قامت بلدية عنابة، أول أمس، بإعادة فتح الحدائق العمومية بوسط المدينة و ضواحيها، بعد عام و نصف من الغلق بسبب أزمة الوباء، حيث كانت تستقطب آلاف الزوار يوميا، كون هذه الفضاءات تقع في مواقع إستراتيجية تعرف حركية كبيرة للراجلين و الوافدين على المدينة، على غرار حدائق (الحرية، الحطاب، ايدوغ شمال، ايدوغ جنوب، حديقة محطة القطار)و قد صنفت عنابة أحسن مدينة خضراء في الجزائر، لاحتوائها على حدائق فريدة من نوعها.
و استنادا لمصالح بلدية عنابة، فإن عملية إعادة الفتح، جاءت بعد التشاور مع والي الولاية و اللجنة الصحية المكلفة بمتابعة انتشار فيروس كورونا، حيث تأخر فتحها رغم الترخيص لعديد الأنشطة منها التجوال على الكورنيش و أمام العدد الكبير من العائلات و الزوار الذين يقصدون الحدائق باعتبارها فضاءات خضراء مجهزة بألعاب الأطفال و غيرها من المرافق، تقرر عودة نشاطها تزامنا مع افتتاح موسم الاصطياف و تخفيف الضغط على الفضاءات المفتوحة الأخرى و كذا استجابة للطلبات المتكررة للمواطنين، مع تراجع عدد الإصابات بالفيروس على مستوى ولاية عنابة.
و مع افتتاح حديقة «إيدوغ جنوب» المحاذية لمقر الولاية، لمست النصر اقتراب عدد كبير من المارة، للاستفسار لدى أعوان الأمن عما إذا كانت مفتوحة، معبرين عن فرحتهم باستئناف النشاط بعد عام و نصف من الغلق، كونها الوجهة الأولى لبعض العائلات من أجل النزهة و الترويح عن النفس و فرصة لاصطحاب الأطفال للعب، حيث كانت تعرف إقبالا كبيرا خاصة في عطلة نهاية الأسبوع قبل أزمة الوباء، كونها أجمل حديقة حاليا بعنابة بعد إعادة تهيئتها.
و لدى اقترابنا من بعض رواد الحديقة، طالبوا بتمديد ساعات العمل في فصل الصيف، كون الوقت المحدد للغلق حدد في الساعة الخامسة و النصف مساء و هو الوقت الذي يزيد فيه إقبال المواطنين و العائلات، مع انتهاء دوام العمل لاصطحاب الأطفال للعب و النزهة عكس توقيت فصل الشتاء، مطالبين مصالح البلدية باعتماد التوقيت الصيفي.
و قد أطلقت بلدية عنابة قبل أزمة الوباء، مشروعا لتهيئة الحدائق في إطار برنامج إعادة الاعتبار للمساحات الخضراء، بهدف صيانتها و ترقية هذه الفضاءات الخضراء و تطهيرها من المنحرفين، لاستقطاب العائلات.
وسمح المشروع بعد تهيئة 3 حدائق من أصل 7 كبرى، بتتويج بلدية عنابة سنة 2019 بالمرتبة الأولى في الطبعة الثانية للجائزة الوطنية للمدينة الخضراء، التي نظمتها وزارة البيئة و الطاقات المتجددة والتي شاركت فيها 42 بلدية ممثلة عن 25 ولاية .
كما تتميز بلدية عنابة عن باقي بلديات الوطن، بعدد الحدائق العمومية، حيث تقع بمحاور إستراتيجية وسط المدينة و ضواحيها، فيما تعود أغلب الحدائق و المساحات الخضراء للعهد الاستعماري، حيث أنجزت بمعايير خارقة لم تنجح لحد الآن اجتهادات المهندسين في إنجاز حدائق جديدة بنفس المواصفات و بقيت هذه الحدائق المتنفس المفضل لسكان و زوار عنابة إلى غاية التسعينيات، حيث بدأت وضعية الحدائق تتدهور تدريجيا، حتى أهملت نهائيا في فترة العشرية السوداء و أصبحت مرتعا لتناول المخدرات و الكحول و المواعيد الغرامية، فهجرتها العائلات و الرياضيون الهواة.
بدأت الحياة تعود للحدائق العمومية في 10 سنوات الأخيرة، بعد إطلاق بلدية عنابة مشاريع لإعادة التهيئة، انطلقت بحديقة الحرية كأول تجربة رغم أن نوعية الأشغال لم تكن في المستوى المطلوب و بعد فتحتها عرفت استقطابا ملفتا للعائلات، كما استغلت الحديقة في تنظيم مختلف المعارض الخاصة بالحرفيين.
و مع الاستقطاب الكبير للمواطنين، أطلقت بلدية عنابة الأشغال في حديقة ايدوغ جنوب المحاذية لمقر ولاية عنابة و بعد إعادة تهيئتها بمعايير ذات جودة، مع الحفاظ على الأشجار المغروسة خلال الحقبة الاستعمارية، أصبحت محط اهتمام جميع العائلات العنابية خاصة نهاية الأسبوع و هي الحديقة التي قادت بلدية عنابة للتتويج بجائزة المدينة الخضراء، لتوفرها على جميع المرافق و الطابع الفني في استخدام الأضواء و تواجد نافورة بها أسماك منجزة بشكل هندسي مميز.
حسين دريدح