تحول مجمع للمحلات المهنية وسط مدينة المسيلة، خلال السنوات الأخيرة، إلى وكر للانحراف و ممارسة الرذيلة و ملاذ آمن لمتعاطي الخمور و المخدرات، بعد أن طالها الإهمال و رفض في كل مرة المستفيدون منها استغلالها و التخلي عنها بعد كل عملية توزيع على مدار سنوات مضت.
المجمع الذي يتكون من طابقين و يحتوي على 58 محلا، لم تدم عملية شغله من طرف تجار الخضر و الفواكه من سكان الحي، سوى بضع أسابيع، قبل أن يغادرونها و يعودوا لمزاولة نشاطهم التجاري على الأرصفة و الطرقات القريبة على بعد أمتار قليلة، فيما باءت جميع محاولات السلطات المحلية خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2010 و2013، لإلزام التجار بضرورة استغلالها بالفشل.
و قد أدى الوضع إلى بقائها مهملة و فضاء مفتوح للمنحرفين الذين خربوا جميع المحلات الموجودة بالمجمع و اتخذوا منها مرقدا و ملجأ للكثيرين، رغم عمليات التدخل المتكررة لمصالح النظافة التي ملت تكرار عمليات التنظيف والصيانة الدورية، حيث أثقلت الوضعية الكارثية لهذه المحلات المهنية كاهل سلطات البلدية، بفعل تسخير، في عديد المناسبات، إمكانيات بشرية و مادية لتطهيرها و إزالة مخلفات علب الخمر و الأوساخ و الفضلات المنزلية و الهامدة، بعد تحولها إلى وعاء لرمي القمامة و الفضلات المنزلية و غيرها.
و حسب ما استفيد من مسؤول محلي، فإن مقترحات كثيرة قدمت لتغيير طبيعة المحلات من مهنية إلى مركز إداري و تحويل بعض المصالح الإدارية و التقنية إليها من أجل تقديم خدمات إدارية و تقريب المرافق الخدماتية و الإدارية من سكان الحي الذي يعتبر أحد أكبر أحياء عاصمة الولاية و اقترحت مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي قبل فترة، هي الأخرى استئجار المجمع، إلا أن المقترح لم يتقدم إلى مستوى التنفيذ و التجسيد على أرض الواقع.
فارس قريشي
