة تلقى نجاحا كبيرا اذ تضم الفنان محمد خساني و مصطفى لعريبي، و تتحدث الحلقة عى منافسة كرة القدم و نتائج القرعة التي أوقعت المنتخب الجزائري مع نظيره المصري، و لعبت دور حكم المباراة بطريقة كوميدية و تفاعل معي الجمهور و علق على بعض اللقطات، و الحمد لله على نجاح الحلقة و الشخصية.
شهدنا غزارة في الإنتاج الرمضاني لهذا الموسم هل ترى بأن هناك قفزة في الإنتاج الجزائري؟
كثرة الإنتاج التلفزيوني خاصة في مجال الدراما تعد مؤشرا إيجابيا، فطالما هناك منافسة سيكون هناك تحسن في المستوى ، كما أن ذلك يساعد على إتاحة الفرص للممثلين ، كلما زاد عدد الأعمال و كلما أتيحت فرص أكبر للممثلين الشباب، و هو ما لاحظناه من خلال مسلسل « بنت لبلاد»، فأنا أشجع هذا العمل الذي يعد من الأعمال التي قدمت فرصة للوجوه الجديدة، و نجح في استقطاب الجمهور.
نفهم من كلامك أن مسلسل «بنت لبلاد»الأحسن في نظرك هذا الموسم؟
حقيقة لم أشاهد المسلسل بشكل منتظم، بحكم انشغالي طيلة هذا الشهر بتصوير عمل «عين جنة» حيث أشاهد بعض الحلقات من خلال موقع يوتيوب، و الذي أحاول من خلاله مشاهدة بعض الحلقات من الأعمال التي أعجبتني كسلسلة عاشور العاشر و بعض الأعمال العربية، و التي سأعيد مشاهدتها بعد رمضان.
لكن ما أعجبني في «بنت لبلاد» أنه قدم فكرة جديدة تختلف عن الانتاجات التي اعتدنا عليها، كما لم يقيد عدد حلقاته بشهر رمضان، و إنما تعداها إلى 90 حلقة ما يشير بأننا نسير نحو إنعاش الانتاج الفني لما بعد رمضان، و تعتبر مبادرة أولى تستحق كل التشجيع كما أننا تمكنا هذا الموسم من ولوج البث عبر التطبيقات حسب ما لاحظناه من مسلسل «بابور اللوح».
بعد نجاحك في تمثيل مشاهد كليبات غنائية، اقتحمت مؤخرا مجال الاخراج الفني بكليب «سي فري»، هل هذا يدل على توجهك لمجال الإخراج؟
نعم بعد نجاح مشاركتي في كليبات غنائية، حققت أكثر من 116 مليون مشاهدة ككليب «ما زالني كيما بكري» لموح ميلانو، لكن اقتحامي مجال الاخراج فكرت فيه مسبقا و قررت خوضه من خلال كليب «سي فري» الذي حقق أكثر من 4 ملايبن مشاهدة، و وجدت أنه بإمكاني تقديم الأفضل، خاصة بعد العروض الكثيرة التي تلقيتها بعد إصدار الكليب.
عين الجنة يتناول الحياة في مناطق الظل
كيف يقضي جواد شهر رمضان بعيدا عن العائلة و لأول مرة في ولاية بوسعادة؟
هي ليست المرة الأولى التي أقضي فيها رمضان بعيدا عن عائلتي، و ذلك بحكم مهنتي، غير أن هذا الموسم كان أصعب لكوني كنت أصور أعمالي بالعاصمة، لكن العمل يستحق التضحية و أتمنى أن يكلل التعب و مجهودات فريق العمل بالنجاح.
ماذا بخصوص جديدك المتعلق بالعمل التونسي الجزائري المشترك الذي كشفت عنه للنصر في وقت سابق؟
هو حاليا متوقف بسبب الوضعية الوبائية فهو عبارة عن كوميديا جزائرية تونسية تبرز طبيعة العلاقة بين الشعبين و القواسم المشتركة في قالب كوميدي. أ ب